
السلام عليكم

انهزم المنتخب المغربي للفتيان في مباراة نصف نهائي بطولة إفريقيا لذات الفئة السنية لأن
الله يحبنا ... وتأهل نفس المنتخب لنهائيات كأس العالم للفتيان لأن الله يحبنا ... ونظمنا
كأس إفريقيا لنعرف قدرتنا على تنظيم هكذا بطولات كبيرة ...
وبين هذا وذاك لم أتابع أنا مباريات منتخبنا ولا علمت كيف مرت الأمور التنظيمية ، وبالكاد
يوم أمس الثلاثاء علمت أن هناك مجموعتان واحدة في البيضاء والأخرى بمراكش ، وكأنني
لا أوجد في هذا الوطن الغالي ، ولكنني الآن أدركت سبب اعتزالي وشدة ما حل بي من
التواري ، واكتشفت من جديد أن الله العظيم يحبنا نحن جماهير الكرة المغربية ، وقبل
أن ألج للموضوع أدعو الله عز وجل أن يفك أسر جماهير الرجاء والجيش البريئة وأن
يعود الأطفال لذويهم ، فلقد أبكاني ربورتاج عن عائلاتهم وهم مصطفون أمام المحكمة
يبكون أولادهم المراهقين والصبية ويقسم الكثير منهم بأغلظ الأيمان على براءة
فلذات أكبادهم ..

كتبت منذ مدة قصيرة في منتدانا الغالي والمحترم ،أن كرتنا المغربية ، بعد ما حل بها
من كوارث غير طبيعية ، دخلت النفق المظلم ،وباتت أسيرة التيهة والحيرة والضياع ،
وصرنا حزانى على أيام المجد ، وأصبحت كل كتاباتنا عبارة عن مرثيات أو بكاء
على الأطلال ، ولم تعد لنا القدرة على ذكر الكرة وأهل الكرة في مجالس الخلان والأصدقاء
من بلاد العرب والعجم ، ولم نسمع حتى اليوم ولا قبل اليوم عن خبر يشرح صدورنا
المُثقلة بهموم الهم والألم الساكن بين ثنايا الثنايا ،والقابع بين الأضلع واللحم لمن بقي
فيه لحم أو شحم ...

كتبت منذ زمن غير بعيد أن الجامعة الملكية المغربية هي المسؤولة عن كل ما حل بنا من الألف
إلى الياء ، تلعب على الزمن وعلى الأيام ، لكونها اعتادت على ذاكرتنا المُقلة بالأمور
الحياتية وصراعنا الأزلي في تأمين لقمة العيش أو كسرة الخبز ،في زمن ما عاد التكافل
الإجتنماعي بذات الروح التي كان عليها آباؤنا وأجدادنا ، لكوننا دخلنا زمن الفردانية
والوحدانية ، وكل امرء لا يهمه في كل هذه الدنيا غير نفسه ... في زمن بتنا نسمع
عن دور العجزة التي يرمي فيها الفرد أبويه -يا الله ...سترك يا الله- ليتخلص منهما
نكرانا للجميل وإعلانا للعقوق !!!
عذرا إن ذهب بي الكلام لغير محل الكلام ... عفوا فما قصدت الخروج عن النص ولكني أرى في
كل ما نحن فيه تداخلا لكل النصوص...

أعود للجامعة ولمنتخب الفتيان لأفسر لكم مغزى أن الله يحبنا في خسارة منتخب فتياننا ،
وكيف أنه تعالى يحبنا أيضا في تأهل ذات المنتخب للنهائيات العالمية التي ستحتضنها
الإمارات العربية المتحدة ...
بعد كوارثنا مع المدربين الأربعة الذين اعتمدتهم الجامعة الفهرية كمشرفين على منتخب
"أسود" الأطلس ، ثم استمرار تسونامي كرتنا الوطنية بسبب الإعصار الغيريتسي الذي
أصاب بحرنا المتوسط ومحيطنا الأطلسي لهبوب كثلة هوائية بلا ملامح من بلجيكا أحضرها
معه غيريتس في طائرة قادمة من السعودية حيث كان يخبئ عاصفته في أغراضه الشخصية
حتى تتشبع بالرطوبة والحرارة من بلاد الخليج العربي ، ثارة ثائرتنا وأقمنا الدنيا نحن الجماهير
المغلوبة على أمرها وبعد فوات الأوان تخلصنا من هكذا إعصار عسانا نحتفظ بالبقية الباقية
من عنفواننا الكروي وشموخنا المكسور وكرامتنا المهدورة ...
ولكن أسباب النكسة الحقيقيون ظلوا كاتمين على أنفسنا مسببين لنا صداعا أهلك
أشلاءنا المرمية في كل مكان ، وحاولوا تخديرنا من جديد بدواء من صنع محلي ، ولكن
الدواء أو المخدر فتك بنا فتكا غير مسبوق وصرنا من عداد ضحايا الرأس الأخضر!!!
وتنزانيا !!!!!
ثم

عادوا من جديد للعب على عامل الزمن ، وعلى ما يمكن أن يمنحهم-الحظ والظروف- من
نتائج فجائية لأنديتنا أو منتخباتنا ليظهروا من جديد بابتساماتهم الصفراء ولغتهم الخشبية
ليكذبوا علينا مرة أخرى ويقولوا أنهم صانعوا مجدنا ومؤسسي تاريخنا الكروي المجيد القادم
لا محالة ...
لذا فالله سبحانه وتعالى فضحهم بهزيمة منتخبنا للفتيان وعجزه عن تحقيق اللقب فوق
أرض الوطن ليريحونا من ظهورهم الغير مرغوب فيه ... شكرا لك يا ربنا
كما نشكره عز وجل أيضا على تأهل نفس المنتخب لكأس العالم للفتيان لأن هذا الوطن
وهذا الشعب لا يستحق مزيدا من التواري عن الظهور في المحافل الدولية ...
وفي الأخير شكرا لأبناءنا في المهجر الفتيان الذين بذلوا كل جهد مع منتخب بلادهم ...
رغم أنهم لو جاؤوا في ظروف أخرى وفي ظل جامعة نابعة من رجال الميدان لكان
لفتياننا شأن آخر...
الزمن الذي تلعبين عليه يا جامعة لن يفيدك ، والنسيان لم يعد ماركة جماهيرية مغربية
كما تعتقدين ...
جميع أوراقك حُرقت ولن نتوانى جميعنا في كل وقت وحين على تذكيرك بأننا نرفضك ونطلب
الله الليل نهار أن يخلصنا منك بكل ما فيك ...
ولنا عودة دوما لهكذا مواضيع ما دمت موجودة

في انتظار آراءكم ونقاشاتكم المحترمة أيها الأفاضل
|