هو أم الأمومة
البارحة كان عيد ميلادي..ككل سنة يهديني أغلى الهدايا ..يفاجئني بقبلاته الحارة كأننا فقط بالأمس تزوجنا..مازال عاشقا لي و يكتب لي شعرا أضحك منه طويلا فهو لا يحترم فيه سوى المبني أما المعنى فحدث و لا حرج ..كان سعيدا معي و كنت سعيدة معه لكن ظل شيء ينقصنا.
هاهي ساعتي البيولوجية تشير الى منتصف ليل العمر بتوقيت أحلامي المحطمة و انا أريد ان أصبح أما ..لكن لا أريد تركه ..
لاجل الزواج به ضحيت بسنوات دراستي الطويلة .. استغنيت عن العمل تركت عائلتي في اقصى الغرب و سكنت معه في أقصى الشرق و الوطن بيننا مدن و اشجار و حكايات و صوت أمي في الهاتف
-توحشناك حبيبيتي
و أجيبها بلهجة تعلمتها في الشرق البارد نسبيا مقارنة بغرب الوطن
-يما حنا أنا تان توحشتكم و نشتيكم
يوم هربت مني كلمة"نبغيك" على طول الطريق السيار شرق –غرب و تركت ماضي هناك لأنام في أحضانه..كانت أول مرة أرفع صوتي أمام أمي قائلة
-ارجوك اقبلي..لقد أصبح عالمي فلا تحرميني منه
و يوم تزوجنا كانت الفرحة تغمرني و انت جعلتني اميرتك ..لذكرياتنا معا رائحة الليمون و لون الياسمين و جمال ابتسامتك ..اه لو تعرف فقط كم احبك و كم ساحبك دوما ..قبل سنوات جاءني أفراد عائلتي سائلين عن الجديد و الجديد في عرف الجزائريين عند امرأة متزوجة حديثا هو طفل تحمله و فرحة تهديها للجميع ..لكنني اجبتهم لا جديد..و طال الزمن و لا جديد يأتي و من طبيب الى اخر و من فحوصات الى اخرى ليقول لنا اخر طبيب مختص ما قاله سابقوه
زوجك عقيم لا أمل في الإنجاب
و ليبدأ الجميع في إبداء أرائهم..و أنت جلست على طرف السرير تشعر بالغربة أمامي..تنظر لي بعيون سحرتني و أوجعتني بفارق سنوات ..قلت لي
صابرين سأمنحك حريتك..كلانا يعرف كم تعشقين الأطفال و لن أحرمك فرحتك..يكفيني عشر سنوات سرقتها من عمرك..سامحيني
و اقترب منك..أضمك الي و اقول
انت لست فقط زوجي انت طفلي أيضا..صحيح أعشق الأطفال لكن فقط لو كنت انت والدهم..ثم أتعتذر لي عن شيء قدره الله علينا..ستبقى زوجي و سنجد حلا..
و هاهي السنين تمضي و أنا مصرة على الاستمرار معك..رغم حزني في الحدائق العامة ..رغم رغبتي في الأمومة..بينهما اختارك انت ..
و تتحسس صابرين الخاتم في اصبعها و تسمع صوت زوجها القادم من المستشفى يحمل ابنة اخته التي قررا تربيتها و تحيط عائلتها الصغيرة بذراعيها و هي تطرد كل أشباح الفراق من رأسها..كيف تتخلى عن رجل منحها قلبه و اسمه و حياته..ستبقى معه و مع ابنتهما القادمة الجديدة و ستحارب الدنيا لأجله كما فعلت دوما..
صابرين واحدة من مئات ضحوا لأجل ادم فهل هناك ادم واحد قادر على تضحية مثل هاته؟