₪╣ كلام الليل : عندما يتحول مركب الأمل إلى مركب للموت ╠₪
آخر
الصفحة
N-pedro

  • المشاركات: 11969
    نقاط التميز: 19727
خبير المواضيع الهادفة بكووورة مغربية
مشرف سابق
N-pedro

خبير المواضيع الهادفة بكووورة مغربية
مشرف سابق
المشاركات: 11969
نقاط التميز: 19727
معدل المشاركات يوميا: 2.1
الأيام منذ الإنضمام: 5769
  • 16:29 - 2013/03/27

              

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات

 أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد

أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. وبعد . . 

   

  

يسعدني أن أخبر كل عشاق كلام الليل بأن سلسلة "كلام الليل"

أصبحت تضم طاقما جديدا سوف يسهر على تقديم كل ما هو مميز

من مقالات رأي أو تحقيقات أو تعليقات على أهم الأحداث الرياضية

فشكرا للمشرف فرس النهر صاحب الفكرة و لكل من انضم و سينضم إلينا

إن شاء الله و نتمنى أن يحظى عملنا بالنجاح و القبول.

 

عندما يتحول مركب الأمل إلى مركب للموت

تعدد سقوطنا في السنوات و العقود الأخيرة, لكن السقطة الأخيرة كانت الأكثر سوء, كانت أليم ليس لأنها صنعت مجدا لمنتخب كان يصنف أنها مغمور و ضعيف, كانت أليم ليس لأنها كانت غير متوقعة كما يحاول الإعلام تصويرها لنا, كانت أليم لأن مفعول المخدر الذي أعتاد علي استعماله مسؤولون الرياضية في بلدان العزيز قصد تخديرنا لدفعنا للحاق بوهم اسمه النهضة الكروية قد فقد مفعوله و لم تعد تلك الجرعات ذات مفعول يذكر...

 

سنوات طويلة و نحن نسير في صحراء قاحلة لا حياة فيها, حاولنا المقاومة و إكمال المسيرة نحو الحلم, جعلنا من السراب و الوهم مصدرا للأمل, هذه الرحلة تشبه رحلة المهاجرين السريين الذين دافعتهم سنوات العجاف لبحث عن مصدر أمل جديد فكانت الضفة الأخرى هو ذلك المصدر و الدافع للاستمرار, رغم الفقر و المعاناة يحاول المهاجر توفير الأموال التي يحتاجها في رحلته, نرى أباء و أمهات يضحين بكل ممتلكاتهم رغم قلتها ليس من أجل تحقيق مكاسب مستقبلية بل حفاظا عن الأمل الجديد الذي يعطي لفلذة كبدهم القوة على الحياة و الاستمرار, هم يتألمون لان الرحلة خطرة و نتائجها غير مضمونة لأنها قد تؤدي إلى فقدانهم  مصدرهم الخاص للأمل ذلك الابن...

وفرت الإمكانيات المطلوبة و دفعت لبائع الوهم و متاجر في أحلام شباب هذا البلد, فحدد تاريخ انطلاقة الرحلة و مكانهم, و مع وصول الموعد تجمع العشرات من الباحثين عن الأمل, ليجدوا أنفسهم مطالبين بركوب مركب متهالك تملأه علامات الإصلاح أو بالأحرى محاولات إصلاح فاشلة لأنها كانت عبر عن لماسات  صغيرة الهدف منها ليس انقاد المركب بقدر ما كان إرجاعه للبحر في أسرع الأوقات, لم يجد باحثي الأمل أي مفر لدى حاولوا أن يخدعوا أنفسهم و يقولون ليست هذه هي الرحلة الأولى لهذا المركب فقد سبق له أن قام برحلات ناجحة سابقا...

