في غفلة من زهونا وتمسكنا بالحياة يحط القدر رحاله على سبل أحادية الاتجاه
نحو الوجع والفقد والأسى فنخوض في سيرنا دروبا تتخلها الأشواك ولا مفر
ونحمل على كاهلنا مذكرات الجهل والغفلة والأماني الوهمية والأحلام الوردية
ودون سابق انذار ....
يسدل القدر ستاره المحتوم ولا شيء سوى الوجع والنحيب المشتعل بجمر الوجع الذي يزفر لهيب الصدمة
الصدمة التي لم تخطر على البال ، الصدمة التي لم نتوقعها ،
تلك الصدمة التي ندرك أنها آتية لا محالة ولكن ولسذاجتنا نتوقع أنها بعيدة المدى
فيسرق القدر منا أرواحا كانت تسكن بالنبض، أرواحا مقربة منا ،
كنا نعلم أن الموت حقيقة حتمية لا مفر منها ولكن اعتدنا أن ننتظر فقد شيوخا وكبارا في السن
اعتدنا على فقد أرواح صغيرة في السن في حوادث وصدمات
وفقد أرواح كانت تعاني من مرض مزمن....
ولكن نصدم بما لم يخطر على البال قط ...فنتساءل لم ؟؟؟ ومتى وكيف؟
ونحتاج لفترة من الزمن لنستوعب تلك الصدمة ونتأقلم معها
ولكن وللأسف ولأن بعض الضمائر ميتة قد تتأثر لأيام ثم تعود لطبيعتها وسباتها
وهناك ما يبقى يتجرع مرارة صدمة الفقد لفترة طويلة من الزمن
فبعد الموت لا الدمع يطفئ لهيب النبض وحرقته على المفقود ولا الصبر يخفف من حدة الوله
بل يضاعف مدد الفقد الذي يتسربل في حنايا الروح
والحنين زيت والدمع نار تلظى والصمت يراقب عن كثب
كل هذا لأننا اعتدنا على تصفح مذكرات الجهل ونسينا أن هذه الحياة ماهي إلا محطة مؤقتة
ولكن وللأسف لا حياة لمن تنادي
رحم الله جميع موتى المسلمين وأسكنهم فسيح جناته