... لعل السؤول المطروح في عنوان الموضوع هو السؤال الذي يطرحه جميع المغاربة وجميع المتتبعين للشأن الكروي بالمغرب وبالاخص المتتبعين للمنتخب الوطني الاول ، والجميع يريد جوابا شافيا ومقنعا نعرف من خلاله مكامن الخلل في منتخبنا الوطني ومحاولة تصحيح ما يمكن تصحيحه ، فهناك من يلقي باللوم على سياسة الجامعة الملكية لكرة القدم وهناك من يقول ان هاته الاخيرة تلبي كل طلبات المدربين سواء الاجانب او المحلين وتوفر كل الظروف المناسبة للاشتغال في احسن الاحوال ، وهناك من يقول ان المدربين هم من يتحملون كل المسؤولية في اختيار اللاعبين المناسبين لكل مباراة ، فجربنا المدرب الاجنبي وجربنا المدرب المحلي وكلاهما حققا نفس النتائج .. هناك ايضا من يقول ان كل المدربين الذين تعاقبو على تدريب المنتخب لهم من الكفاءة العالية لتدريب المنتخب سواء الاجانب او المحليين وان اللاعبين هم من يتحملون مسؤولية الاخفاقات اللتي حققناها بحكم تواجدهم بارضية الميدان ولا يقدمون كل ما في جعبتهم للمنتخب لتحقيق الانتصارات .. اللاعبون ايضا تم تقسيمهم لنوعين مع العلم انهم جميعهم مغاربة وجعلنا مغاربة محترفين ومغاربة محليين فكلاهما تم الاعتماد عليهم واخذو فرصتهم الكاملة ولم يتغير شيء فالنتيجة واحدة وهي الهزائم والاقصاأت مع اضعف المنتخبات في القارة السمراء وهذه هي الطامة الكبرى ، فلو واجهنا الكوديفوار او غانا او نيجيريا بالمنتخب الذي واجهنا به تانزانيا لكانت شوهتنا ما بعدها شوهة وفضيحتنا ستكون بجلاجل ...
من رأيي المتواضع مشكلة المنتخب الوطني اكبر من هي مشكلة جامعة او مدرب او لاعبين ، اراها مشكلة " تسيير وتدبير لما هو قادم " انا هنا لا اتكلم عن المدة التي تعين فيها الفاسي الفهري فهو الآخر اتى والمنتخب كان في اسوء حالاته ، انا اتكلم يا اخواني عن الفترة التي اتذكرها جيدآ وكان لدينا فيها منتخب قوي بكل ماتحمله الكلمة من معنى ، فترة التسعيينات وبالخصوص فترة 98 حين وصل المنتخب الوطني لأوج عطائه وقدم مردودا جيدآ امام اكبر المنتخبات العالمية والافريقية ، آنذاك يا اخواني كان على الجامعة الملكية والمكلفين بالتسيير الرياضي بالمغرب ان يفكرو لما هو قادم ، للمدى المتوسط والبعيد .. ان يعلمو ان ذاك المنتخب لن يظل بتلك الاسماء وتلك القوة لأكثر من 4 سنوات قادمة او اقل وحينها يجب توفير وتجهيز الخلف الذي سيعوض ذلك الجيل .. كيف سيكون ذلك !!
_ تشكييلة المنتخب في 98 كانت تضم في اغلبها لاعبين مخضرمين ولهم تجربة كبيرة وكافية لتؤطر لاعبين شبان كان يمكن الاستفادة منهم وضمهم للتشكيل الاساسي آنذاك تدريجيا لأخذ الخبرة وتوفير الخلف القادر على اتمام مسيرة المنتخب بنفس المستوى ودون تغييرات جذرية تعود بالمنتخب الوطني لنقطة الصفر في كل جيل يمر وهذا ما وقعنا فيه حاليا ونحصد نتائجه لسنوات طويلة ...
_ الاهتمام جيدآ بالمنتخبات الصغرى بجميع الفئات لانها هي النواة الاولى والاساسية للمنتخب الوطني ، عندما يتكون لاعب مر بجميع فئات المنتخب الوطني ويصل للمنتخب الاول يكون آنذاك قد تشبع بعقلية لاعب دولي ويحمل القميص الوطني تكتيكتيا ومعنويا ونفسيا ..
كيف ذلك !!
تكتيكيا : اي ان اللاعب في جميع الفئات التي تدرج بها يشارك في المسابقات القارية ككأس افريقيا مثلا فهو يتعرف على الاجواء الافريقية وما يحيط بها من مشاكل نعلمها جميعا في سن مبكرة وتكبر معه لحين وصوله للمنتخب الاول ، آنذاك عند حمله للقميص الوطني يكون اللاعب قد استأنس جيدا بالاجواء الافريقية ويتوقع اي شيء يحصل في الادغال الافريقية ويتعامل معها آنذاك بخبرة السنين التي قضاها في افريقيا وسرعان ما يجد حلا مناسبا لها لتجاوزها بأقل الاضرار ...
