ان الحمد لله وحده نحمده سبحانه وتعالى ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده ورسوله ادى الرسالة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين فصلوات الله على هادي البشرية و مخرجها من ظلمات الاستبعاد لنور وعدالة الاسلام.اما بعد إخواني أخواتي أعضاء ومشرفي منتدى الابداع منتدى كووورة مغربية المنبر الرياضي الاعلامي الاول بالمملكة الشريفة أرحب بكم في هذا الموضوع البسيط الذي له مكانة مهمة في اوساط الشارع الرياضي المغربي.مر ما يقارب الاسبوعين على نكسة تانزانيا نكسة مازالت تلقي بظلالها على الجمهور الرياضي المغربي فبين من يطالب باقالة رشيد الطاوسي وبين من يطالب باقالة الجامعة وبين من يطالب برحيلهما معا وبين من يريد الاستقرار يتيته المتتبع الرياضي المغربي في اختيار الراي الصحيح و المنطقي لذلك ساعالج هذه النقطة بين كل المتداخلين فيها و سأعرج باذن الله على اسبابها:
1-الجامعة
منذ تعييين علي الفاسي الفهري على رأس الهرم الكروي المغربي خلفا للجنرال حسني بنسليمان الذي تمت اقالته وخروجه من الباب الواسع بدون محاسبة فشل الوافد الجديد عن السير بالكرة المغربية في الإتجاه الصحيح فاتبع ما يسمى بسياسات الضحك على الذقون فلا مراكز تكوين للمواهب التي تمارس في فرق الاحياء و التي يطولها التهميش في حين في سنوات مجد الكرة الوطنية كانت هي المكون الاساسي للاسود التي كانت تفترس كل من واجهها ,اما في البنيات التحتية فمع بناء مركبات اكادير وطنجة وفاس ومراكش طبل الفاسي ومعه الاعلام لهذا الانجاز العظيم في نظرهم متناسين الملاعب الكارثية التي مازالت تمارس فيها بعض الفرق الوطنية المنتمية للدوري الاحترافي فملاعب خريبكة او حتى الملاعب بالعشب الاصطناعي لا تفي بالغرض و فيها يكون الاعب عرضة للاصابات و لا يقدم مردود تقي جيد ,اما في مجال دعم الفرق الوطنية فذلك كلام اخر فالمنحات التي تقدمها جامعة الكرة برئاسة الفاسي الفهري تعتبر هزيلة و لا تكفي الفرق لتغطية مصاريفها على امتداد سنة كاملة مما يشكل حجرة عثرة امام الوصول للاحتراف بمفهومه الصحيح.
2-الطاوسي
اثر تعييينه على رأس الادارة الفنية للكرة المغربية خلفا للمخلوع اريك غيريتس الذي تقاضى راتب خيالي يقدر ب 250 مليون لكن لم يستطع تحقيق ما تم التعاقد معه من اجله و حقق نتائج كارثية فتلقى صفعة قوية من خروجه من الدور الاول للكان الذي اقيم بالغابون وغينيا الاستوائية و معه تلقينا وصمة عار ستبقى مسجلة في تاريخ الكرة المغربية الا وهي الهزيمة النكراء امام الموزنبيق و اثر رحيله ترك الاسود التي لم تعد تقوى على الزئير في مهمة صعبة لتحقيق حلم غاب على المغاربة لسنوات الا وهو التاهل لكاس العالم اتى الطاوسي ومعه حقق ما يمكن وصفه بالمعجزة فهزم الموزنبيق التي عجز امامها العالمي غيريتس برباعية ليحقق التاهل للكان الذي لم يكن في الحسبان وخلاله قدم الاسود مردودا تقنيا رائعا ولولا التحفظ الدفاعي وغياب التركيز وسوء الحظ لاستطاع الاطار الوطني رشيد الطاوسي تحقيق ما عجز عنه كل المدربين المتعاقبين على الاشراف على الاسود بعد فترة الزاكي لكن قدر الله وما شاء فعل ,ليأتي بعدها لقاء تانزانيا وفي هذا اللقاء تفاءل المغاربة بمنتخبهم وتوقعوا ان يعود زئير الاسود بحكم المردود التقني الذي قدمه الاسود في الكان خاصة في اللقاء الاخير امام المستضيفة جنوب افريقيا لكن التوقعات كانت خاطئة لأسباب عدة نجملها في غياب التركيز و عدم خبرة العناصر التي خاضت اللقاء في المباريات الرسمية رفقة المنتخب.
