(ر.أ.ش) : أزمة قرار ..! (المسابقة)
آخر
الصفحة
PSIRIF

  • المشاركات: 36032
    نقاط التميز: 19187
مشرف سابق
خبير في كرة القدم المغربية
خبير الإحصائيات
PSIRIF

مشرف سابق
خبير في كرة القدم المغربية
خبير الإحصائيات
المشاركات: 36032
نقاط التميز: 19187
معدل المشاركات يوميا: 5.9
الأيام منذ الإنضمام: 6084
  • 02:49 - 2013/03/05

بسم الله الرحمــان الرحيم

أعضـاء وزوار كووورة مغربية السلام عليكم ورحمة الله وبركــاته

أزمة قرار ..!

الحياة مجموعة من التجــارب والأختبارات التي تضعنا دائمــا على المحك لأتخـاذ الخطوات اللازمة من اجل الأستمرار و السير في درب النجــاح واللبيب هو من يعرف كيف يتخذ القرار المنــاسب في الوقت المنـاسب، امــا تعدد القرارات  الخـاطئة فأنهـا تؤدي بصــاحبهـا لهلاك محقق وفشل ذريع في الحـاضر اوفي المستقبل.

ولعل احد ابرز الأزمــات التي نعيشهـا في المغرب هي أزمة اتخـاذ القرار المنـاسب لهذا فأننـا لا نبارح مكـاننا من التخبط والأرتجالية رغم عقود من الزمن على الإستقلال فأننـا مازلنـا نعيش تحت ويلات الفقر والفســاد داخل مجتمعنــا ودائمــا مـا نتخذ الفشل رفيقا ابديا لنــا  حتى اصبحنــا لا نقوى على فراقه، اتخـاذ القرارات المنـاسبة هي ثقافة تترسخ في المرئ منذ الطفولة وتنم عن ثقة عـالية في النفس ووعي كبير للأمور ورؤية ثاقبة للأختيارات الصحيحة بعد فحص كل البدائل المطروحة في مختلف مواقف الحياة الكثيرة، وهذه أشياء تغيب عنـا نحن المغاربة حيث قليلا من نتولى مسؤولية اتخـاذ القرار في صغرنــا فدائمـا هنـاك من يقرر بدلا منــا لهذا فنحن غير معنيين اساسا باتخــاذ القرارات انمــا معنيين فقط بنتائج القرارات التي يتخذهــا غيرنــا.

وكرة القدم المغربية هي الأخرى تعـاني مشـاكل كبيرة في اتخـاذ القرارات المنـاسبة من المسؤولين عليهــا فكثير هي نقط القوة التي مرت عليها الكرة المغربية ولم نستطع استثمـارهـا بالشكل الجيد حتى نجني ثمـارهـا مستقبلا وهذا ان دل عن شيئ فأنه يدل على أزمة قرار لذى المسؤولين عن الكرة في البلاد فهم لا يستطيعون تحليل الأمور بالشكل السليم والجيد وبالسبل التي تسمح لهم برؤية الطريق الصحيح وبالتالي القدرة على القيام بالخطوة الصحيحة نحو النجـــاح ، فمنتخب كالمغرب بتاريخه الكروي التليد كأحد المنتخبات الأفريقية السباقة على المستوى العــالمي كـان من المفروض ان يكون الأن قد كسب أرثا ثقافيا كرويا لابأس به من صولاته وجولاته السابقة في الميادين الأفريقية والعـالمية وبالتالي القدرة على فرض أسمه على الســاحة بكل سهولة نظرا لمـا يتوفر عليه من امكـانيات وتجـارب، لكن الذي نراه ان المنتخب المغربي لم يستطع بعد فرض نفسه كاحد كبـار القارة رغم كل السبق والتجــارب التي خــاضهـا من منتصف القرن المــاضي فإنه لم يبــارح مكــانه ولم يستطع استثمــار كل هذه الأشيــاء في مصلحته وهذا بسبب عدم توفر مسؤولين يستطيعون اتخــاذ القرارات المناسبة وأستخلاص الدوس بالشكل الجيد.

حتى عندمــا فكر المغرب في تنظيم تظـاهرات كروية اتجه بشكل مبــاشر لتنظيم كأس العــالم حيث من  1994 وهو يصــارع من أجل ذلك الشرف في الوقت الذي نرى ان بلدنا غـائب تماما على المستوى الأفريقي ويفتقد لتجـارب في التنظيم قاريا فكيف يمكنه استمالة الفيفا لتنظيم تظـاهرة من حجم كأس العــالم ، وكثيرة هي الأشياء الأخرى التي تظهر مدى التخبط الواضح في قبة القرار المتحكمة بالكرة المغربية فأي بلد يمتلك مواهب كروية كالتي يمتلك المغرب وله سيولة مـادية ضخمة كالتي توفر لكرة القدم المغربية وجماهير كروية عريضة كالتي عندنا فأنه من الأكيد كـان ليكون له شأن كبير على الســاحة الكروية العــالمية فما بالك بالقارية لكن واقع الحــال في المغرب يبين و بوضوح أن هنــاك أزمة في اتخـاذ القرارات المناسبة والقدرة على البنـاء السليم والتخطيط بالشكل الصحيح للإستثمار كل المحطـات والتجـارب من اجل مستقبل كروي مغــاير ليبقى الأعتمــاد دائمـا وأبدا على صدف تجود بهــا الأيــام لتضيئ سمــاء الكرة المغربية وتدخل قليلا من السعـادة العــابرة على قلوب المشجعين المتيمين بالكرة حتى الثمالة.

