

بــســم الله الرحـــمـــان الــرحــيــم الـــســلام عــلـــــيــكــم ورحــمــة الله وبـــركـــاتــــه
إنَّ الحمد لله، نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونستهديهِ، ونعوذُ باللهِ من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ له،ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله. من يطع الله ورسوله فقد رشد،ومن يعصهما فإنَّه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً .
 لايختلف إثنان ، على أننا نتوفر على عدة مواهب كروية في المغرب ، ولايختلف إثنان على أننا نفتقد إلى الملاعب في الأحياء ، وفي عدة أماكن وخصوصا الأماكن الشعبية .. في كل الأزقة في بلدنا نرى أطفال صغار وشباب دائما مايلعبون كرة القدم مع الأصدقاء ، رغم كل الظروف الغير الملائمة والمعيشة الصعبة التي يعيشونها ...إلا أن الكرة تبقى المتنفس الوحيد لهؤلاء الشباب ، رغم كل شيء إلا أنها تساوي الكثير ، والكل يحب أن يلعبها في أي وقت كان ، لأن فعلا من سماها الساحرة المستديرة أصاب في تسميتها .. فهذه المستديرة لاتعرف معنى أن تكون فقير أو غني ، صغير أو كبير ، قصير أو طويل ، فالكل يمارسها والكل يحبها ، رغم أننا لانتوفر على الملاعب لمزاولتها ... هناك عدة مواهب كروية ، تزاول هذه الكرة ، هناك من يتغيب عن الدراسة من أجل مزاولتها أو مشاهدتها في الملعب ، فهذه الكرة أخذت عقولنا ، والكل يناقش وينتقذ ويحلل ، ويختلفوا في الأراء ، وهناك من يتصارع من أجلها ، هذه المستديرة كانت سببا في الخصومة بين الإخوان ، والأصدقاء ، هذه المستديرة التي تلعب على أعصاب المنهزم أثناء المباراة ..
مواهب ضاعت ، ومواهب تضيع إلى متى ! ؟ !

عبر الزمن ، مروا عدة مواهب في الدوري الوطني ، إستطاعوا التألق ، وصنع إسم من ذهب ، ولن تنساهم الذاكرة الكروية المغربية ، فجلهم كانوا قد مروا وبدأو مسيرتهم الكروية بالأحياء ، وكانت هناك عيون تترقب وترصد أطفال موهوبين ، وتعرضهم على فريق ما ، ويقدمون مردود أكثر من رائع ... ويتحقق حلمهم باللعب في فريق ما ، وفي ملعب كبير الذي كان هو حلمهم ، ولم يظنوا يوما أنهم سيضعون أقدامهم على العشب وأمام مدرجات مملوءة .. هناك من تألق ، وصنع إسمه ، وفاز بألقاب عديدة ، وكل لاعب وطني لابد أنه كان يلعب في الأحياء ، لأن كرة القدم هي تُلعب منذ الصغر إلى الكبر ، وهي تعتبر أفضل رياضة في العالم والأكثر شعبية والكل يحبها صغير وكبير ..
وهناك مواهب كثيرة ضاعت في وقت سابق ، بسبب سياسة الفرق الوطنية ، هناك عدة مواهب عرضوا أنفسهم على فريق ما من أجل التألق وصنع مجد وتاريخ ، يفتخر به ، إلا أن الفرق يكون لها رأي أخر ، ولاتقوم بتجريب عدة مواهب والوقوف على إمكانيتها ، وتظل سياسة القمع هي السمة الأبرز ..
وهناك مواهب أخرى تضيع من بين أيدينا ، والسبب هو عدم وجود أعين ترصد لاعبي الأحياء ، التي من شأنها أن تقول كلمتها في المستقبل ، وتكون أحد الركائز الأساسية التي يعتمد عليها المنتخب والفرق ، ومن شأنها أن تصنع تاريخ لنفسها ، وللكرة الوطنية عامة ، ولكن هذه المواهب تضيع ، ولم نتعرف عليها إلى يومنا هذا ..

