بسم الله الرحمان الرحيم
الإستثناء المغربي
الإستثناء كلمة مغربية بإمتياز ليس لجدورها و لا لمعناها و لكن لكثرة إستعمالها فهي الكلمة الذهبية التي تغنى المغاربة بها كثيرا في مجالات شتى كلمة لطالما أستعملت في جانبها الإيجابي لتكذبها الوقائع و الأحداث
قيل سابقا أن المغرب يشكل الإستثناء أمنيا في عالم مضطرب فجأة يسقط صرح الإستثناء برصاصات من داخل الديار الله وحده يعلم مصدرها
قيل أن المغرب يشكل الإستثناء فلم يتأثر بتبعات أزمة إقتصادية ضربت أقوى إقتصادات العالم فمابلك بالعوالم المتخلفة فنام المسؤولون مرتاحي البال و لم يحركوا ساكنا لتفاديها فمالبثت أن دخلت الدولة مرحلة الخطر على لسان رئيس حكومتها
قيل الكثير عن المغرب عن تماسك ساكنته و تكافل و تماسك إجتماعي قل له نظير و عن كثير مقومات بدأت تفقد الكثير من صلابتها و أخلاق دخيلة لم تعرف سابقا لكنها اليوم وجدت موطئ قدم بعد أن لم يتم تحصين المجتمع
فحين يضرب الإستثناء و يمس الأمن و الإقتصاد و المجتمع فأي أسس بقيت لدولة حقيقية؟؟؟؟
حين يفشل المسؤولون في الحفاظ على الإستثناء في جانبه الإيجابي فليس من العجب أن لا يسعوا لتغيير حقيقة الإستثناء في جانبه السلبي و هو الذي يتطلب مجهودا مضاعفا يتنافى و حقيقة الخمول و الكسل الصفتين الأكثر صدقا في وصف مسؤولينا
و في الرياضة إستثناء
لعله المجال الأكثر إستحقاقا لهذه الكلمة بل الأجدر بها إن لم يكن الوحيد الذي لن تستطيع أن تنقض فيه هذه النظرية إذ أن الإستثناء هنا هو في جانبه السلبي الذي يتماشى مع حقيقة الخمول لدى مسؤولينا و إنعدام حركيتهم نحو التغيير
و لن تحتاج لبدل كبير جهد للتدليل على هذا الكلام فالأندية الوطنية هي إستثناء على الأقل في شمال إفريقيا بإعتمادها على الجاهز و إهمالها لمدارسها الكروية لتكون النتيجة لاعبين من هنا و هناك ملتقطين يغيب عنهم الإنسجام و لا يصلحون إلا للمنافسة المحلية
أما المنتخب الوطني فهو الإستثناء الأكبر في شمال إفريقيا ففي الوقت الذي تتصدر فيه منتخبات تونس و مصر و الجزائر و ليبيا مجموعاتها في تصفيات كأس العالم تعلمون أين يقبع منتخبكم, أين؟ في حسابات ضيقة جدا ألف أن يضع نفسه فيها لعل مبارة الكوتديفوار و تانزانيا كفيلة أن تريحكم من تعقيد علم الرياضيات و الأعداد الموجبة و السالبة
منتخب يشكل الإستثناء بعد أن مر عليه لاعبين يتجاوز عددهم السبعين في ثلاث سنوات فقط و عدد مدربين هو الأكبر في شمال القارة إن لم يكن في كل ربوعها فهل نهنئ أنفسنا بهذا الإستثناء
إن الإستثناء الحقيقي المغربي الآخر الذي يشهده مجال الكرة في بلادنا و يجعل منه متفردا في كل القارة هو شجاعة المسؤولين في تحدي الجماهير و الوقوف أمام الكاميرات و الدفاع عن الفشل
فاللهم أعف عنا من هذا الإستثناء