الزوايا الحادة *الجزء الثاني و الأخير : على أعتاب السراب....* بقلمي....
ط·آ¢ط·آ®ط·آ±
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©
kinanakinan

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 5787
    ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 5773
كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
صاحبة ردود قصصية متألقة
kinanakinan

كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
صاحبة ردود قصصية متألقة
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 5787
ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 5773
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 1.3
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 4565
  • 01:57 - 2013/09/10

 

  استفحل امتداد الجزر على الرمال المنقادة بعنف نحو الشاطئ , و امتد الفراغ فينيقا يصلب كل زوايا الجسد المهزوم بعد أن حلقت الروح العليلة قسرا نحو الأنواء , استجمعت جميلة ما تبقى من عصف الانكسار و لفظت حالها خارج دائرة الحساب , كان كل شيء يدعو للبكاء  , ثورته غضبه , نزقه , رحيله حتى دون نظرة امتلاء , ارتجت الشوارع الغاصة ضجيجا لتحفل أعراس التكسير رجا في رأسها , امتدت الخطى في ذهول نحو مهجع الأحزان. امتد العمر في فصوله ليشهد تكسير زهرة سوفحت بدون اختيار , كان ناموسا تصلب عليه أفراح الصبايا باسم الحق و لغة البيع و جزر الأحاسيس . دخلت البيت , كان كل شيء يأخذ تفاصيل جديدة , يحتاج إلى إعادة توزيع , امتدت يدها لتعمل تكسيرا في كل شيء,راجة كل الأشياء التي كانت تملأ زوايا تحتد و تحتد مشكلة فوهة تبحث عن لحظة انسفاح , كانت الشظايا المكسورة في اندثارها تشبع رغبة دفينة في الأعماق سيطرت عليها و لسنوات, كلما ازداد هذيان التكسير , كلما شعرت ببرودة تتخلل أوصالها , سنوات من الكبث و القهر , سنوات عجاف لم تعرف فيها سوى الامتثال لرغبات الكل , لم يسمح لها هي الغائبة في نظرهم أن تعلن الحضور . حملت قسرا إلى رجل , تحت مسمى الرجولة مرغ أنوثتها في وحل رغباته المحمومة دون عبور , كان داخلها يصرخ , يئن جريحا في فجوة من فجوات المحظور ...تذكرت كيف سجيت بياضا أريقت عليه براءة أحاسيس صلبت كجسد تنهشه الجوارح حيا و على مرأى من العيون , كان كل شيء يتهاوى و يرتج داخلها , صادفت في عبورها نحو الهذيان طيف امرأة تعرفه , كان منعكسا على المرآة بشكل صارخ , فورة بركان كانت تتخلل المرايا المشروخة سلفا حتى قبل النظر , تهاوت بعينيها نحو الأسفل , و كأن الزمن تحول إلى مارد خرج من قمقم , كان يصيح : لما الحساب إن كانت هي من عليه أن يحاسب ؟ لما حوله الزمن إلى نسخة مكررة عنهم ؟ كيف له أن يعرف الجسد و ينسى تفاصيل روح لم تستضئ إلا له ؟ كيف له أن يرحل دون أن يسمح لها هي المصلوبة على مشانق الانتظار منذ زمن أن تحكي؟ لماذا رحل حتى قبل أن يودع , و ارتج داخلها صارخا : كان يريد فقط أن ينتقم من الزمن في روحها العليلة, كان يريد لأنانيته المسافحة قسرا أن تعلن العبور في زمن ما بعد رحيل كل شيء....تغشى السديم ظلال الليل البهيم الراحل بها أنواء في عمق السكون , كانت تخيط كل شيء إلا رتوقا تخللت ذاكرة من حزن أليم يحملها عصفا إلى لحظات سعادة اغتيلت قبل الانتشاء بثوب الفرح الظنين , هدهدت أحلامها إلى غير تذكر , واصلت ترقيع رتق استعصى على جسد السنين , رحيل الأنواء العابرة عبور النجوم في انبعاثها يكسر خارطة الأشياء بداخلها قسرا هي العابرة بوابات الألم المشرعة . متاهات من الأفكار , فوضى من الحواس الملهبة تحرق كل شي , تعصف بالأوردة , وتجعلها تنخ نخ البعير في اقتياده لمقصلة الاحتضار, ألم بريح يكسر كل شيء , ربما يسمح لها هي المغيبة قسرا أن تزج بما تبقى من أنوثتها و ترفع راية الاستسلام , ربما قد تختط من الليل البهيم رداء تعبر به إليه في سواد مسافح لكل بياض أو ترحل بعيدا إلى أنواء ذكرى لم يكتب لها أن تخط على أصابع من رمال.......


