N-pedro | | خبير المواضيع الهادفة بكووورة مغربية | مشرف سابق | المشاركات: 11969 نقاط التميز: 19727 |  | معدل المشاركات يوميا: 2.1 | الأيام منذ الإنضمام: 5792 | |
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات
أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. وبعد . .
الكرة المغربية عانت من عدة مشاكل, و كانت النتيجة الأبرز هي اندحارها و تعدد نكساتها, لدرجة أصبحت الجماهير الرياضية محصنة ضد الفشل, فقد تحول الأمر إلى عادة اعتدت عليها الجماهير لدرجة أصبح النجاح هو الغريب و أصبح رديفا للمستحيل, في موضوعي هذا لن أنتقد الجامعة ليس خوفا أن يصمتوا صوتي كما فعلوا مع الصحفي عادل العماري و استغل هذه الفرصة لأعبر عن تضامني معه رغم اختلافي معه في بعض النقاط و وجهات النظر, هذا الموضوع سوف أسلط الضوء على ظاهرة بارزة في الدوري المغربي أبطالها هي الجماهير...
إن ظاهرة أو نظرية المؤامرة, و كتعريف لها فهي محاولة شرح أسباب أو سلسلة الأحداث (سياسية و الاجتماعية أو تاريخية) و في غالب تغطي هذه الأسباب بالسرية, و في الغالب تنسب المسؤولية لعصبة متآمرة تسهر على تنظيم الأحداث...
في الدوري المغربي تعتبر نظرية المؤامرة من بين ابرز الأسباب التي يفسر بها البعض عن فشله, و هنا نجد أن الرؤساء الفرق و الجامعة أيضا يفسرون الاحتجاجات ضد سوء تسييرهم, بأنها من تنظيم أطراف تحاربهم و تستغل الجماهير إما عن طريق خداعهم أو عبر قوة المال , و الغريب أنهم يقرون أنهم يعرفون المتآمرين و يملكون الأسماء و الأدلة القاطعة لكنهم يفضلون عدم ذكرها علنا لغرض في نفس يعقوب...
من جهة أخرى في كل دورة من دورات البطولة المغربية تتعالى أصوات تندد بأن هناك من يتآمر عليها, فهذا يتهم أطراف بسعيها لجعل اللقب من نصيب الفريق الفلاني, و أن التحكيم يخدم مصالح فرق دون غيرها, بل هناك من ذهب إلى الحديث عن أن الجامعة حدد أسماء الفرق التي سوف تتنافس على اللقب هذه السنة و حددت من سوف يفوز به أيضا, و قامت بتحديد نفس الأمر بخصوص السنة المقبلة, هناك عدة نظريات تفيد تأمر فئة على فئة أخرى و فرق على فرق أخرى, و لكثرة النظريات أصبحنا نرى تناقض فيما بينها, ففرق الشمال تتهم الجامعة بالعنصرية اتجاها و تفضيلها فرق ما يطلق عليه اسم الداخل (المناطق الوسطى بالمغرب), و هذه الأخيرة تتهم الجامعة بأنها تخدم مصالح فرق البيضاء, و نفس الأمر فرق البيضاء تتبنى نظرية التأمر عليها لصالح فرق العاصمة, فهذه السنة يتنافس كل من الرجاء الرياضي و الجيش الملكي على اللقب, و الأكيد هو إن فاز النسور باللقب سوف تخرج أصوات تتهم الجامعة بأنها فضلت الرجاء و سهرت على فوزه بالبطولة, و إن فاز العساكر فسوف تتعالى أصوات أخرى تتهم الجامعة بأنها سهرت على فوز الجيش... بل حتى اللقاء الأخير الذي جرى بين الوداد الرياضي و الرجاء الرياضي و الذي انتهى بالتعادل الإيجابي هدف في كل مرمى, هناك من رجح أن اللقاء متلاعب في نتيجته لتفادي أعمال الشغب...
هناك العديد من النظريات و الاتهامات, لدرجة أن الجميع يتهم الجميع, و الكل مشغول في معارك جانبية و المعركة الأساسية يتجاهلها الجميع, فالمشكل ليس استهداف فريق أو تفضيل فريق عن أخر, فالمتضرر ليس الفرق بقدر ما هي الكرة الوطنية عامة, و لعلى التقرير الأخير للمستثمرين القطريين صنف الدوري المغربي و الكرة المغربية بالمتعفنة و من الاستحالة الاستثمار فيه لكثر خروقات المسجلة, فالكرة المغربية غارقة في مستنقع الفساد و الهواية, و الجماهير منشغلة في معارك تافهة, فعوض الدفاع عن الكرة المغربية الجميع منشغل من الفريق المغربي الأكثر تحقيق للألقاب, و هذا يقلل من تاريخ الأخر ظن منه أن ذلك يعزز مكانة فريقه, رغم أن العالم بأسره يصنف الفرق المغربية في سلة واحدة, و هي سلة الفرق الهاوية التي تنشط في دوري هاوي و فاسد, بل حتى المشاركات الخارجية لفرقنا الوطنية تجعلنا نكتشف مكانتنا الحقيقية, فدوري الأبطال أصبح دوري محرم على الفرق المغربية حتى أنها لا تتقوى أساسا على الذهاب بعيدا فيه...
سؤال محير و الإجابة عنه قد تحدد موعد النهضة الكروية التي ينتظرها الجميع, متى سوف نتوحد جميع للدافع عن الكرة المغربية ؟ متى سوف نجعل الانتماء للوطن أولى من الانتماء لفريق معين ؟؟ الأكيد لو تم إصلاح المنظومة الكروية و خلقنا وسط رياضي لا يعترف إلا بالقانون, فالأكيد أن النتائج و الألقاب سوف تكون من نصيب الأحق, و لن يكون هناك مجال لاتهام أي طرف, و الأهم سوف تكون الكرة المغربية في صورة مشرفة لا يجرئ أي طرف على اتهامها او وصفها بأي وصف غير لائق.... طبعا هذا إن توحدت جميع الجماهير المغربية مفضلة مصالح الوطن فوق مصالح الأندية....
|
|