يمر الطبيب منهم ويبتسم لرجل السرير , ويخبره ان حالته في تحسن بعد ان رأى بعض صور , وقلّب الاوراق قليلا ً ! ,, الرجل لا يصدق , هذا الألم لم يتحسن البتة !!

هو كل ما يخشاه ان يستقيم ذلك الخط الاخضر في تلك الآلة ,, وهو يدرك ان هذا الوجع لن يستكين الا باستقامة الخط ! ,, ويتسائل وهو يرى عبوس وجه الطبيب متحدثا ً لـ اقربائه : هل حان وقت الاستقامة !

لم يعد مهتما ً لأبجديات هذا النظام الذي عاش ع اساسه كل حياته ,, وهو يرى تفاهة حياته اذ تزول باستقامة خط في آلة !! ,, تستيقظ فيه انتفاضة لا يفهم مغزاها في وقت ما زال العصفور يحارب باب القفص !!

يرى اولئك المترامين حوله يدعون الحنان , وهم لا ينفكون يناظرون الساعة بـ انتظار رحيله , تجيبهم الساعة : كفوا عني ثقل ريائكم !! ,, 

يرى ذلك الرجل في الزاوية , انشئه , وشق قلبه في سبيل لقمته , وهو يناظر الساعة ! ,, يرى تلك المرأة التي نصبها اميرة , وهي تناظر السقف في ملل ! ,, ادرك ان الخط الأخضر في الآلة هو كل بقاياه !

لم تمر تلك الليلة ,, الا ودبت فوضى في ذلك الخط الأخضر , فوضى شبيهة بام تبحث عن ابنها في كومة جثث !! ,, فوضى مثل تلك التي يفتعلها الطير في قفصه !!

لم تنته ِ ثورة الخط الاخضر الى بـ استكانته , لـ يستقيم اخيرا ً ,, ويكسر الطير باب قفصه لـ يطير من النافذة !!

علي زهير 28 | 8 | 2013