لجنة منتدى الكتاب₪|جنود في طي النسيان₪
اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء وبقوتك التي قهرت بها كل شيء
وذلّ لها كل شيء وبجبروتك التي غلبت بها كل شيء
وبعظمتك. وبوجهك الباقي بعد فناء كل شيءوبأسمائك.
وبعزتك التي لا يقوم لها شيء.
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين حبينا
وسيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين:
ربي اشرح لي صدري ويسير لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.
اخواني الأعضاء و المشرفين تحية صادقة لكم جميعا:
اتسم عهد البطولة الوطنية في السنين الأخيرة بظاهرة كثرة انتقالات اللاعبين بين
مختلف الفرق وهي الظاهرة التي لم تكن أبدا صحية ولم تخدم الفرق الا ماديا وأثرت
بشكل كبير على مستوى البطولة وعلى مسارها،وناذرا ماعدنا نرى ذلك اللاعب ابن
الدار الذي ترعرع بين فئات الفريق الصغرى ووصولا الى الفريق الأول ليعيش معه
سنينا بحلوها ومرها،ذلك النوع من اللاعبين هو ما كان يخلق ذلك الانسجام والتفاهم
داخل الفريق ونوع خاص من القتالية على اسم الفريق وتاريخه.

عكس الستينات وحتى الثمانينات كانت جل الفرق الوطنية تتوفر على أسماء عديدة
من اللاعبين حملوا القميص مند سن مبكرة بالفئات الصغرى وحتى لعبوا بالفرق الأولى،
فصنعوا لهم تاريخ واسم داخل نواديهم و وسط جماهيرهم .كانت كل التشكيلات قارة
ووازنة بتلك المجموعة التي لعبت مع بعض لسنين طويلة،وكان يكفي ذكر اسم اللاعب
فقط حتى نعرف اسم الفريق تلك الاستمرارية على نفس التشكيلة كان يولد الالتحام بين
الصفوف والانسجام القوي بين اللاعبين.
لم تكن لذلك الجيل أبسط ما يوفر الآن للاعبين من بنيات تحتية ورواتب ومكافآت ،
عاشوا بسطاءا بحالهم كبارا بلعبهم وتألقهم وامتاعهم للجماهير لم تكن المادة غرضم
ولا أحد أهدافهم أحبوا المستديرة بكل اخلاص فكان العطاء واضح وظاهر للعيان
بمستوى كروي عالي الجودة انقرض مع كامل الأسف من ملاعبنا في زمان حضور
المادة .نجوم تألقوا مع نواديهم ومع المنتخب الوطني أفنوا عمرا غاليا في سبيل تألق
الكرة الوطنية ،أعطوا بدون حساب وحتى بدون ذلك المقابل القادر على تأمين حياتهم
وحياة أسرهم.

قد يطول الحديث في شأن مساررجال حفروا ونقشوا أسماءهم في ذاكرة تاريخ الكرة
الوطنية ،لكن وياللأسف تأفل النجوم في صمت رهيب وفي تجاهل تام بدون أية التفاتة
جلهم في حاجة ماسة اليها ،التفاتة تليق بتاريخ أبطال موهوبين منهم من قضى نحبه
ومنهم من ينتظر . وطننا غريب في كل شيء حتى في رد الاحسان الى من كانوا يوما
ما جنودا بواسل استبسلوا في تشريفه وتمثيله ويرفع رايته .أهكدا ينسى عمالقة البلاد
ويتركوا لغدر الزمان في أقسى ظروف الحرمان،وغريب أمر أنديتنا التي تدير ظهرها
لتاريخ من كتبوا في يوم وبعرقهم مجد الفريق وبطولاته ؟؟أليس في قاموس النوادي
مصطلح التكريم والاعتراف بالجميل ؟؟؟
ألم يحن بعد الأوان لتقتحم الجامعة والأندية أرشيف الكرة الوطنية وتنفض الغبار من
على ملفات قدماء اللاعبين حتى يتم انصافهم وانقاد من يمكن انقاده ؟؟
كم نتحسر حين نعاين وقوف جمهور ومسؤولين بملاعبينا دقائق صمت ترحما على
أرواح لاعبين كم كانوا في أشد وأمس الحاجة لتلك الوقفة وهم أحياء .
في الختام وفي انتظار نقاشكم واطرائكم تقبلوا تحايا أخوكم اسماعيل
ودمتم في رعاية المولى.