..... سأصبح يوما ما أريد ....... بقلمي ..
آخر
الصفحة
عاشق درويش

  • المشاركات: 6776
    نقاط التميز: 3574
مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
عاشق درويش

مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
المشاركات: 6776
نقاط التميز: 3574
معدل المشاركات يوميا: 1.1
الأيام منذ الإنضمام: 6065
  • 23:50 - 2014/01/17

لم يكن غانم مؤهﻻ بما فيه الكفاية لينال ثقة مديره في العمل، هذا الأخير ورغم وضعه لأكثر من ثﻻث إعﻻنات للمنصب الجديد وكثرة التحفيزات والإغراءات لم يقدم أي أحد لهذا المنصب. هذا ما جعل طموح غانم يكبر في أن يصبح ذات يوم مصمما. .ظل غانم يترقب الفرصة المناسبة ليبرز مهاراته ويثير انتباه مديره. فقد كان مهتما بالأمر إلى درجة جعلته يخضع لتدريب بمؤسسة خاصة لتطوير معارفه والاحتكاك أكثر بعالم التصاميم. .

فلتنتقل من عالم الإشهار والتسويق إلى عالم التصميم ليس بالأمر الهين .

 

لم يحدث شيىء مميز طيلة اليوم الذي قضاه غانم في مكتبه حتى رن هاتف المكتب ، ولأن الإجابة على الهاتف كانت جزءا ﻻ يتجزأ من عمله فقد كان من الﻻزم أن يجيب. .

شركة مديترانيان للإعمار. .من معي؟

أجابت شابة ونبرة التردد و الخوف بادية من خﻻل تقطع أنفاسها وتلعتم لسانها : إسمي ماجدة. .قرأت إعﻻنا لشركتكم في الجريدة وأريد لو سمحت أن تمدني ببعض المعلومات. .

أجاب بصوت ﻻ يعكس أبدا حالته النفسية فليس له أن يفعل لأن طبيعة عمله تفرض عليه أن يبقى هادئا. .مبتسما. .وسخيا في إعطاء المعلومات في حدود المتفق عليه : نعم. .شركتنا بحاجة لمصممين ...

استرسل في شرح الإعﻻن و التحفيزات ووو .. بعد نصف ساعة أقفل الهاتف وهو يلعن حظه ..

يبدو أنه قام بدوره على أكمل وجه فلم تتأخر الفتاة في الحضور للشركة بمعية ثﻻث من زمﻻئها فوضوها أمر الاستفسار عن الإعﻻن. .

وبعد سويعات قليلة كان الثناء والابتسامة العريضة التي حضي بها من طرف المدير واللجنة المختارة لإجراء الاختبار دليلا على استيفائهم جميع الشروط المؤهلة للقبول في المنصب.. فقد تقدم خيرة المعهد العالي للهندسة للشركة .. 

علم غانم حينها أن عالم الاشهار والتسويق. .القسم الفرعي في الشركة الذي كان قد دخله مضطرا حينها سيبتلعه ويغتال حقيقة طموحه وحلمه في  أن يصبح مصمما. . الأمر الذي لم يستطع عقل غانم تقبله وكان من الﻻزم اتخاذ قرار ما يعلم يقينا أنه لن يكون سهﻻ ..

عاد لبيته .. وقف قليﻻ عند العتبة ثم دخل ..

كانت ليلة سبت ماطرة. .وعلى كرسي خشبي أمام موقد مد قدميه و أغمض عيناه. .بدأ عقله في التفكير في كل القرارات و الاحتمالات التي يمكن أن تنتج عن قراره ...


بعد أربع أسابيع كاملة لم نجد بدا من كسر الباب بعد أن أخبرتنا جارته أم محمود أنها شاهدته مساء السبت يدخل شقته ولم تره منذ ذلك الحين. 

نفس القول تردد على لسان ابنيها صديقا غانم ..


بعد الدخول للبيت شكرنا الله أن غانم لم يكن موجودا لتتبدد غيوم الشك والخوف التي أصابتنا، لكن ما لم يكن متوقعا هو تلك الرسالة التي تركها غانم مرفوقة بصك يسدد من خﻻله جميع ديون الحاج عمر إبان إقامته في بيته .. ويعتذر لنا من عدم تمكنه من توديعنا ويدعونا جميعا لزيارة بيته الجديد في العاصمة ..

فقبل دخول غانم للبيت عثر على رسالة في علبة البريد تبشره بفوزه بقضية رفعها ضد شركة كانت سببا في وفاة أسرته وصرف تعويض مالي كبير له ..

 

 

الآن أمكن غانم تحقيق حلمه وإنشاء مقاولة خاصة به

.. فقد أصبح اليوم ما يريد .. 


 ..... سأصبح يوما ما أريد ....... بقلمي ..
بداية
الصفحة