وجع
استيقظ صباحا بعد ليلة عابقة بدخان وخمر وهذيان، قضاها مع رفاقه في كوخ قديم .
لم تسمح له دريهماته القليلة إلا الانتشاء بالمخدر دون أن يصطحب فتاة هوى تزين سهرته.
غادر الكوخ مترنحا قبيل الثامنة صباحا وهام على وجهه، بملابس شبه مهترئة وشعر أشعث، أشعل لفافة تبغ وصار ينفث فيها غيظه وجوعه.
استند على حائط أحد المباني المتسخة وظل يرقب بصبر ...فجأة ظهر الصيد المنشود، تلميذة لم تتجاوز ربيعها الخامس عشر.
كانت تمشي وحدها بخطى متسارعة لكنها كسيحة
أمعن النظر في وجهها الملائكي البض، وسرح في تفاصيل أنوثة لم تفلح الوزرة البيضاء ولا الوشاح على الرأس في إخفائها.
سارع الخطى في لهاث محموم نحوها، إنها صيد سهل فلن تستطيع الجري بعيدا بسبب عاهتها، والمكان خال من المارة في هذا الصباح البارد.
اقترب منها وتظاهر بأنه يستفسر عن مكان ما، جفلت الفتاة والتفتت يمينا ويسارا، ولما لم تر أحدا عضت على شفتيها ولعنت الأستاذ الذي أعلن عن غيابه اول حصة.
لا بل لعنت نفسها لأنها كانت من الغباء أن تركت رفقة صويحباتها لتنعم بساعة نوم إضافية، وهاهي ذي ترى نفسها توشك على دفع الثمن غاليا....
أخبرته عن المكان باقتضاب وحاولت الابتعاد لكنه لحقها وطلب أن ترافقه، ماذا عساها تفعل ؟
تفصلها عن سور مؤسستها التعليمية نحو خمس دقائق فقط والشارع خال بشكل رهيب .
حاولت مداهنته وسارت قربه وقد امتقع وجهها موقنة بهلاكها وهتك عرضها ... فجأة رمقت شابين مارين من طريق غير بعيد،
حاولت التملص منه لكن الذئب أمسكها من ذراعها بيد وأحكم قبضته على نهدها الصغير باليد الأخرى،
تشجعت الفتاة أكثر وصرخت بأعلى صوتها قبل أن يبتعد الشابان ... لم تكن تملك وقتا للتفكير في رد فعلهما...
التفت الشابان لحسن حظها ورمقا المتحرش بنظرات لاتخلو من تهديد، أحجم الذئب وتقهقر غاضبا، لقد فشل أن ينفث شهوته وقذارته في أحشائها
لكنه أصر أن ينفث حقده في أذنيها قبل أن يغادر حسيرا، فصرخ في وجهها : لو كنت أحمل معي سكينا لما جرؤت على الصراخ يا ابنة الكلاب ...