

سَامِحِينِي إنْ كَانَ فِي قَلْبِكِ مَجَالا للتسامُح وَ إنِّي أعْرِفُ بَلْ أجْزِمْ أنَّ لَُغة التَّسَامُحِ فِي عَالَمِنَا هَذَا مَصْدَرُهَا الرَّئِيسِي وَ الوَحِيدُ هُوَ قلبُكِ وَ سِعَة صَدْرِكِ أرْجُوكِ لا تتردَّدِي وَ امْنَحِينِي بَرَاءَةَ مَا كُنْتِ تَظُنينَهُ فِيَّ وَ مَا عَلِقَ بِذِهْنِكِ وَ فِكْركِ وَ جَالَ بِخَاطِركِ فِي تَجْرِبَةِ الأيَّامِ المَاضِية وَ أقْسِمُ لَكِ أنَّي مَا كُنتُ أظنُّ أنَّ النَّتِيجَةَ سَتكُوُن صَعْبَةً عَلَى كِلْتَاَنا نَتِيجَةَ سَذاجَتِي !!
وَ لْتسْمَحِي لِي أنْ تُعطِينِي فُرْصَة وَ حَتَّى أدَافِعَ عَن نَفسِي أمَامَكِ رُبَّمَا اسْتطَعْتُ طَامِعَة أنْ أزِيلَ كُلَّ الترَاكُمَاتْ وَ الظُّنونْ التِّي عَلِقَتْ بِذِهْنكِ لِفَترِةٍ طَوِيلَةٍ مُذنِبَة أنَا..أعْلَم خَائِنة أيْضًا .. أعْتَرِفْ ذنْبِي كَبِيرٌ نقلَنِي مِنْ دُونِ أن أشْعُرْ إلَى حَيَاةٍ جَدِيدَة مَا كُنتُ أنْتَظِرُهَا وَ لاَ أعْرِفُ عَنهَا شَيْئاً مَزِيجٌ مِنَ الوَجَعِ وَ الفَرَحِ اللحظِي النَّادِر أعِيشُهُمَا فِيهَا . أماَّ عَنِ الرَّاحَةِ فقد نَسَتْ عُنْوَانِي !!! ألَمْ تعْرِفي إلَى الآنَ مَا الذِّي أنَا فِيهِ ؟؟! لَيْتَكِ عَرَفْتِي ..
حَالِي عَذَابِي يَأسِي قَلَقِي بَعْدَ كُلِّ مَا فَعَلْتْ بِالله عَلَيَكِ أَ تَظُنِينِي سعيدة مستمتعة بالحرام ؟؟! أجْرمْتْ غَرَسْتُ فِيكِ خَنْجَرًا وَ فِي يَسَارِ صَدْرِكِ بِالضَّبطْ فِي وَطنِي فِي مَلاذِي فِي مَنْ أحَبَّنِي بِكُلِّ إخْلاصٍ ..قَلْبكِ نَعَمْ : دَمَّرْتُهُ حَطَّمْتُهُ مزقته وَ فَصَلْتُ عَنْهُ النِّيَاطْ قَتَلْتُ رُوحَكِ .. نَعَمْ أنَا الخَائِنَة العَاشِقَة التِّي حَاوَلْتْ أنْ تَحْمِيكِ مِْن كُلِّ الشُّجُونِ وَ الأوْجَاعِ جَعَلْتُ وَجَعَكِ أنَـــــا !! أخْبِرينِي مَاذَا أفْعَلُ ؟! دُلِّينِي عَلَى مَآلٍ يوصِلُنِي لكَيْفِيَةِ التَّكْفِيرعَنْ ذَنْبِي ,, مَا جَزَاءِي بَعْدَ جَريمتي الشنعاء بك ؟! أ أفْصَلُ النِّيَاطْ عَنْ قَلْبِي كَمَا فَعَلْتُ بِكِ لأرْتَاحْ ؟؟! عَذبْتُ رُوحَكِ وَ جَعَلْتُهَا تَئِنُّ مِنْ فَرْطِ الْأَحْزَانِ .. رُوحِي بَيْنَ يَدَيْكِ الْآنْ عَذِّبِيهَا اِجْعَلِيهَا أَيْضَا تَتْعَبُ وَ تَتَأَوَّهُ اَحْرِقِيهَا وَ اَنْهِيهَا لِأُكَفِّرَ عَنْ ذَنْبِي أَصْلًا رُوحِي لَمْ تَعْدْ تُطِيقُ كُلَّ تِلْكَ الْآلَامِ وَ تَأْنِيبِ الضَّمِيرِ وَ خِياَنَةَ رُوحِهَا التَّوْأَمِ . هِيَ تَحْتَضِرُ اَنْهِيهَا أَنْتِ عَلَّنِي أُكَفِّرُ عَنْ ذَنْبِي آهْ !! وَ اِنْعَتِينِي بِأَبْشَعِ الصّفَاتِ لِأَنِّي أَسْتَحِقُّ فَقَدْ خُنْتُكِ وَ خَذَلْتُكِ وَ لَمَسْتُ الْمُحَرَّمَاتَ ! لَكِنْ أَرْجُوكِ وَ بِحَقِّ حُبِّنَا وَ بِحَقِّ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعْنَاهُ عَلَى أَنْفُسِنَا يَوْمَ بَكَيْنَا مَعًا مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ مِنْ أَنْ تَفْتَرِقَ رُوَحيْنَا.. كَيْفَ كانَ لِي أَنْ أَتَحَكَّمَ فِي مَشَاعِرِي مِنْ أَجْلِي وَ مِنْ أَجْلِكِ ؟ كَيْفَ كَانَ يَجِبُ عَلَيَّ أَنْ أَقْتُلَ مَا سَكَنَنِي بَدَلَ قَتْلِكِ أَنْتِ ؟ هَلْ وَضَعْتِي نَفْسَكِ يَوماً فِي مَكَانِي ؟ كُنْتِلتَضعفِين أيضا )) أنَا لَمْ أرِدْ لَمْ أشَأ أنَا إنْسَانٌ وَ مِن طَبْعِي ارتِكَابُ الخَطَأ لكن صَدِّقِينِي مَا كُنْتُ أَعِي وَ لَا أَعْرِفُ كَيْفَ أَتَصَرَّفُ !! دُخُولُ ذَاكَ الإحْسَاسْ بَيْنَ ضُلُوعِي وَ إعْلاَنُهُ السَّكَنَ بَيْنَ جَنَبَاتِ قلبِي لَمْ يَتَطلَّبْ إذْنِي جَعَلَنِي عَبْدَةً تَنْصَاعُ لِأوَامِرِ قلبِهَا دُونَ النُّطْقِ بِبِنتِ شَّفة .. حَتَّى وَجَدْتُهُ أحْسَسْتُ بِهِ جَنِيناً بَيْنَ أحْشَائِي جَنِينٌّ مُحَرَّمْ ! عَرَفْتُ مَعْنَى الحِيرَة أنَذاكْ بَلْ قمَّة الحِيرَة حَاوَلْتُ الإجْهَاضْ صَدِّقِينِي حَاوَلْتُ أنْ أجْهِضَهُ أنْ أُنْهِيهْ وَ أنْتَهِي ! وَ لكنِّي وَجَدْتُ الأمْرَ صَعْبٌ للغَايَة وَ مُوجِعٌ جِداًّ لَمْ أكُنْ بِالقَادِرَة عَلَى إجْهَاضِهِ فآثَرْتُ وِلادَتِهْ .وَ بِالفِعْلِ تَمَّتْ بِكل أَلَمٍ ! بِألَمٍ أعْرِفُ أنَّهُ أقلُّ حِدَّة عَنْ ألَمِ الإِجْهَاضْ . وَلَدْتُهُ مُكْرَهَةً جِئتُ بِهِ إلَى الدُّنَْيَا إلَى هَذَا الوُجُودْ أبْكِي وَ أنْتحِبْ وَ أفْصَحْتُ عَنْهُ لَكِ وَ لِكُلِّ العَالِمِينْ...!! أنْهَاكِ الخَبَرْ فَتَقاسَمْنَا مَعاً وَجَعْ وِلادَتِهْ , عشنا الشعور نفسه وَ لَوْ كُنْتُ أجْهَضْتُهُ كُنْتُ لِأتألَّمْ لِوَحْدِي وَ كُنْتِ لِتكُونِينَ بِألْفِ خَيرٍ وَ رَاحَة لَكنِّي ضَعَفتُ أمَامَ ذَاكَ الأمرْ .صَدِّقِينِي لَمْ يَكُنْ بِإرَادَتِي وَ لَوْ كَانَ بِيَدِي لَدَحَضْتُهُ مِن دُونِ ترَدد لقتلت المولود اللعين قبل أن يحيا و يحيي معه الأوجاع و يقلب حياتنا رأسا على عقب.. آه ماذا أقول ! مَهْمَا حَاوَلْتُ تَرْجَمَة مَشَاعِرِي وَ وَصْفِهَا حَالَ وُلُوجِهِ حَيَاتِي وَ حَالَتِي الآن أفْشَُل !
