
ليلت امس وبعد هجوم الليل الشرس وغرز أنيابه بدون رحمة في أشعة الشمس الدافئة
لمحت طيفا يأتيني من بعيد فهممت بالوصول اليه علي أسبقه الخطى لكني لا أقوى على المسير
أتعثر أقع واجثو على ركبتي وكلي يقين انه هو فانا لم أعتد على الزوار في حياتي
فاقترب مني و وبدات ملامح وجهه بالوضوح ، يا الهي انه رجل غريب بلباس أسود كظلام الليل الشرس
اقترب مني فألقى السلام وقال مابك لاتردين السلام يا انت ، قلت وما شأنك ياغريب الليل ومن تكون ؟
قال أنا اليأس ، فقلت أنا لا أعرفك فغادر فانا لا استقبل الأغراب في داري فضحك ساخرا بصوت مرتفع
أنا أسكنك استوطن الحنايا اما عرفتني ، أنا زائرك في كل ليلة وكل يوم فقلت لا لا لن تتمكن مني فأنا اعلم أن الموتى
لايزوروننا بأجسادهم بل هم معنا بأرواحكم وأنا ياسيد اليأس لا أستقبل في بيتي سوى روح حبيبي وأشم ريحه
العالق في أركان بيتي وهناك امل في قلبي بأني سألقاه ، ويوما ما سيجهزون كفني ويزفوني الى قبره كـ عروس
أما الآن فاني قد وعدته باني سأسقي الزهور التي قبره بدمي قطرة قطرة ومهما طال انتظاري الا انني سألقاه عند مفرق الطريق
كما عاهدني قبل الرحيل فهو ليس بناقض للعهد فارحل أيها الغريب لانك لن تقدر على صبري .