ركب الشباب المركب المتهالك, و ما هي إلا أمتار من الشاطئ حتى انطلقت المعاناة, فتارة قوة الأمواج تدفع المركب بعيدا عن مساره, و تارة أخرى تتسرب المياه إلى الداخل, قاوم الجميع و نجحوا في الوصول لمنتصف الطريق, هنا ظهر مشكل جديد فقد تعطل محرك المركب و توقف في عرض  البحر ففقد قائد الرحلة قدرته على توجيه المركب فالآن التيار البحري وحده من سوف يحدد مسار الرحلة و طولها... لم يفقد شبابنا الأمل بل أمنوا أنهم أصبحوا قريبين من الضفة الأخرى, كل ما عليهم هو انتظار قليل ليتمكن من رؤية الشاطئ ليكملوا رحلتهم سباحة نحو أملهم... طال الانتظار, فتحولت الدقائق إلى ساعات و الساعات إلى أيام, و لم يبقي لشباب إي مؤن فقد انتهى مخزونهم من الماء و الخبز, حاولوا التحمل و الصبر جاعلين من النوم سلحا لنسيان, و حين غرة صدمتهم سفينة ضخمة لم تستطيع رؤيتهم بسبب الضباب و انعدام الإضاءة في مركب الأمل الذي تحول إلى مركب للموت....

 

هذا تمام ما حدث مع سفينة الكرة المغربية, فسنوات من الانتكاسات و النتائج الإيجابية, جعلنا نبحث عن الأمل بل و نخلق الأمل حتى و إن كان غائبا, ففي السنوات الأخيرة كنا نؤمن أننا نمتلك منتخب قوي قادر على تحقيق أحلامنا, و رغم الإخفاقات المتكررة إلا أننا كنا نؤمن أنها مجرد عثرات و أن الغد يحمل لنا ما ننتظره, اشترينا الوهم من بائعيه في الجامعة و المدربين الذين تولوا الإشراف عن المنتخب, فتارة يصورنا لنا الكأس الإفريقية لن تكون إلا من نصيبنا, و تارة أخرى يوهموننا بأننا عائدون للعالمية من جديد بعد سنوات من الغياب, اشترينا الأوهام ليس لسذاجتنا بقدر ما هو اشتياقنا لتحقيق أحلامنا...

رغم أن سفينة الكرة المغربية متهالكة منذ زمن طويل, تعرضت لكثير من الضربات و العواصف, و مع غياب الإصلاح و كثرة الرقع و التي كان الهدف منها عودة السفينة إلى بحر المنافسة في أسرع وقت تجنبا لضغط الجماهيري, فتاهت السفينة في بحار القارة خاصة و أن قائد السفينة لا يملك بوصلة رياضية تمكنه من تسيير الكرة المغربية, و غياب أي مخطط لرحلة جعل السفينة رهينة التيارات الإفريقية, و هدف لقراصنة القارة كبار كانوا أو من الساعيين لصناعة اسم لهم في بحار القارة, فإنتهى بنا المطاف غارقين في هذه البحار المظلمة...

 من المسؤول عن غرق السفينة ؟؟ هل ربان السفينة أو ركابها الذي تجاهلوا حالتها المزرية و اشتروا الوهم ؟؟ لقد غرقت السفينة الآن ... هل سوف نصنع سفينة جديدة أو أننا سوف نخرج سفينتنا القديم من الأعماق و نجري عليه بعض الترقيعات لنعود لرحلتنا في أسرع الوقت ؟؟؟ لقد فشلنا في الاختبارات السابقة, فهل سوف نستفيد من أخطاءنا أما أن الطبع يغلب على التطبع... 

 

لكل الحالـــمين معنا في ركن كلام الليل

لهم منا هذا الوسام :

 

 
الى هنا ينتهي الموضوع
تقبلو تحيات كتاب "كلام الليل"...
أخوكم بــدر
والسلام عليكم 

 ₪╣ كلام الليل : عندما يتحول مركب الأمل إلى مركب للموت ╠₪
بداية
الصفحة