وقف قبالتها بشموخ جبل و شفتاه ترتلان خفايا قلبه ..أما هي كانت تراقب ذاك المشهد المحير بعين مخيلتها..
فوجدت نفسها تخطو بتثاقل نحوه..على استحياء و كأنها لا تعلم من أمره شيئا تقدمت ..تقدمت نحوه في خشوع الأزمنة الغابرة و دقات قلبها تتسارع ، انحنت أمامه ..
ارتعشت في محرابه و هي تتبرك!!..أحست بسكينة تجتاحها و متعة الروح و هي تستريح بين دروب تلك الأبجدية ..تراتيل ..سمفونية و لوحات ..و زمن عشق ..
لم تكن في عجلة من أمرها بل استرخت واستمتعت ..فجأة دق جرس نهاية غير مرتقبة، فاعتلتها قشعريرة ..أحست بزمنين تداخلا في قلبها و هما الآن يتجاذبان..
زمن المتعة و الفرح و زمن القحط و الرحيل! ..
انتبهت يمينا كان المحراب تتلاعب به أمواج تسونامي العشق ..نظرت شمالا كل أسراب النوارس كانت تتهيأ للرحيل ..استدارت الى الخلف كان الغسق وحده شامخا..
حملقت أمامها ، كان الضباب يترنح ..و قطرات مطر تغازل الوجود ..و حبات رمل و علامة استفهام في حجم أسطورة..و الأرض وحدها شاهدة كيف يولد من رحم الليل وجه الغسق
و جسد الصقيع ..أما هو ذاك الولي الصالح لم يبق له أثر ..أدركت أنه رحل في غفلة منها و تركها تجوب دروب الضباب ..
فطفقت تدندن على نغمات جرحها المسافر و لوعة الوجع ..خمنت أن هذا الوجود فارغ في غيابه..
أطلقت العنان لدموعها عساها تطفيء حر فراق ظل يسكنها منذ أمد بعيد و تطرد لعنات زمن وحدتها القاتلة...
بقلم : حرف عاشق