نفسيا : حمل القميص الوطني يا اخواني ليس بالشيء الهين والاعتياد عليه ليس سهلا ، سأعطي مثالا لتوضي هذه النقطة اكثر : نرى هناك العديد من اللاعبين يقدمون اداء جيدآ في مع انديتهم سواء كانو لاعبين محترفين او محليين وعند قدومهم للمنتخب لا نراهم بنفس المستوى بل منهم ما يفقد كل امكانياته وتراه لاعب هاوي بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولا يستطيع حتى تمرير كرة واحد صحيحة في المباراة ، ويقوم البعض بتوجيه السب والشتم في حق اللاعب واتهامه بعدم حبه للقميص الوطني والتشكيك في مغربيته في بعض الاحيان ، في رأيي ان الامر ليس هكذا فاللاعب عند حمله للقميص الوطني وخصوصا عندما تكون المرة الاولى فاعلم انه يحس بثقل كبيير عليه وضغط لا يحس به مع ناديه ، لانه يعلم ان ذلك القميص هو لجميع المغاربة وليس لفئة معينة من الجماهير وهذا ما يجعل اللاعب اكثر ضغطا ولا يقدم كل ما لديه في مباراته الاولى وهنا سأعطي مثالا بالحارس العسكري الذي اعتبره من خيرة الحراس بالبطولة الوطنية ويقدم اداء مميز مع فريقه وكان استدعاؤه للمنتخب عن جدارة واستحقاق ، لكن عند حمله للقميص الوطني في مباراة مالي الودية جميعا لاحظنا الارتباك الذي كان على الحارس والضغط الممارس عليه لتفادي اي خطأ قد يجعل المغاربة جميعا ينتقدوه ، وهو ما حصل فعلا فكثرة التفكير في هذه الامور جعلت تركيزه مشتتا وغائبا عن المباراة وفي اول كرة لا يمكن اعتبارها خطيرة من ضربة خطأ تسجل عليه هدف سهل بامكان اي حارس التقاطه .. انا لا الوم العسكري واعترف دائما انه حارس كبيير انما عدم اعتياده على حمل القميص الوطني والاسباب التي ذرتها سابقا كانت سببا حقيقيا في تلك اللقطة التي شاهدناها جميعا ، لهذا فالاعب او الحارس الوطني تدرجع في جميع الفئات العمرية للمنتخب هي ضرورية وجد مهمة للاعتياد تكتيكيا ومعنويا على تقديم افضل عطاء عند بلوغ المنتخب الاول ...
كما ذكرت سابقا فمشكل المنتخب الوطني اكبر بكثير من مشكل مسير او مدرب او لاعب ، فاذا لاحظتم خلال الموضوع تطرقت فقط لنقطتين ومشكلين من المشاكل التي كان يجب تجنبها وعدم الوقوع فيها وهي : التخطيط للمدى المتوسط والبعيد و الاعتماد على تكوين منتخب يتدرج من جميع الفئات الصغرى للاعتياد على الاجواء الافريقية .. لو اتبعنا هذه السياسة منذ جيل التسعينات او حتى جيل 2004 لما كان حالنا لما هو عليه الآن ، واكيد سنبقى من كبار القارة الافريقية ولن نتلقى هذه الهزائم النكراء من منتخبات لم نكن نسمع عنها من قبل ولا نعلم حتى موقعها في خريطة القارة الافريقة واصبحنا نحقق المجد لها بالفوز علينا وكتابة تاريخها ...
في رأيي الحل الوحيد لتجاوز هذه المشاكل هي :
1ـ تغيير جذري في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم واسناد المسؤولية لأناس لهم خبرة في كرة القدم ويريدون الخير للمنتخب الوطني
2ـ تعيين مدرب وطني في شخص بادو الزاكي بعقد يمتد ل 4 سنوات وتخول له جميع الصلاحيات في التصرف في المنتخب الوطني كما يشاء ويكون المسؤول الاول والاخير عن كل كبيرة وصغيرة واكيد طبعا آنذاك سيكون المسؤول عن النتائج المحصل عليها ..
3 ـ اعلام الوطني يجب ان يكون ايجابيا خلال هذه الفترة ويساند الناخب الوطني والمنتخب الوطني ويدعمه ايجابيا وليس كما نراه حاليا " النفيخ عن الانتصارات الوهمية والسب والشتم عن الهزائم " الاعلام له جزء من المسؤولية ايضا في ما يحصل للمنتخب حاليا ويجب على اعلامنا الموقر مراجعة اوراقع وتقريب الرأي العام من الواقع المعاش ومساندة الشعب في متطلباته ..
4 ـ الجمهور عليه بالصبر ثم الصبر ؛ اللي صبر 15 عام او كثر يزيد يكمل يصبر 20 عام اي لكأس العالم 2018 ، اما بخصوص كأس افريقيا فاذا تحققت هذه الشروط الاربع وتم تطبيقها على ارض الواقع فأكيد ستكون نتائج احسن مما حصلنا عليها سابقا وتحقيق اللقب يبقى طموح وارد .. اما في حالة بقيت الامور على حالها ولم يطبق اي شيء من هذه الامور فأنا اضمن لكم من الآن الاقصاء من الدور الاول في كأس افريقيا القادمة ببلدنا والاقصاء من مونديال 2018 مايحيدوش لينا الطبيب وابصم بالعشرة على كلامي هذا ، لان سياسة الترقيع التي اتخذها مسيرونا كل هذه المدة الفارطة لن تعطي اي نفع للمنتخب الوطني ولو كانت ستعطي نفعا لكنا تجاوزنا لادور الاول في كأس افريقيا وتأهلنا لكأس العالم في احدى النسخ الماضية خلال العقدين من الزمان اي 20 سنة بالتمام والكامل .....
دوزو بخير 