هل المال أم المواهب؟؟؟

الكل أصبح يتساءل عن واقع كرتنا ، ولما لانرى مواهب كروية تصعد لتطعيم الأندية كل سنة ، سؤال حير البعض ، ولكن كان واضحا لذى البعض ، كل نادي يتوفر على عدة لاعبين يقوم بتكوينهم ، وهي تعتبر مدرسة الفريق ، هذه المدرسة التي أصبحت في خبر كان ، فلن نتهم أحد ، ولكن الكل واضح وضوح الشمس ، فهناك بعض الأطر تساعد على إدخال الأغنياء إلى الفرق وذالك مايسمى ''بالتسمسيرة '' ويتم إدخال شخص لاعلاقة له بكرة القدم ، ولكن والده له علاقة مع المال ،ويتم إهمال الفقير الذي في جعبته الكثير ، وقادر على تقديم الإظافة وينتظر فرصته ، وهذه الظاهرة موجودة في بلدنا ، وهنا يظهر جليا الفرق بيننا وبين الدوريات الكبيرة والفرق بين العمل بيننا وبينهم ...
مـاهو الـفـرق بـيـنـنـا وبـيـنـهـم ؟

سؤال محير ، وقد يشهد إختلاف في الأراء ، في الدول المتقدمة ، في ألمانيا ، الإنجليز ، إيطاليا ، نشاهد كل فريق يتوفر على 11 لاعب ، ولكن هناك فرق كبير بين اللاعبين ، فلامجال للمقارنة ... فلماذا نرى رونالدو في البرتغال ، ورونالدو في البرازيل وميسي في الأرجنيتين ، ولانرى مارادونا وبيلي مغربي ، فأين هو الإختلاف بيننا ، فهذا سؤال محير ، ويجعلنا نرى حقيقة لاعبينا ودورينا ، والتكوين الذي نعيش فيه ، فمن الصعب أن تتغير العقلية بين عشية وضحاها ، ومن الصعب أن نجد من يحارب مثل هؤلاء الأشخاص ، فدائما ستبقى كرتنا مريضة ، وسنعيش الإخفاقات المتتالية..

ريـاضـة الـمــدارس الـتـعـلـيـمـيـة ! ! !

كلٌّ منا كان في أحد المدارس ، وكل أسبوع في إستعمال الزمان هناك حصة في الرياضة مدتها لاتفوق ساعتين ، فهذه المدة البعض يراها غير كافية بتاتا ، والبعض الأخر يراها مناسبة ، فعدة مرات سألت نفسي ، لماذا هنا الرياضة في المدرسة ، لانستغلها أحسن إستغلال ، فالكثير منا لم يستفد من الأساتذة الحاصلين على ديبلومات ترخص لهم هذه المهنة ، فلو كانت رياضة حقيقية في المدارس التعليمية كنا سنشاهد كل سنة بزوغ نجوم جديدة في عالم المستديرة وفي رياضات أخرى ... للأسف نفتقد إلى الكل نبدأ بالتعليم وننتهي بالرياضة...

يجب أن نضع النقاط على الحروف ، ويجب إعادة الهيكلة في جميع المجالات ، فنحن دائما نفشل ، فصراحة من الصعب تغيير عقلية الشعب بأكمله ، والكل متشبت بأراءه ، وهناك من لارأي له ، وهو همه الوحيد هو المال ، فعشنا إخفاقات عديدة ، وصبرنا كثيرآ ، ولكن نفس النتائج الكارثية ، هذه النتائج يبررها المدرب والرئيس بعدم الإنسجام ، فحان الوقت لنتغير ، هل الشعوب تتقدم ونحن نرجع للوراء ، فهذا شيء يضحك ، وفي نفس الوقت يبكي ...
عــمــر الــرجــاوي

|