لا تثق في القلب و في اللسان
فحب القلب يقتل و زلة اللسان تُفشل

خُط السطر الأخير في حلقة أخرى لمسلسل بداية النهاية التراجيدية لمنتخب يبدو أنه عائد لنقطة الصفر , بالرغم من لحظات البسمة العابرة في المبارتين الأخيرتين و الإنتصارين الخادعين بعد أن أزهق فيلة الكوت ديفوار روح أخر بصيص أمل كان الجمهور المغربي يرمي أنظاره نحوه كفنار يخدش عتمة الليل القاحل . لقد فر من أيدينا الحلم المونديالي مرة أخرى و بتنا نعد خطوات الفشل تعاقبا , رغما أن المشوار توقف منذ مباراة السقوط المدوي أمام تنزانيا بدار السلام إلا أن قلب المغاربة ضل يخفق بالأمل إلى حدود اليوم و ظل اللسان ينطق كلمات الأفق المشرق فلا القلب جنبهم لعنة القتل و لا السان أنقدهم من براثين الفشل و الخلاصة حساب و حساب و النتيجة بقاء في الديار عساها أن تكون الأخيرة في لغة الحنين للمعجزات الخارقة و الإيمان الواهم بالتأهل عن طريق أقدام و عرق الغير ,
يا أعزائي مشكلة المنتخب ليست في أسود تغطس في عمق التراب الوطني فتغتسل بمياه الصنابير أو في أسود زئرت في أدغال المهجر فتغتسل بمياه معدنية , و لا المشكلة في فارس بلجيكي باع الوهم لنا أو في مروض يريد تحقيق المجد بأقوال الملك و بالدعاء و التيمم , أو في جمهور تحركه الرياح يمينا و شمالا كما أزهار الرياحين الشامخة , و لا المشكلة في صحافة تقتات من معاناة الناس و تصطاد في الماء العكر و لا المشكلة في كرة تعاندنا و ترفض مداعبتنا و توددنا لها ... بل المشكلة يا اصداقي في أولئك اللذين صنفناهم علية القوم , هؤلاء اللذين يتصارعون في صمت على الهوامش فنستمتع بمتابعتهم يمارسون لغة الخشب فنصفق فرحا بكلماتهم و يأكلون الثوم بأفواه الآخرين فنشجعهم يمارسون النفاق فنصدقهم يدرفون دموع التماسيح فترأف بهم قلوبنا , إنهم لصوص يسرقوننا فنبارك لهم , يتهافتون على قيادة المرسيدس فنلقي لهم التحية ببسمة و نحن نعرف أنهم بغال يستحقون البصق فنرفض ممارسة حقنا في البصق .
يا أصدقائي لقد غادرنا الربيع و لم يترك فينا بصمته و ترك أحلامنا تترنح فعدنا للنوم من جديد , غادرنا الربيع و تركنا نسبح في مستنقع الدموع حسرة على مجد كروي ضاع منذ مدة لم ندرك بعد أن المجد يصنع و لا تهبه السماء كقطرة ماء ... يا حسرتاه لو إستقبلنا الربيع بالورود و الياسمين لذهبنا للبرازيل كما فعلت ليبيا و تونس لكننا إستقبلناه بالعلقم و العوسج ففر هاربا ... لا مجد بدون ديمقراطية لا مجد في ظل الإستعباد ...فلتكن نهاية الصمت و بداية الكلام فلنمارس حقنا في البصق كلما رأينا بغلا يقود المرسيدس فبعد البصق تترسخ الجرأة و بعد الجرأة نستقبل الربيع بالياسمين و بعد الربيع مجد لن يضيع ...
و أخيرا رسالة لهؤلاء المسؤولين اللذين فاق جشعهم و طمعهم كل الجدود ما روي عن عيسى عليه السلام بينما كان في سياحته إذ مر بجمجمة نخرة , فسأل الله في أن تتكلم , فأنطقها الله فقالت , أنا بلوان بن حفص ملك اليمن , عشت ألف سنة و رزقت ألف ولد و إفتضضت ألف بكر و هزمت ألف جيش و فتحت ألف مدينة , فما كان كل ذلك إلا كحلم نائم فمن سمع قصتي فلا يغتر يالدنيا . فبكى عيسى عليه السلام بكاءا شديدا حتى غشي عليه .
مع التحية للأخ و الصديق بلعيد أوعنا