بِبَسَاطَةٍ لَسْتُ بِالسَّعَادَةِ التِّي تَظنِينَهَا بل أين هي السعادة ؟ أضحيت أسمع بها فقط !! كَيْفَ لَكِ أن تَتَخَيليننِي مسرُورةً بَعْدَ مَا كَانَ وَ مَا يَكونُ ؟ هُنَالِكَ كَلِمَاتٌ دَاخِلي لا أعْرِفُ كَيْفَ أُخْرِجُهَا و أتَرْجِمُهَا لَكِ .. أسْتَنْجِدِ بِكِ أنْ تَضَعِي حَدًّا لألَمِي فَضَمِيرِي يُأنِّبُنِي بِخِيَانَتِكِ تِلْكَ الاحْدَاثُ خَلَّفتْ فِي نَفسِي وَقعاً كَبِيراً.. لا تَهمُّنِي الإسْتِكَانَة الآنْ فَأنتِ النَّجِيعْ الذِّي يَسْكُنُ عُرُوقِي رُوحِي كلَّتْ وَ تعِبَتْ مِنْ تَجرعِ خَمْرِ الآهَاتْ وَ الحُرْقةِ وَ هَلُّم جراً مِنْ أحَاسِيسِ اليِأسِ وَ البُؤسْ لَمْ يَكُنْ فِي نِيَّتِي أبَداً أنْ أجْعَلَ أحَداً يَعِيشُ الجَوْرَ عَلَى يَدِي وَ خُصُوصاً أنْــــتِ لَطَالَمَا دَعَوْتُ الله أنْ يَغْفِرَلِي خَطِيئَتِي وَ الآن أتوسلُ إلَيكِ أنْــتِ إنْ كُنْتِ نَسِيتِي بَلْ إنِّي أعْلَمُ أنكِ تَتظَاهِرِينَ بِالنسْيَان أمَامِي فأنَا لَمْ أنْسَى لأنِّي أتَألمُ لِفِعْلتِي لأنَّكِ أنتِ رُوحِي الثَانِية لأنَّنَي أحـبـك سَامِحِينِي اِعْفِي عَنِّي خَلِّصِينِي مِنْ أسْرِ النَّدَمِ وَ الوَجَعْ فَعَفوُكِ وَ إنْ كَانَ مِنْ أعْمَاقِ قلْبِكِ سَيُزِيحُ عَنِّي القَليلَ مِنَ الوَجَعِ فَقطْ أمَّا البَاِقي فقد سَكَنَنِي للأبَدْ مَا دُمْتُ أتــنــفـســك دَعِي يُنْبُوعَ حُبِّنَا يَنْفَجِرُ اليَوْمَ وَ السَّعَادَة وَ يَنْدَفِقُ فِي مَجْرَى حَيَاتِنَا دَعِينَا نَفْقِدُ الذاكِرَة وَ نَمْرَحُ سَوِيًّا فِي دُرُوبِ الفَرَحِ فَقدْ اكْتَفيْنَا مِن اللآلام وَ الكِتْمَانِ وَ الكَبْتِ المُوجِعْ تَذكرِي دَوْماً أنَّ عِشْقنَا الأزلِي أكْبَرُ مِنْ كُلِّ الهُمُومْ و لَهُ سَنَعيشْ قُولِي لَهُمْ كَمَا أقُولُ عَنْكِ أنَا أنْتِ حُبِّي وَ عِيدُ حُبٍّ سَعِيْد يَا حَبِيبَة القـَلْـبْ ** كُلَّ عَــامٍ وَ نَحْنُ حَبِيبَتَان **

|