سمفونية الحياة | | صاحبة ردود قصصية متألقة | ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 9746 ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 3626 | ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 2.1 | ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 4567 | | "قلبٌ شُطِرَ نِصفَين ! نِصفٌ جَمدتْهُ الحَياة ! ونِصفٌ مازالَ يَضُخ الدِماءَ ! فِي غِيابِك أنا بَينَ بَينْ ! (لَستُ أحْيَا وَلا أمُوتْ) .” ― ساميه جلابي إليكِ يا نبض الروح أهدي كلماتي ,, في غيابكِ لم يعد للحياة معنى ولم يعد لقلبي دور سوى ضخ الدم ,, تائهة أنا بين دروب الوجع وأماني النسيان بعدكِ ,, ألم تكتفي بالرحيل لتأخذي النسيان معك أيضا ؟ منذ رحيلِك اتخذت الصمت مذهبا والبكاء عقيدة ,, استلت روحي بعد رحيلك لأصبح جسدا أمنيته الوحيدة الرحيل إلى السموات السبعة واللحاق بكِ ! لطالما تمنيت العيش بين جفون عينيك ,, وبين ثنايا روحك ,, أُغمِضت عيناك ورحلت روحك ,, فماذا بقي لي يا رفيقة الدرب وشقيقة الروح ,, ؟ على شرفة النافذة أمكث كل ليلة في انتظار المستحيل ,, كطيف أو صوت يحيي عروق قلبي ,, حضورك عوضني عن غياب الكثيرين ,, فمن سيعوضني عن رحيلِك ؟ اشتياقي لكِ موجع ,, مميت يا أنتِ ,, ! عندما كنت صغيرة لم يكن لدي أي تصور عن الموت ,, ولم أكن أفهم معنى أن يموت الشخص ويترك أحبته وراءه يتجرعون مرارة الفقد ,, جربت الموت لأول مرة مع قطتي ,, أذكر كيف لفظت أنفاسها الأخيرة بين يدي ,, وكيف اعتزلتُ الحياة بعدها لأيام ,, ليس لأنني فقدت ـ قطة ـ بل لأنني فقدت حياةً ,, لأنني رأيت كيف تُستل الروح منا شيئا فشيئا ,, ولأنني أ دركت حينها معنى الرحيل ,, معنى الموت ,, معنى التعلق بسراب ,, ومعنى استجداء لحظات وثواني ,, نعم قد تكون قطة ,, لكن بداخلها روح ,, قد تكون لا تتكلم ,, لا تحس ,, لكنها تبقى روحا ,, هيأت نفسي لشتى أنواع الفقد ,, لم تعد صدمات الحياة تهزني فقد اكتسبت مناعة ضدها منذ أن رأيت الموت وشعرت بطيفه ,, التقيت بك بعد عقدين من الصراع مع روحي ,, والتبلد أمام الآخرين ,, كنت نسمة دافئة هبت على حياتي ,, شمعة مضيئة أنارت دروب حياتي ,, روحا نقية تسللت خفية عن نبض القلب لتتربع على عرشه ,, لطالما رفرفت روحي عند رؤية لمعة عينيك ,, تخلصت من القيود التي أُجبِرت على التقيد بها ,, أصبحت حرة طليقة من الأنا ! أحاديثنا مهما كانت تافهة إلا أنها كانت بلسما لروحي ,, رحلت يا صديقتي قبل أن أخبرك أنك أصبحت نبض القلب ,, وابتسامة الشفاه ,, أجلس وحيدة تحت قطرات المطر التي تساندني في حزني ,, أتذكر كلماتك ,, حنيني يحركني نحوك لكنني لا أعلم إلى أين أذهب ,, ماذا أفعل ,, أألومك لأنك رحلت قبل الوداع ؟ أم ألوم الحياة التي فرقتنا دون سابق إنذار ؟ ألوم نفسي التي لم تستطع الإعتراف برحيلك ؟ أم ألوم نفسك التي استطاعت التخلي عني ؟ ـ لا تلوميني يا صديقة ,, ما باليد حيلة ,, لم أرد الذهاب ,, لم أرد الرحيل لكنها الحياة أجبرتني فلا تلوميني ,, التفت لمصدر الصوت ,, نفس اللمعة ,, نفس النظرة نفس الابتسامة ـ أخيرا سمعتِ صوتي يا صديقة ,, أحملته حبات المطر إليك ؟ ـ بل قلبي الذي لا يزال ينبض بين ثنايا روحك ,, أشفقي عليه فهو يتألم لألمك ويحيا بابتسامتك ,, قد أرحل قد أغيب لكن روح لن تفارقك ,,ألسنا نعيش حياتنا و نحن نعلم أن الله سيأخذها ؟ على قولة كاتبك المفضل ,, اعتني يا صديقتي بي ,, فبكاؤك يقتلني هناك ! ابتسمت ابتسامة واهنة ,, حاولت إقناع نفسي بكلامها ,, فقط كي لا ترحل ,, ظننت أنني إن أرضيتها ستبقى ,, حاولت التمسك بأدنى أمل وأضعف الفرص ,, لكنها أدارت ظهرها معلنة حلول وقت الرحيل ,, ركضت نحوها ,, حاولت الإمساك بها لكنني لم أجد سوى سراب ,, سراب يعزيني ويسخر من حالي ,,!
"إنني أكبر.. وأفكر في أنني أقترب من الموت. لكن الموت لا يقترب لأننا نكبر ولا يبتعد لأننا صغار. الموت موجود ونحن لا نذهب إليه ولا نعود منه.” ليلى الجهني |
|