اذا اردنا الخوض في موضوع ما لابد ان تتوفر في كل من يريد ذلك شروطا اساسية لامحيد عنها لكي تكتمل مصداقية الطرح..
ولان الضرورة تحتم وجود طرفي نزاع,راض ورافض,فان الاتفاق ملزم لكليهما,حتى لاتكون الامور سائبة لاتحكمها قوانين,ولا تجد لها سندا يحد من تطرف احدهما,او وتكبح جماح غلو الاخر..
مسألة تردي قناتنا الثانية,لايمكن تلخيص مشاكلها في موضوع واحد او في وجهة نظر واحدة او حتى في طرح احادي..فهي مشاكل متراكمة ولو لفترة قد يراها البعض قصيرة جدا,وانما قد ترجع الى اسباب تجعل معالجتها معالجة مستحيلة في غياب منظور واقعي,وقراءة متجردة..لم يحيط القناة من تجادبات قد لاتظهر على سطح الواقع المرئي,فتبدو في عيون الكثيرين انها بعيدة كل البعد عن تلك التيارات الجارفة ,او الطاحنة,هي في الحقيقة نتيجة لتلك..وتحصيل لمؤثرات ظروف متعددة,وايضالصيرورة تاريخية,حكمتها احداث سياسية,وصبغت لونها مرحلة اجتماعية وثقافية معينة من تاريخ مغرب الغد..ويكفي ان يبرهن الانسان على ذلك,بكون ان قناة الدوزيم اي قناتنا الثانية..كانت سباقة او كانت سابقة في الاعلام البصري في ارجاء القارة الافريقية ,وفي العالم العربي ,في العالم الاسلامي,فهي اذن ثمرة مجهود,كان يتطلع اليها مؤسسوها من المغاربة الى عهد جديد من التفتح والتطور والارتقاء بمشهدنا الاعلامي,الذي اختزلته تجربة القانة الثانية,كرائدة عربيا وافريقيا واسلاميا,في نهجها ,وخطها التحريري ,المستقل ,والمتحرر..كتجربة اولى من نوعها في سماء الفضاء الاعلامي في الوطن العربي برمته..فهي اول قناة عربية افريقية اسلامية,حرة تبث عبر الاقمار الاصطناعية,فهي اذن لها السبق عن باقي القنوات التي جاءت من بعدها بسنوات,فهي اقدم قناة حرة من قناة الارتي والامبي سي وغيرها..فكانت بحق جديرة بهذا الاسم وبهذه الرتبة وبما قدمته من اعمال رائعة وبرامج عالية واحترافية..لكن كثيرا ما تنجو سفينة اعتادت ان تمخر عباب المحيطات..فلابد للحصان من كبوة,كما لابد لاي عمل ان يتعرض لهزات وزلات..وهذا حال قناتنا الوطنية الثانية ..
لهذا عندما نأتي على ذكر عيوب ومساوء ما آلت اليه قناة الدوزيم,فاننا في الواقع نتحدث عن رزنامة من الاشكاليات ,ومن المشاكل وعن ظروف زمنية وعن حالات مرت على المجتمع المغربي..
صحيح ان مؤشر التطور لدي هذه القناة الوطنية واحسبها كذلك عكس ما يروج ضدها بعض المتقولين" صهيونية",ومدعين, ومن يلافقه في الكلام غير النعيق من سب وشتم والصاق التهم بدون اي مبرر,او حكمة تذكر..وقد يكون من بين الذين يتحرشون بموضوع ما تقدمه قناتنا الوطنية من باب الكراهية والحقد الذي يغلي في النفوس المريضة,سواء كان من اهلها او مما اعتاد ان يدس نفسه"جاسوسا" بين اهلها,فها اؤلاء لايمكن الاعتياد بكلامهم ,واخذه مأخذ الجد ,او اعتبارهم ان مايقومون به هو اعطاء بديل او تعبير عن غيرة وطنية ,وانما هم في الحقيقة اباليس يزرعون الفتنة ,ويؤججون نار الحقد بين اهاليها..وليس لهم في الموضوع لاناقة ولاجمل غير السعي بالشر ونشره بين الامة الواحدة ومؤسساتها.. ومنها قناتنا المغربية الثانية على ماهي عليه من عيوب نحن اولى ب مناقشتها والبحث عن مايضرنا منها وما ينفعنا فيها..وكل مغربي له الحق في ابداء رأيه واحترام رأي الاخرين من جلدة بلده ,ولايتم ذلك كما قلت سابقا وكما اشرت اليهآنفا الا بالاحتكام الى شروط اداب الحوار والنقاش