المغرب لم يخرج من حيز الدول الإفريقية التي تعاني من ناحية أزمة تشييد الملاعب فهنالك ملاعب خرجت للوجود دون أن تكتمل معالمها وملاعب أخرى ظلت حبيسة النظري وغاب عنها التطبيقي وبالتالي تركزت على الورق وبقيت في إطار المؤجلين المرفوع عنهم نية العمل والتشييد . 

 

 

تشييد الملاعب يحتاج الى اعتمادات ضخمة واقتصاد متين , والمغرب لم يكن في منئ عن الأزمة الاقتصادية العالمية . فالعجز التجاري سجل ارتفاعا بنسبة 5.9 في المائة في غضون ستة أشهر فقط. كما شهدت الصناعات الموجهة للتصدير تراجعا. فصناعة المواد الالكترونية على سبيل المثال، تراجعت بمعدل 11 في المائة. أما قطاع السياحة الذي يعول عليه المغرب، فقد سجل انكماشا بمعدل 1.6 في المائة , بالاضافة الى تراجع صادرات الفوسفاط . والرياضة جزء لا يتجزء من النسيج الاقتصادي الوطني الذي يعاني من الأزمة , والدليل أن غالبية الفرق المغربية الممارسة في الدوري المغربي الاحترافي لجأت إلى الاقتراض من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والبنوك ومستشهريها، في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها، رغم صرف جامعة الكرة مستحقات الفرق الخاصة بالنقل التليفزيوني، حتى لا تواصل الفرق لجوءها إلى الاقتراض.
وكان كل من فريق الوداد والرجاء البيضاويين وفريق المغرب الفاسي، وهم من أعرق الفرق المغربية وأكثرهم تتويجًا على المستوى المحلي والقاري، لجوءًا إلى جامعة الكرة ومستشهريهم (مموليهم) من أجل حل مشاكلهم المادية، وصرف مستحقات لاعبيهم. بل أكثر من ذلك فقدأفادت بعض الجرائد الوطنية أن الأزمة المالية الحالية تهدد استكمال الدوري المغربي بعد أن عجزت معظم الفرق الوطنية من صرف مستحقات اللاعبين, ما أدى الى اضرابات واحتجاجات في مختلف الأندية والتي لم تشفع لها البطولة الاحترافية ..

لهذا , أنا أعتقد أن البرنامج الذي أعلنته الحكومة ببناء ملعبين كل سنة لم يعد ممكنا للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد , وحتى ملعب أكادير كما يعلم الجميع تأخر عن موعد افتتاحه لقلة الاعتمادات , وهذا أمر طبيعي مادامت الملاعب والمجال الرياضي عموما لاتدخل في خانة أولويات الدولة بعكس المجال الاجتماعي الذي يفرض على الحكومة ايجاد حلول آنية ومستعجلة حتى تحول بين الشارع والتصعيد وهذا ما تقتضيه الحكمة والعقل والصواب. والذي يجب ان يعلمه الجميع أن الجامعة ليس بامكانها بناء الملاعب مادامت المشاريع من هذا الحجم تقتضي ادراجها في ميزانية وزارة الشبيبة والرياضة بعد المصادقة عليها .

التركيز على ملعب كل سنتين خير من أن نركز على الكم وننسى الجودة والإتقان وخروج الملاعب للوجود في الوقت المناسب وبالتالي ومع الأزمة التي نعايشها فصار لابد أن نلعب على عامل الوقت والإقتصاد ونركز على جودة ملعب واحد وبعدها نشوف ونفكر .
ومن ناحية اخرى فبدون شك أن الهندسة المعمارية جزء من الاعجاز الذي يساهم في تخلي الدولة عن طموحات استمرار تشييد الملاعب بمدن أخرى كما هو الحال بأكادير ومراكش وطنجة أو فاس والرباط والبيضاء ,للتكلفة التي تتطلبها تصاميم المركبات بمواصفات عالمية , في ظل معانات الشركة الوطنية لإنجاز وتسيير الملاعب "سونارجيس"، التي أنجزت مشروع ملعب أكادير الذي سيحتضن الى جانب ملعب مراكش، كأس العالم للأندية التي ستجرى بالمغرب في شهر دجنبر من السنة المقبلة، بحيث كانت لجنة مكلفة بمراقبة سير الأشغال لاحتضان مونديال الأندية تابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم، زارت ملعب أكادير في 12 شتنبر الماضي، وعبرت عن ارتياحها لسير الأشغال.

وبخصوص ملعب الدار البيضاء، فقد ذكرمصدر الشركة المغربية السالفة الذكر أن اللجنة المكلفة بالمتابعة اختارت المشروع الهندسي وبدأت في تقييمه ودراسته من جميع الجوانب، لإعداد الصورة النهائية لبناء الملعب .ورفض المصدر ذاته تحديد وقت لبداية بناء الملعب الذي سيشيد في منطقة الهراويين بإقليم مديونة، لأنه "مشروع مهم ويتطلب دراسة معمقة ودقيقة قبل الشروع في البناء"، مضيفا أنه "سيكون جاهزا في سنة 2016، أي بعد كأس إفريقيا المقرر تنظيمها بالمغرب في 2015، كما جاء في البرنامج الذي لا يلزم الشركة المكلفة بتسليم الملعب قبل هذا التاريخ". وهذا انجاز كبير اذا ما تحقق بناء مركب من هذا الحجم الكبير .
مع ذلك وللأمانة فان المغرب يعتبر نموذجا ناجحا في البنية التحتية الرياضية بحيث يحتل المرتبة الثانية بعد جنوب افريقيا و وهذا انجاز في حد ذاته , غير أن هذا لا يعني أن المغرب وصل الى المبتغى في وجود مدن عديدة تفتقر الى أبسط المنشآت الرياضية أو وجود ملاعب عتيقة تآكلة و أصبحت في حالة يرثى لها .
الملاعب المغربية

ثلاث ملاعب جاهزة



مركب
مولاي عبد الله
مركب محمد الخامس
المركب
الرياضي لفاس

ثلاث ملاعب على وشك انتهاء الأشغال



ملعب مراكش
ملعب طنجة
ملعب أغادير
ثلاث ملاعب سيتم بناؤها



ملعب مكناس
ملعب الجديدة
الملعب الكبير
للدار البيضاء

ورغم تعثر بناء الملاعب الثلاث في كل من مكناس والجديدة والبيضاء فانه يجب أن نفتخر بالملاعب الستة التي يتوفر عليها المغرب بشهادة لجنة الفيفا وحتى الخصوم .وفوق طاقتك لاتلام , نعم نتوق الى المزيد ولكن الله غالب الطالب . نحن لايجب أن نقارن بين عدد الملاعب المغربية والأوروبية على سبيل المثال , لأن الحكومات الأوروبية لا دخل لها في بناء هذه المنشآت الضخمة بحيث تتكفل الأندية المحترفة بالبناء والتشييد لما وصلته من أرقام استدلالية مالية , بعكس الأندية المغربية التي لاتستطيع ايجاد حتى ملاعب للتداريب , مع استثناء الوداد والرجاء طبعا رغم ضغر حجم ملعبيهما .