فراشة سماوية | | كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة | صاحبة ردود قصصية متألقة | ط·آ§ط¸â€ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 9480 ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 6057 |  | ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€ ط·آ§ط¸â€ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 2 | ط·آ§ط¸â€ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 4712 | | كنت أتجول في وسط مدينتي الصغيرة مرحة كالعادة ، أبتاع حاجياتي بهدوء، و فجأة لفتني منظرهم ؟؟ الأسبوع الماضي فقط كانت المدينة خالية منهم تماما، اليوم تجدهم في كل مكان عمومي ، أمام المقاهي ، المطاعم ،موقف الحافلات...المحلات التجارية...في كل مكان تلمحهم عائلات أو فرادى... متميزون بلون بشرتهم الأسود و ثيابهم الغريبة عنا ، هاربون من جحيم بلادهم إلى أمان بلادي و ربما أيضا إلى غيرها من الدول القريبة... امرأة جالسة هناك تتسول المارة بكلمات غير مفهومة فهي لا تتقن في لغتنا سوى كلمة"صدقة"..أمامها ابنها الصغير يحمل "حبة حلوى" يغطيها الذباب من كل جانب، و هناك تجلس أخرى يحوم حولها طفلان،يجريان بعيدا عنها حتى يختفيا عن النظر، لا تراقبهما و لا تكلف نفسها عناء نهيهما عن الابتعاد عنها ؟ و كأنها لا تهتم ، أو لأنها تعرف أنهما في أمان بعيدا عن تلك الأجواء و الحروب في بلادها؟ راقبتهما أنا قليلا لأعرف وجهتهما ، إقشعر بدني ...لقد توجه البريئان إلى نافورة مليئة بالمياه العذبة ،استهواهما المنظر فركضا إليها دون خوف ...يضحكان و يمرحان بكل براءة...لا يعرفان أنهما مشردان ؟ سؤال حيرني فعلا لساعات و بقيت أتمتم مع صديقتي لعلنا نفهم شيئا، سألتها ما ذنبهم ؟ و كيف استطاعت كل هاته النسوة و الأطفال الوصول إلى مدينتنا الداخلية ؟ أين ينامون ؟ ماذا يأكلون و البعض يتصدق عليهم و البعض لا يقترب منهم ،مُعلقَا هم يحملون الأمراض الخطيرة ؟..هل سترحمهم الذئاب البشرية ؟ لمحتُ في عيني إحداهن سكونا رهيبا،و كأنها ليست حية،تمد يدها ...و لا تنطق بشيء و لا ترغب في شيء؟ بدت و كأنها تكتفي فقط بذلك الأمان الذي تحسه و هي جالسة في مكانها لا تترقب خوفا...لا يهمها لو منحوها مالا أو امتنعوا فقط لا يمنعوا عنها ذلك الأمان..... غيرهن كثير و كلهن بدون رجال،فقط نساء و أطفال ،هل هن أرامل و هم أيتام ؟ غادرت المكان و قشعريرة غريبة تسري في جسدي ،و أنا أردد بصوت صادق : الحمد لك يا ربي على نعمة الأمان التي لا يحس بها سوى من يفقدها، حفظ الله بلدي و حماها ،فلحبها حتى بمشاكلها و نقائصها...التي لا تُقارن أبدا بما رأيته في عيونهم... تساءلت كثيرا من المسؤول : العالم كله أم المسلمون ،أم أولئك النازحون أنفسهم لأنهم سمحوا لتلك "البلاد" بأن تشردهم و تتلاعب بهم موهمة إياهم بالحرية و الرقي ؟
|
|