~ّّّ آلْـ،ــــوِسَـــــ،اادَة ّّّّ~ بِقَلَمِـــ~ي
ط·آ¢ط·آ®ط·آ±
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©
موخا

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 19098
    ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 3332
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
صاحب ردود قصصية متألقة
موخا

كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
صاحب ردود قصصية متألقة
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 19098
ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 3332
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 3.1
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 6202
  • 02:52 - 2013/08/28

 

~ الوسادة ~


كأنّ المدينة خلت من ساكنيها؟ 
! لم يكن يرى غير الكلاب المتشرّدة وهي تعبث بالقمامة وكان يسمع صوت نوافذ المنازل التي تكاسل أهلها على إغلاقها، تصفقها الرياح..

كانت ليلةً خريفية عزلاء وقد غزتها رياح الشتاء بغتة، تُملي عليها شروط الاستسلام لحتمية الرحيل.

واصل ذلك الغريب المشي، يقفل شارعاً ويفتح آخر، كان يشقّ بنظره زوايا كلّ شارعٍ يلجه، كان يقرأ كلّ لافتةٍ أُسدلت عند مدخل حوانيته، كأنّه يسعى لابتياعِ شيء ما في هذا الوقت المتأخّر؟

لقد وقع نظره أخيراً على ضوء خافت عند الزاوية، نُزلٌ وضيعٌ تتّضح وضاعته من لافتته المعلّقة بغير عنايةٍ فوق المدخل، كُتب عليها ‘‘ La pause ’’  أو الاستراحة.

 كان في التسمية التي أطلقها صاحب المحل على نزله الكثير من الصدفة، لطالما كان نزله هذا نقطة فاصلة لنزلائه قبل مغادرتهم إلى وجهتهم الجديدة، كان فاصلةً يواصلون بعدها المضي نحو وجهةٍ ضالّة أو ربّما كان نقطةً يعودون بعدها إلى السطر أو رُبّما لا يعودون..

-        هل أجد عندكم غرفةً شاغرة؟

-        لشخص؟

-        أجل..

أعطته عاملة الاستقبال مفتاح الغرفة وأردفت تدُلُّه عليها..

-        في الطابق الأوّل، مباشرةً بعد فراغك من السلالم تجدُها على اليمين..

دخل الغرفة وترك الباب خلفه مفتوحاً ثمّ استسلم إلى السرير. كان منهكاً حدّ النوم، وكان جوعه يغلب تعبه ذاك ونُعاسه، نهض ثانيةً وخلع عنه معطفه الخشن ورمى به إلى السرير حيث كان يستلقي، ثم خرج من الغرفة وصفق الباب خلفه.

...

 

وقع جزءٌ من ذلك المعطف الخشن على الوسادة الناعمة، كأنّه كان يلبس صاحبه قبل أن يلبسه؟ ! كان يحسُّ بالتعب هو الآخر..

ارتمى المسكين في حضن تلك الوسادة التي كانت تبدو على وجهها كلّ مظاهر الحياة، إلاّ مظهر البؤس، عكسه تماماً، كانت ناعمةً مصنوعةً من قماش (الساتان) الفاخر، منجّدةً من ريش اليمام الهولندي، مُطرّزةً بأنامل الحسناوات العاملات بمصنع النسيج في الضواحي الباريسية..

-        من أين أنت؟

-        لا يهم من أين أنا.. السؤال الذي لا بُدَّ أن يُطرح هو (إلى أين؟)

السُعداء لا يُفكّرون في المستقبل.. فقط البؤساء يفعلون، هم يهربون من واقعهم، يلملمون شظايا الأمل، هم لا يأمّلون غير حياةٍ أقلّ بؤساً، حياة أكثر رحمة ولو بقليل من حياتهم التي يعيشونها، أو حياتهم التي يُمارسون العيش فيها..

كان يهرب من الإجابة، يحاول الإفلات من سؤالها، لكن القطار انتظره هذه المرّة، قطار العودة إلى أحضان الماضي، هو لا يفوتنا أبداً - ذلك القطار - يعود بنا في كلّ مرّة إلى الردهات المظلمة التي سبق واستسلمنا لسُلطانها فصرنا جزءاً منها، جزءًا من ظلمتها..

كان يروي لها قصّته، كيف أنّه رافق محكوماً بتهمة القتل طيلة فترة حكمه، في زنزانةٍ واحدة، كانت تلك الزنزانة مظلمة، وكان ذلك الشعاع المنبعث من فتحة المفتاح يردّ إلى نفسه الأمل في الخلاص حتى وإن كان بلوغ ذلك الأمل كولوج جَمَلٍ في سَمِّ الخِيّاط، لكنه لزمه..

