عندما لا نتمكن من تحقيق هدف أو نفشل في إنشاده، يجب أن ندرك أن خطأ ما كان مرافق للفشل، ولا نصدم ...
المتتبعون الناضجون الواعون يعون أننا نتمشى في طريق عليل لا يستقيم، الإنتقاميون يقفون عثرة..أولئك الذين لا يفهمون ماهية كرة القدم المغربية يظلمونها..يضيقون عليها..يحبسونها..يعذبونها..يخذلوننا..
الجالس فوق هرمها ذو صفات صلفة..مشبوهة..يحوم حوله الشك..و يشتغل في إطاره..ولا شيء يمضي بخير كالعادة في بلدنا..
وقد كان الذي قبله اقل منه بطشا فينا و بيننا و في عهده لعبنا مقابلات جميلة و دورة استثنائية و منديالين...
نطالب انصار الماضي بتمرير تيمة الوفاء إلينا و الصبر علينا..قوة الحرمان و النكسات أعيتنا و أخرجتنا من حلقة الصبر..وباب الصبر ضاق..
نطالب أنصار الماضي بأن يحكون لنا حرمانا كان، فما أردانا و جعلنا بين القوم هوانا..
كرة القدم المعربية من السبعينيات حتى نهاية التسعينيات كانت أقل فقرا من حيث الموارد و الإمكانيات و العناية...ومن حيث ضاقت فرجت..
عجبا اليوم لما فرجت ضاقت..إننا إذ نملك أنفسا لا تملك همة..ضاعت القمة..
و كما يقول الحكماء على قدر همّة المرء يعطى..و الداخل دارنا مكروم ما ينقصه شيء حتى شباكنا تعطي ..و لأننا قوم نكرم بدارنا فكيف نخالف نهجنا و نعاند الكرم حتى في ترحالنا..
و ما تركنا لبني طيء اليوم مثلٌ..
و لعمري القبول بمجلس فيه انتقاص لي سذاجة مني، و إني ما حلفت و أقسمت إلا لأنه يقين تركه لنا الحكماء،
و الرضى بفتات الموائد عيب و قدح في و لي..فتنزهت عن التماهي بينهم و العمل من أجلهم،
فإن أحسنتُ شُكرَ غيري..؟و إن ما فشلت فكان المستعلون فوقي ضاربين..تجلدوني ألسنتهم حدادا..
و لعمري إني أنا المغرر به...هذا حال لسانك أخينا الطوسي فتقبل نصحي و لومي...
فأنت من رضيت بأن يكون هذا اسلوبك..و لعقد مبني على وضوح و كرامة و قوة أحق ان يكون من أول يوم ...خير من عطايا تغطي عليهم و يجعلونك شماعة و أهل فشل.
الأقوياء و الجبناء لا يستويان مثلا...
و قد كنت فينا مرجوا قبل الآن، و أحترامك كمواطن مغربي مطلوب، لكن إحترامك كمواطن مغربي مسؤول فيه شك بعد الذي كان و ما سيكون...
نواذر الشؤم طالعتنا، و عربون الفشل قدمته لنا..
الشرفاء من أبناء المغرب لا يتخلون عنه..
حتى لو غرقت سفينته و هاج موج بحره و اختلط هواء صفوه و تعكر مجلسه...
أعلم أن في قرارة نفسك شوق للمجد و العطاء، لكن النية وحدها لا تكفي... الأمور تؤخذ غلابا..
فماذا غالبت أخينا الطاوسي، أرى ان أول شيء يجب أن تكون قد تنبهت له ألا تكون إمعة و مغلوب عليك و ملعوب بك..
المتتبعون يعلمون أنه من يحاول أن يفرض وجوده بين معاشر الاكابر-في الشر- ينفى..فلا زعيم إلا الزعيم.
إلى الآن استمر في مكانك، فمزيدا من الوقت و العمل و ما دامت صفة اللاشجاعة و تخريب المغرب وكرته و الاستفراد بالقرارات و التعيينات المشبوهة و المبرمة على أساس تضخيم الأرصدة ..
فلا مكان لحلم الشعب النبيل في أن يرى المغرب ندا لمنتخبات كنا نتأفف اللقاء بها رأفة بها..وليستمر الحصار لكل شيء جميل في الرياضة المغربية عموما،
حيث الفشل و الفساد و الكساد ..
و على نفسها جنت براقش...
عندما نعلن وجودنا أو نحلم بالعودة نُضرب بقوة..القمة الآن على الأقل بين العرب و إفريقيا شيء أضحى استحالة...
نحن و سيزيف المسكين سيان أو لنقل إثنان.
نترك التنقيط و التقييم لمحليلين أكبر منا و أكثر تجربة ..و نترك التشكلة و الظروف و الطقوس و المرافقات و المتفرقات لمن هم أهل،
فقد كثر الضجيج و السخط...
ولكني لا أترك صفات لا أرضاها..الأمور تبنى على الأساس السليم و العلم و على التربية و الوضوح و التخطيط و احترام الوعود و العهود...مثل هذا هو آفتنا..
و سيستمر الحال بنا على هذا إلى أن يفهم المسؤول و يخرج من أميته و يتعلم في مدرسة الوطنية ..تلك المدرسة التي نحن إليها..حبذا لو رأينا مسؤول احزنه فشله و ندم..
ولما ندم قال: هي لغيري ما دمت فشلتْ.
هو سهل على قوم، و صعب على آخرين..و الطيور على أشكالها تقع..
مؤسف..كلام يخرج من دائرة حزن..كنا نحب أن نكون أكثر سعادة..لكنها مؤممة..وبقرار صلب.