  ما أصعب أن تسير إلى الأمام و أنت تنشد الامتلاء من خلف , كان هذا حاله و هو يسير سير الموتى في عبورها نحو مقابر الصمت, مزهوا بعنف , ذليلا بعشق , مكسورا ترجه الشوارع رج الرحى الطحين في عصف لا يستكين . دموع اعتقلتها المحاجر قسرا , و رودتها فحولة السنين . كل المحطات كانت عاجزة عن احتوائه في غياب محطة السكون الوحيدة التي أضحت آثمة في عيون العابرين , و كل من لا يفهم أوجاع العشق و ألمه البريح.

  تهالك على مقعد في إحدى مقاهي المدينة المشبعة لطما بالصياح و الصراخ و الجلبة, كان يبحث عن فوضى تعصف بفوضاه الداخلية الراجة إياه بعنف صارخة : كيف له أن يتحول إلى وحش كاسر مع من تكسر الزمن على أعتابه, محلقا على مشانق الانتظار ؟ كيف له أن ينصرف هكذا بدون نظرة وداع أخيرة ؟ هل فعلا كان هو ؟ أسئلة رددها داخله غير مصدق حاله . كان يجوب فنجان القهوة بنظرات تتخلل سواده في عمى لكل الألوان , تموجات تتخلل أوردته و الأوصال , كان يرشف منه متجرعا مرارته و الأيام في استعراض لعمر انقضى في انتظار رهيب لعصف لحظات اللقاء الظنين , كل المرايا تكسرت على أعتاب السراب في هبوب ريح منقادة حملت كل شيء إلا فراغا استكان في الضلوع , وجعل القلب يشعر بزمهرير البرد في وهج الحر و هجير الفقد , اختلطت دموعه بالفنجان آسنة كل مرارة , عابرة فحولة انهارت عاصفة بكل جبروت الاحتمال , شهقات لم يكسرها إلا اختناق روح عليلة تتلظى ذبيحة في مجازر العبور و كل البوابات , كلما رفع رأسه ليأخذ نفسا ازداد الالم , هب واقفا راجا الطاولة مفلتا الفنجان في جنون , غادر المقهى عاديا يسابق الريح في دهشة و ذهول من ينظرون , ظل يجري و يجري , محلقا نحو الشاطئ , كان يبحث عن نظرة امتلاء أخيرة , عن وداع أخير , لكن المكان كان خاليا , إلا من نوارس البحر المحلقة عاليا في مساءات الغروب , متماوجا بياضها مكسرا زرقة البحر , عازفة بأصواتها سمفونية كل الدهور , عصفت يداه بالرمال صارخا , ارتجت أوردته في سفور , كان صراخه يتكسر معلنا انهيارا لآخر أمل في نفس عشقت السراب في لجية السنين , كيف له أن يدعها ترحل هكذا دون أن يقول لها :

أنت العشق ذاته في ملكوت من ضاعت كل مراسيه بعدك , انت اللظى في عمق زمهرير الفقد و الرجاء , أنت الروح  ولازالت كل الأنفاس سليبة ترجو منك الامتلاء ......, يالله ما أصعب أن يجلدك الصمت و أنت تهوى الكلام , أن تحمل محارم لدموع جفت منذ الأزل , أن تحلم بأنك أنت و تلك الروح التي تهواها واحد , فيكشف الزمن أنكما اثنان , واحد للرحيل  وآخر للانتظار .......


 الزوايا الحادة *الجزء الثاني و الأخير : على أعتاب السراب....* بقلمي....
ط·آ¨ط·آ¯ط·آ§ط¸ظ¹ط·آ©
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©