-        دعكِ منِّي الآن أيّتها الناعمة، واروِ لي قصّة السّعادة ونومها كلّ ليلةٍ في كنفك؟

لقد كان يُمنِّي نفسه سماع شيءٍ عن السعادة، حتى وإن كانت لا تخُصُّه.

-           هل يجدر بالسعادة أن تظهر على الوجوه الباسمة لمالكيها؟

كان في ردِّها على سؤاله حرقة، تأوّهت ثمّ واصلت..

أيّة روايةٍ أروي لك؟ هل رواية ذلك الشاب الحالم الذي عاشرتُه ليلةً كاملة يحكي لي عن تخاريف الحبّ، وكيف أنّه سافر عشرات الأميال ليُفاجئ حبيبته بعد أن فقدت الأمل في زيارته لها، ليعود إليّ مساء اليوم الموالي غارقاً في حسرته يشكو لي قسوة الوفاء، مكذّباً كلّ الأقاويل التي باح بها البارحة.

كان يبكي كيف خانته حبيبته تلك مع زميلها في العمل وهو الذي سلّمها مقاليد ثقته وسلّمته مقاليد اليقين..

أمْ رواية الأب الذي هجر أبناءه وزوجته، مُستسلماً لخيار التنصّل، مُديراً وجهه عن صورة أبنائه البائسة ليرى في رحيله عنهم صوراً لهم أكثر بؤساً..

هل أروي لك عن تلك الفتاة التي استباحت الذئاب البشرية عرضها، واغتصبت ابتسامتها ثمّ رمت بها إلى محكمة الشياطين، تراودها، تعرض عليها حلولاً مُلبّسةً بالذنوب. كانت دموعها حارقة، لقد شقّت آهاتها على خدّي خارطة اليأس، أحسستُ بها، وهي المُنتَهَكَةُ التي لم تكن أبداً لنفسها، مثلي تماماً..

كانت تلك ليلتها الأخيرة في ضيافتي، قبل أن يعودوا إليّ بخبر تداعيها من أعلى الجرف..

هل أروي لك عن القهقهات التي كان يرسمها رجلٌ ثمل في الثلث الأخير من ليلة نهاية الأسبوع، عن نتانته حين تأتيه خفية بعد أن ينام النزلاء، تدقُّ باب غرفته بائعة الجسد. كانت تجعله ينهق، تُسكنه شعوراً هستيرياً بالمتعة، تُذيب جسدها له، تنتشله منه، ثمّ ترحل أخيراً في الصباح وقد قطعت أنفاس آخر فرنكٍ عن محفظته..

...

 

عاد ذلك المسبوق إلى غرفته، وقد ملأ جوفه، استأصل معطفه الخشن بعنف من حضن الوسادة وألقى به يقسم ظهره على الكرسي القابع بجوار السرير..

جلس على ذلك الكرسي، سحب رباط حذائه أو رُبّما لم يفعل ثمّ خار إلى السرير، عانق الوسادة فأردَتْهُ نائماً..

على غير العادة، هي لم تستلم ضيفها، لم تُناجِه، لم تُطالبه مثل غيره من ضيوفها بالدفع لها، هي لم تسلبه أسراره.

كأنّ معطفه الثرثار ذاك باح لها بكلّ شيء؟ ما عادت تحتاج منه رواية، بل وقد عطفت عليه، فكفّت عنه وتركته يلتمس سعادةً في الأحلام..

...

 

دخلت عاملة النظافة إلى الغرفة في الصباح، بعد أن غادرها الغريب المسبوق، أخذت تُرتّب الفرش، وبنفضة واحدة على خدّ الوسادة تطايرت كلّ الأسرار. لم تتشبّث الوسادة بتلك الأسرار هذه المرّة، بل سيّبتها في خنوع..

هل كانت هي من نفضت أيديها من أسرار الغير وقرّرت أن تعيش لأسرارها؟..

 

 

همسة: لا أرحب من صدر وسادة..

نلجأ إليه، نؤمّنه على أسرارنا فيحفظها..

 

 ~ّّّ آلْـ،ــــوِسَـــــ،اادَة ّّّّ~ بِقَلَمِـــ~ي
ط·آ¨ط·آ¯ط·آ§ط¸ظ¹ط·آ©
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©