يطالبون الجماهير بالحضور و الفرق و الأندية المغربية تحولت إلى دويلات يسيطر عليها ديكتاتوريات, حولت الأندية من ملك عام إلى أملاك خاصة تورث للأبناء, و ليس يتجرأ على الانخراط فيها إلا من كان مقرب من الرئيس أو خادم له عبر تصفيقه لهم و التصويت بالموافقة على أي اقتراح مصدره الرئيس, مع نفي كل منخرط يتجرأ على رفض السباحة مع التيار السائد, كيف لا تكون هذه هي حالة أنديتنا و الجامعة التي تسهر على الكرة هي بذاته غارقة في نفس مستنقع الفساد, يطالبون الجماهير بالحضور و هم يصمون أدانهم عن مطالب الشارع الرياضي الرافضة لسماعة أصوات المطالبين بالتغيير و إعادة هيكلة الجامعة لتراعي القانون...
يطالبون الجماهير بالحضور و جعلوا الإعلام سلاحا ضد الجماهير, سلاح جعل من واجبات الجماهير المساندة الغير المشروطة لفريقها حتى و لو كان الفريق تحت سيطرة فاسد يسير بالفريق نحو الهاوية, يتجرأ البعض و يسلب حق الاحتجاج من جماهير لا لشيء إلا لدفاع عن فاسد اشترى ذمم من جعل قلمه و لسانه سلاحا لمن يدفع أكثر, متجاهلين أننا أصبحنا في عصر أصبح فيه شبابنا أكثر وعيا مما يعتقدون...
يطالبون الجمهور بالحضور, كأنهم وفروا كل سبل النجاح عبر لجنة برمجة محترفة تحترم تكافئ الفرص, او عبر لجنة التحكيم و التي وفرت لنا حكام كبار لا شك في قراراتهم, رغم الانتقادات الكبيرة الموجهة فالمسؤول عن تراجع الكرة الوطنية ليس إلا تلك الجماهير التي تخلفت على تلبية مطلب الحضور...
يطالبون الجمهور بالحضور و تشجيع أشباه لاعبين همهم الوحيد هو المال, رغم أن مطالبهم يتم تلبيتها فالأداء السائدة لا يرقى لمستوى المطلوب فمستوى لاعبينا ضعيف و غير مستقر على حال, لكنك مطالب بالحضور و الدعم, او أنهم سوف يحملونك مسؤولية تراجع الكرة في هذا البلد...
يطالبون الجماهير بالحضور و إن تخلفت عن تلبية طلبهم فهم سبب تراجع الكرة المغربية, و كأن تلك الجماهير التي حضرت طيلة سنوات و العقود الماضية كانت غائبة, فرغم حضورها و دعمها كانت النكسات متوالية, لقد عبرت هذه الجماهير عن استياءها عبر الاحتجاج فتم اعتقالهم و منعهم من رفع أي لافتة احتجاجية, و تم تنظيم وقفات احتجاجية و قلتم أنها لا تمثل الجماهير العاشقة للكرة, و تتجرؤون على المطالبة بالحضور فعند حاجتكم للجماهير تصبح هذه الأخيرة عاشقة للكرة و سلاحا لتحقيق النهضة, بل تتجرؤون على جعل الحضور واجبا مقدسا و غير مشروط, و الغياب هو تلك الشماعة التي تعلقون عليها فشلكم...