3-الجمهور
هو الاعب رقم 12 وبدونه لا يكون لكرة القدم أي طعم هو من بإمكانه ان يحافظ على استقرار فريق وادارته التقنية و بامكانه اقالة المدرب ,صناع القرار في الشأن الكروي يستجيبون لمطالبه مكرهين لا أبطال لكن في بعض الأحيان تكون مطالبهم غير واقعية ومنطلقة من العاطفة وليس التحليل الواقعي المحايد وهذا ما للاسف نراه فهنالك من يطالب باقالة الناخب الوطني لانه انهزم امام طانزانيا ناسين او متناسين ان الرجل يحمل مشروع اعداد منتخب قادر على الفوز بكأس افريقيا 2015 المزمع تنظيمها ببلادنا لكن هؤلاء يطبقون هذه السياسة عندما يكون مدرب وطني على راس الجهاز الفني للاسود وفي حالة تعيين اطار اجنبي تتم المباركة حتى لو انهزمنا بنتائج كارثية امام منتخبات مجهولة في القارة السمراء ففي 2006 بعد عجز الزاكي عن التاهل لكاس العالم بسوء حظنا تم خوض حملة قوية من اجل الاطاحة به وهو ما تاتى و كلنا شاهدنافترة ما بعد الزاكي وما تضمنته من اخفاقات متتالية .
4 -الاعبون
هم الأساس هم من يطبق خطة المدرب على رقعة الميدان ,مصير المدرب بأيديهم وهنا نطرح إشكالية الاعب المحلي و الاعب المحترف فالاعب المحترف يقدم أداء راقي وجيد في الدوريات الأوروبية نظرا لصرامة المدرب و لقيود الادارة و العقوبات التي تهدده في حال مخالفة قوانين النادي الداخلية لكن عندما يأتي هذا الاعب للعب بقميص المنتخب نرى التهاون و غياب مردود تقني في المستوى و كل المدربين المتعاقبين على تدريب المنتخب بعد حقبة الزاكي الذين اعتمدوا على الاعب الاجنبي لم يحصلوا على نتائج ايجابية و الان مع قدوم الاطار الوطني رشيد الطاوسي حصل مبدأ تكافئ الفرص و الرسمية لمن يستحق لتلوح بوادر قدوم الاعب المحلي للاسود في استحقاق كاس الامم الافريقية 2013 بتمثيل كل من شاكير و الحافيظي و المياغري وعدوة الذي لعب في البطولة الوطنية واحترف منها و نوصير وفي موقعة تانزانيا فاز بالرسمية الاعب الوطني لكن بالرغم من حصده نتيجة سلبية الا انه من المجحف ان نقصيه من المنتخب لان الاعب المحلي مازال لم يستأنس بأجواء المنتخب ويجب ان يمنح الدعم ,لتبقى الجدلية قائمة من يستطيع تمثيل القميص الوطني افضل تمثيل؟
في الختام تبقى عدة تساؤلات تتباذر الى الأذهان متى سنستفيد من أخطاء الماضي؟متى سنترك الفرصة لمن تحمل المسؤوولية أن يشتغل وفق البرنامج الذي تم التعاقد معه ؟أليس في المغرب رياضيون نزهاء قادرون على التسيير؟تساؤلات عدة تنتظر الإجابة إلى حين أن يأتي من يعالجها لم اجد قولة اختم بها افضل من قولة مجموعة جيل جيلالة :لله يا سفينة فين غاديا بنا؟
