كان يراقب جزئيات عينيها عن بعد , ذاك البحر الأسود الذي يغرق فيه في كل نظرة , ولا يطلب النجدة , بل يستلذ الموت فيهما ,, بياضها الذي يذيب الثلج , ويوقظ في قمر الدياجي نشوة من الإستحياء انه فوق , وهي تسير بيننا ! ,, يراقبها كل يوم تمر امامه وينتشي بعطرها لـ ثانية , ثم يعود للحياة مرة اخرى !
صراع الرغبة والكبرياء الأزلي يستقر فيه , بين جبهتي الفؤاد والمنطق , لكن ينتهي الصراع كما ينتهي دوما ً , بـ خشوع المنطق لـ تلك العينين ! ,, لـ ذلك الصوت الذي يعيد انتاج نبضه ع شاكلة موسيقية تثريه رغبة ! ,, انها مستبدة , وهي لا تعي ذلك , تميته وتحييه , ولا تعي ذلك !! ,, وامنيته الوحيدة , ان يجد قبل الجميع مستقرا ً له بين عينيها ! , يتمنى لو مرة يخرس شوق هذه النبضات التي تنهشه يوميا ً !
بـ أضمحلال المنطق وانتصار الرغبة , يخط ع نفسه عهدا ً ان يجعل بعض النور يتسلل لـ صندوق امنيته ,,
يراها كل يوم , ويلعن الزمن , " لم َ العجلة ؟! " ,, يعود لـ يحيي نشوة عينيها ع دفاتر اشعاره , ويلعن اللغة , " لم َ القحط ؟! " ,, بلغ من تلك المستبدة حدّه في تجسيدها , هو ميت , لكنه يسير بيننا , ولن يسترد حياته من سرداب عينيها , الا إن شاءت هي !
تستقر يوميا ً ع عرشها , وتخط حياته بـ اصبعها , وهو يعشق استبدادها ,, ويعشق جلدات عينيها ! ,, يعشق احتراق ظهره من هذه السياط , يعشق هذا الموت التي تغذيه به ,, فـ هو يعلم , إنه لم يتحصل لحد الآن ع قرار اعدام من لدنها ,, وهذا الأمل , هو فسحته الوحيدة , التي تضفي لـ استبدادها رونق العسل !
هو لن يستغني عن هذا الأمل , حتى وإن كلّفه الأمر كل الزمن ,, هو ما يحيى من أجله , ويعيش له , ويتنفسه , ويميته , لكنه بـ طريقة ما ,, يحييه !
إنتهى , بلا نهاية !