
و أنا أحاول صياغة أسطر و نسج معطيات هذا الموضوع المتواضع تحضرني و بشدة تجربتي في إحدى فرق هوات مكناس و سأحدثكم عن الناحية المالية من منح و تنقلات إلخ كمدخل للتعمق في هذا الطرح المهم جدا للسير قدما بكرتنا و رياضتنا المعطلة منذ سنين... فق كنت أتدرب مع فريق نجم "سيدي باب" الموارد المالية تنحصر في منحة الجامعة الهزيلة و دعم البلدية إن تم منحه للفريق !!المهم التنقلات من جيب اللاعبين لا يوجد غذاء جماعي ومنح المباريات أو "البريمات" إن صح التعبير هي كالتالي : 70 درهم في حالة الفوز و لا شيء عند التعادل. و طبعا الرئيس سيكوون أسعد إنسان في هذه الدنيا إذا ما خسر الفريق ولم يحقق أي نقطة، وبطبيعة الحال ظريبة الخسارة هي التقهقر في سلم الترتيب، بالطبع فرئيس النادي سيمد يده لأخذ تلك الملايين من السنتيمات للأسف من خزينة الفريق لأنه ليس هناك لا حسيب ولا رقيب... هذا مثال من بين عشرات الامثلة التي يمكن ان يعاني منها أي فريق، ويمكن لك أن تتصور حالة باقي الفرق ولك الحرية التامة في إسقاط هذا الوضع على باقي فرق.
عجلة التطور الكروي النائمة
صراحة أؤمن بل و أعلم أن التطور الكروي لا يأتي من فراغ بل يأتي بعد تحقيق تطور وتنمية في المجالات الحياتية التي تمس المواطن البسيط . في بلادنا المغرب نحن أبعد كل البعد عن تسيير الفرق والاستثمار الكروي فيها كشركات، فبكل بساطة فميدان كرة القدم بالمغرب ماؤه عكر وأرضه موحلة وصعب الاستثمار فيه، لأنه لا يوجد اطار قانوني قوي يضمن سلامة الاستثمار، ولهذا فأغلب المستثميرين يخافون مغامرة تمويل الفرق وبطبيعة الحال بدون استثمار لن يكون تقدم كروي ولا مداخيل للنهوض بالفرق الوطنية. اطافة ان اغلب الفرق الوطنية ليس لديها مستشهرين، في غير قادرة على الحصول على مستشهر من اجل الفريق، مما ادى الى خرق اكبر بند في مجال الاستشهار بالمغرب الذي هو وحداوية المستشهر، فكمثال على ذلك فالمجمع الشريف للفوسفاط عليه ان يكون مستشهر فريق واحد بالمغرب لانه قانونيا لا يمكن ان يكون مستشهرا لعدة فرق، لاعتبارات قانونية وتخص ايضا نزاهة وسلامة النتائج الكروية، فهو مستشهر عدة فرق مغربية، وهذا ما يدل على ندرة المادة الاشهارية في قاموس الفرق المغربية.
الامل في المسيرين الشباب
صراحة رأينا بوادر وإطلالات تسيير كروي واقتصادي في المستوى من الرئيس الشاب السيد بودريقة الذي قام بإنشاء جمعية الرجاء " Fondation Raja"، الآن هو مركز على انشاء قناة الرجاء، فهذا المشروع الاعلامي في أشواطه الأخيرة وربما بعد بضعة سنوات سنسمع عن انشاء الرجاء لملعبها الخاص، وهاته المبادرات الفردية والانية من الفرق هو ما نفتقده في بلادنا. فمع الاسف ليس لدينا مسيرون بفكر اقتصادي و دهاء و خبث في سوق البورصة والمعاملات المالية، بل بالعكس فكما ذكرت سابقا في المقال نجد فقط مسيرين خبثاء يتمنون خسارة فريقهم ليتسنى لهم سرقة مداخيل النادي وموارده المالية الشحيحة أصلا !!
المحاسبة وتوفير ارضية الاستثمار الرياضي
ولذلك، لتنمية الموارد المالية وجب أولا تفعيل نص الدستور الذي يربط المسؤولية بالمحاسبة، فلا يعقل أن مسؤول ما كان يمسك زمام الأمور وأعثى فسادا في الأرض بل مص دم اللاعبين والمدربين يخرج من الباب الأمامي ولا يحاسب !!، أين هو التقرير المالي؟ أليس من حقنا تطبيق و تفعيل نصوص الدستور الجديد، وتفعيل اليات المحاسبة؟
ثانيا يجب توفير أرضية صالحة وتسهيل وتعبيد الطريق للمسيرين الأكفاء وجلب المستثمرين و المستشهرين . فكلنا نلاحظ المخاض العسير التي تخوضه معظم الفرق المغربية في كل موسم لتوفير المنح واجور للاعبيها.
ثالثا على الجامعة ان تتحمل مسؤولياتها تجاه الفرق وترفع من قيمة الدعم المالي للفرق وتكون منح الفوز بدرع البطولة او كأس العرش منح محترمة وتجاري ما يتم منحه في الاتحادات الاخرى، وهذا لا يعني ان الفرق عليها ان تبقى مكتوفة الايدي تنتظر حسنة الجامعة بل عليها العمل ايضا على النقاط السابقة التي ذكرنها.
وفي الاخير يجب تنمية الاقتصاد الرياضي وخاصة الكروي فبفضل تنمية هذا القطاع ستنتعش قطاعات اخرى كخدمات النقل، وخدمات الطب الرياضي وخدمات المطاعم والإعلام الرياضي سواء كان المقروء أو المرئي و الإلكتورني كذلك، وسأركز على النقطة الاخيرة لان بتطور الاعلام والنقل التلفزي يمكن ان تتطور موارد الفرق الوطنية اكثر، وتحقق الرفاهية الاقتصادية، وبالتالي لن يصبح مورد الفرق فقط مداخيل الجماهير بل سيتطور الى انشاء العديد من المداخيل، وبالتالي ستلعب الجامعة الملكية المغربية دورها الحقيقي في تنمية الكرة في بلدنا وليس فقط المؤسسة التي تحمل العصا والتفاحة أي انها تقدم فقط المعونة والدعم وتقوم بمعاقبة الفرق.