بسم الله الذي لا يعلوه شيء ولا يفوقه أمر سبحان صاحب العظمة المتين .وصلي اللهم على اسير قلبي وبدر سمائي ومسك هوائي حبيب الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ...وعلى ال بيته الطاهرين وصحابته الصادقين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اللهم امين .
قائم أنا وأقدامي تغلي شبيهة قدر فوق لهب حار ...والرمال تداعب حدود العين وتشتاق الى الاصبع الذي يزيل عنها دلك الازعاج ...متجه على أقدامي والألم يقطع ارضية أقدامي لطول المسافة ......الساعة تشير الى 17:30 مساءا دلك الاحمرار الدافئ الرائع الذي يشبه دفئ حضن الأم السالم الأمين ...بل هي بسمة الأب المسؤول ....كم أشتاق الى رجولة أجدادي ومسؤوليتهم التي تعتبر رسالة مرسل ورسول ....كم اشتقت الى تلك الصفعة من الأب عندما تغيب اقدامك عن التفكير السليم والمسار الصحيح ...بل اشتاق قلبي الى الارشاد والترهيب ...عموما جاء موكب الليل بعد غياب العروس... الجميلة... الحارة ...واذا بي في خلاء كريم بمساحته وهدوئه لم أجد الا مقبرة الشهداء تضمني اليها برفق ...حيث أوصاني الاب حفظها الله أن المكان الامن هي المقبرة ...فهي دائما في حفظ المولى عز وجل وخشاه العباد ...بصراحة عند بابها هيبة كبيرة وكأن حراس اشداء يحرسون المكان ....توكلت على الله العزيز القدير..ودخلت بجانب ادارة المقبرة فكانت فارغة ...صراحة انتابني خوف شديد ليس له مثيل ...ليس من شيء الا ان هيبة المكان قوية خصوصا بالليل والهدوء التام ...وضعت عبائتي على الارض...وجالستها قبل ان اجلس عليها ...
وبعد لحضات معدودة جاء الطائر الشهير صاحب الوجه الدائري المسطح بثقته الملموسة ويحط على شجرة عظيمة في قلب المقبرة ...ينظر الي بطريقة غريبة زاد خوفي كاد القلب ان يخرج من قفصه ...لم أشعر يوما بعرق بارد حتى تحقق الحلم المراد ونزل على جبين كما تنزل قطرة الماء في حلقوم العطشان في قلب عروسه الصحراء .....
بعد شطحات بصري ورقصات القلب الاحترافية من الخوف الشديد الذي لا أساس فيه من تفسير ولا قرار فيه لتدبير ...واذا بي أسمع خشخشة حركة مجهولة المكان...وغريبة الشكل ...في لحضات قليلة أرى شيخا بسلهامه الابيض المنير ولحيته السنية الراقية التابعة لأوامر الحبيب صلى الله عليه وسلم ...قصوا الشوارب ووفروا اللحى خالفوا المشركين . وهو متجه نحوي بخطواته الراقية وكأن اقدامه لا تلمس الأرض قط ...على وجهه صورة الاخلاق والايمان...صاحب رزانة وحكمة ...وذا به تفاجأ بوجودي امام الادارة ...فقلت عذرا يا شيخ سمحليا دخلت بلا مانعلم فقال قصدت المكان الصحيح ..أجبته بأن شدني ظلام الليل في هذا المكام ولم أجد غيره أكثر امانا ...فقال أهلا وسهلا بك يا بني ...وبيده الكريمتين وضع المقراج اي القدر ليغلي الماء من أجل القهوة ..فقلت عليك يا سيدي أنا اولى بدلك عموما احضرت المطلوب ...أعطيت الكوب الساخن قائلا بالصحة والراحة ...وسألني موجها كلامه البسيط الم تخشى من الدخول الى هنا فقلت بلى كنت كنشطح من الخوف فأجاب والبسمة تملئ شفتيه الصادقتين ..وقال لا تخشى من هكذا أماكن ففي قلبها أمان وضمائر شهمة هي بين الحق قائمة لا ضرر وضرار منها ...تعرف مقامها ومقامها بين الأصول شهيد ...نورها مشع بين القلوب ...ووجهتها يخت بين الامواج عظيم ...فقلت مجيبا أيعقل أن تكون ضمائرهم حية حتى بعد مماتهم ...فأجابني بابتسامته الشهيرة ...هم اموات وضمائرهم حية وأحياء وضمائرهم في عداد الموتى المرسومة أشكالهم وسواد قلوبهم ...
