اتذكر تلك الايام الخوالي حين كان صوتي قيامة من نور .. يستغرقها نهضة من خمول .. لبشر نحو ملتقى واحد .. بقلوب يستفيضها يقين .. اتذكرها جيداً حيث كان لصوتي رهبة تخيف الشر في النفوس .. ليصحو بالجميع واعز الخير وينطلقوا للقاء ربهم ..
اتذكر حين كنت سيفا اقطع خصام القوم .. ليذروا التخاصم وينطلقوا للقاء ربهم الاعلى .. اتذكر رعدة صوتي التي تستقيم بها القلوب .. وتستكين الضمائر في مائدة الرحمن !
ترهقني الذكريات .. كعجوز بعكاز مهترئ يحمل فوق ظهره الزمن ! انا الآن كذاك العجوز .. ﻻ اتحمل تلك النظرات .. يصفونني بالهرم .. وانا اكبر من عمر الارض ! يصفونني بالخرف .. وصوتي النداء الوحيد للعقول !! ..
هذه الفقرات المهشمة ما عادت تتقبل المزيد .. خافقي الذي كرسته طيل عمره ليكون قيثارة تتوحد فيها القلوب ! اصبح خافقا مسيسا .. يستله النفر منهم سﻻحا بوجه من كان يوماً يصلي جنبه في مراتع الرب !
صرختي في الفجر التي كانت تدك حصون الدجى وترادف السكينة .. اصبحت ما يطلقها النفر منهم حين يفجر نفسه اشﻻء في ما يظنه سبيل خدمتي ! هراء .. لست ابغي سواء اشﻻء خاشعة .. وليفنى جنون صرختكم !!
انا يا سادتي استقيل عنكم .. لقد حقنتموني بجرثومة تفرقكم .. وسلبتم من صرختي رعدتها .. لتصبح مجرد محل ازعاج لكم خمس مرات في يومكم !
انا يا سادتي استقيل .. فما عاد لي عمل هنا .. ولم اؤذن وﻻ احد يستجيب ؟؟
لكم دينكم .. ولي ديني .. انا مستقيل ..
علي زهير 2 | 9 | 2013