ويبدو التخبط والأرتجــالية والفشل الذريع في صنع القرار المنـاسب وصياغته بالشكل الصحيح هو تقليد مـا يزال مستمرا داخل دواليب الكرة المغربية لوقتنـا هذا فالمتأمل للوضع الحـالي للمنتخب المغربي يرى ان هنـاك استحقاقات كثيرة  منتظرة خصوصا وان تصفيات المونديال على الابواب و تدخل غمـارهـا الحـاسمة ناهيك على كأس الأمم الأفريقية 2015 والتي ستقــام بالمغرب والتي نحتاج فيهـا الكثير من الوقت لأعداد منتخب قادر لكي ينافس على اللقب فوق ارضنا وامام جماهيرنــا، الا انه هذا يبدو غـائب عن مخيلة الجــامعة حيث انهـا وقعت عقد لمدة سنة مع رشيد الطـاوسي وهو العقد الذي سينتهي مع متم شتنبر المقبل ومع ذلك فأن الأخير لا يجد بدا من الخروج والتحدث على كأس أفريقيا القادمة رغم ان عقده ينتهي قبل ذلك بكثير  فلا نعرف كيف يكون كل هذا التخبط داخل جامعة تدعي انهـا تريد البنـاء لمستقبل يبدو كثيف الضباب وتنعدم فيه الرؤيا بشكل تام.

وعلى ذكر الطـاوسي فهذ الأخير ايضا اظهر عجزا كبير في اتخـاذ القرارات السليمة والتي يدعي انه يؤمن بهـا فرغم كل مـا يطرب بهـا اسمـاعنـا على شاشات التلفاز والأمواج الأذاعية من معــايير دقيقة وجـاهزية وأشيـاء كهذه الا ان المتأمل لإختياراته فأنه يجد انهــا تبدو متناقضة تماما لكل هذه الأشيـاء التي يتحدث عنهـا رشيد الطـاوسي بل انه بعد كأس أفريقيا انتقد نفسه بنفسه عندمــا صب جام غضبه على اللاعبين الذين كـان هو من اختارهم ونادى عليهم لتعزيز صفوف المنتخب دون اغفال بعض المعسكرات العجيبة لرشيد الطــاوسي والتخبطات التقنية اثنــاء المبـاريات ، هذه المبـاريات بدورهــا لا تخلو من بعض القرارات الغريبة من اللاعبين الذين يعتبرون ايضا ضمن نفس المنظومة الكروية التي تتخبط في عدم القدرة على اتخـاذ القرار المناسب فاللاعبين بدورهم يجدون مشاكل في اتخـاذ القرار المناسب اثنـاء المبـارة فكثيرا مـا يكون القرار الصحيح عند اللاعب هو التسديد لكنه يفضل التمرير وعندمـا يكون عليه التسديد يفضل التمرير فتغيب النجـاعة بسبب هذه الأشيــاء وقد رأينـا في كأس افريقيا الأخيرة كيف اضاع يوسف العربي كرة التأهل عندمـا لم يستطع اتخـاذ القرار الصحيح والمنــاسب.

 

أعتقد ان أزمة القرار التي تعيش فيهــا المنظومة الكروية المغربية بكل مكونتهـا هي احد ابرز الأسباب التي ادت إلى هذا الفشل والأنحطـاط الذي تسبح في مستنقعه ، فالمسؤولين لم يستطيعو بعد الأستفادة من الدروس الكروية السابقة ولم نستطع بعد تكوين أطر مختصة في التسير الرياضي  رغم انه كـان مفروض ان نمتلك مسيرين بمستوى عــالي بالنظر لما توفر لنــا من تجارب وخبرات سابقة و ارث كروي ثري ،فالمغرب من البلدان الأفريقية الأولى التي مارست كرة القدم ونافست على العالمية، ويبدو اننـا ان استمرينـا على هذا الحــال فأن الأيــام القادمة لن تختلف كثيرا عن الأيــام الماضية حيث لا نمتلك القدرة على أستثمــار النجـاحات التي تتاتي لنـا بين الفينة والأخرى ولا نستطيع استثمــار كل مــا نتوفر عليه من مواهب وامكـانيات مـادية وجمــاهيرية من اجل كرة قدم من مستوى عــالي ومن اجل منتخب له اسمه ومكــانته مع كبــار القارة.

 

 

 (ر.أ.ش) : أزمة قرار ..! (المسابقة)
بداية
الصفحة