صرخ قلبي صرخة شهيد طعن في القلب برمح الاستيقاظ...وأضاف الشيخ بحرقة ...ورب الكعبة ان راحة القلوب هي ضمائر حية تقود الاجساد والأفكار الى صلاح الديار ...وقال هي يأتي نورها من السماء وتجري في عروق الدماء سيرتها على كل لسان ومقامها في كل انسان تأخد وتعطى من رب العباد ...فقلت اليست هي الروح فقال أحسنت هي نفسها الروح نقلتها طيبة واساسها طيب ولكن هناك من تكن أخشابا فاسدة فتصبح فاسدة لا قيمة لها ولا اساس ولا مسؤولية ...لا أخلاق هي وجهتها ولا صمت يسكن مصدر نطقها ....بصداع اصحابها تحسب لهم أنهم على استعداد لمواجهة الصهاينة وتحرير القدس ولكن حقيقتهم بين الطلاح والنثانة ...لا قيمة تذكر ولا اساس يشكر هم فقراء القول وأغنياء الثرثرة ...وبعدما اكمل كلامه تذكرت بعضا منها في ساحتنا الرياضية الكروية على وجه خصوص ...أخشاب هي تسكنها ارواح فسدت بتكبرها وهلاك ضميرها . اتخدو من الكرة مسارا سياسيا تافها لا يقبله المجنون بل يجن منه العاقل ...لم يقفوا عند دلك الحد بل خربوا وجردو الناس من املاكهم بلغة الكرة بلغة الرياضة صاحبة الخشبة الميتة والضمير الحي التي تتبرئ منهم ...أخلتم تواضعنا وثقافتنا وأخلاقنا يا أيها الأحياء الأموت ...لا نشعر بالامان في وسطكم كما أحسست بدلك الأمان بين الاموات الأحياء ...خربتم ثقتنا فيكم يا صبيان مساء أمس ..أصبحتم تنقلون الشجار والسب والشتم وتخريب اوطانكم ...من أنتم أشك في مكانتكم وأشك في وطنيتكم الزائفة ...الرجل هو من يضع وطنه بعد ايمانه ...بل حب الأوطان من الايمان ...فأين ايمانكم وأين أمانتكم ومسؤوليتكم ...هل أنتم من ستصنعون المجد والثقافة الرياضية وترفعون لهبها عاليا ...أخشى ان تكونو مثل لقلاق اعمى وضع عشه أمام أفاعي بصيرة...بل أخشى أن تضيعوا بدون عودة ...انكم رسولو الرياضية الوطنية ومن يرفع مقامها عاليا بالثبات والرزانة لا بالطيش والتكسير ...شجعتم ولكنكم خربتم قبل دلك ...الانسان السوي هو ينظر الى نفسه من عين الصلاح والمعقول لا من عين التكبر والجهل ...مهما خربتم فلن تصنعوا أملا لهذه الرياضة بل تقتلونها وتقطعون رحمها الوليد ...فهنيئا لكم بما صنعتم ...وهل ستصنعون أكثر ...أم سنقول عنكم أحياء أحياء لا أموات أحياء ..
بقلي هي كلماتي وبقول هو من قلب صادق يناشدكم ...فهل اناشد الأموات أم أحياء ...
تقديري .
