
السلام عليكم

منذ مدة ليست بالقصيرة وأنا أتابع هنا في منتدانا الغالي سجالا يكاد يكون عقيما وغير ذي معنى
بين من له الأحقية في حمل القميص الوطني ؟ هل المحترف أم المحلي ؟؟
ما هذا ؟ وأي كلام هذا أيها الأفاضل المحترمين ؟
أتريدون منا أن نذهب في هكذا نقاش إلى درجة أن نصل للقول عن ماهية الأحقية في تمثيلنا كرويا
بين البيضاوي والمراكشي والفاسي والرباطي والسوسي والريفي ووووو.. الخ ؟
أأصبحنا نوزع صكوك الغفران حسب الأهواء والميولات الذاتية ؟
أليس الوطن للجميع ؟
ألسنا كلنا مغاربة مهما رمت بنا الظروف أو لقمة العيش هنا أو هناك ؟؟؟؟؟؟
إخوتي الأفاضل تعالوا لننبش في بعض الذكريات علنا نستشف منها ما يفند هكذا طروحات لا
أتمنى شخصيا أن تكون موضوعا لبحثي ولا نقاشي في القادم من الأيام ...
لكون هكذا كلام حان الوقت أن نترفع عنه وعلينا ممارسة النقد على لاعبينا ومدربينا وجميع
المتدخلين الكرويين حسب الجهد والعرق والعطاء فقط لاغير وفقط لاغير

كما سبقت لي الإشارة في مواضيع سابقة كوني بدأت أتابع منتخبنا الوطني منذ سنة 1979
وبالضبط ابان المباراة سيئة الذكر التي انهزم فيها منتخبنا الوطني في الملعب الشرفي بالدار
البيضاء والذي يسمى اليوم مركب محمد الخامس أمام المنتخب الجزائري بخمسة أهداف لهدف
ولعلم المدافعين عن اللاعبين المحليين فالتشكيلة التي انهزمت آنذاك كانت جميعها من المحليين
ابتداء من حارس المغرب الفاسي الهزاز وانتهاء بنجم الكرة المغربية آنذاك والمحمدية الرائع
أحمد فرس ... فهل بالنسبة لمن تواجد في ذاك الزمن أن يقول أن علينا التخلص كليا من
اللاعبين المحليين ؟؟؟ ولو افترضنا جدلا أنه تمت اإستجابة لهكذا طلب، هل سنجد في
ذاك الزمن لاعبين محترفين بنفس الوفرة-لله الحمد والشكر- التي نتوفر عليها اليوم ؟؟

عاد منتخبنا الوطني بعد تلك الفترة الحالكة لينبعث من جديد ، وبدأ في تلمس أولى خطواته
نحو الوهج والألق حيث شارك في السنة الموالية بكأس إفريقيا 1980 بنيجيريا واحتل الصف
الثالث وفاز لاعبنا المحلي الجناح الفتحاوي خالد لبيض بلقب هداف الدورة بثلاث أهداف ، وبدأت
الرحلة ولكن مسارنا التأهيلي لكأس العالم 1982 توقف في المحطة الأخيرة بعد انهزامنا
في القنيطرة أمام الكامرون بهدفين لصفر وفي العاصمة الكامرونية ياوندي بهدفين لهدف ، هذا
الهدف سجله المحترف المغربي الوحيد حينئذ مصطفى يغشا الذي كان يلعب بنادي غراشبورز
السويسري ... فهل نقول أن علينا الإعتماد على المحترفين دائما لكون من حفظ لنا ماء
الوجه في ياوندي هو محترف ؟؟؟
بعدها بسنتين شارك منتخبنا الوطني في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بالدار البيضاء وكان
مشكلا في مجموعه من المحليين واستطاع ذاك المنتخب أن يحرق الأخضر واليابس وفاز
بالميدالية الذهبية بعدما سحق نظيره التركي في النهاية بثلاثية نظيفة ... فهل نخالف اليوم
كلامنا عن منتخب 79 ونقول علينا فقط الإعتماد على المحليين ؟؟؟؟ ...
بعد ذلك بسنة بدأت إقصائيات الألعاب الأولمبية بلوس انجليس 84 وكأس العالم بالمكسيك
86 وكان منتخبنا خليط من المحليين بقيادة الظلمي والزاكي وبودربالة والحداوي ، والمحترقين
ميري كريمو ومصطقى كريمو وأمان الله وحققنا التأهل للتظاهرتين معا ، وكان لنا حضور
خرافي في كأس العالم بالمكسيك وسجل أهدافنا خيري من الجيش هدفين وكريمو من باستيا
الفرنسي هدف ... فبماذا سيطالب أصحاب الفرز هل بالمحلي أم المحترف؟؟؟
سأعرج الآن بعجالة على سنوات التسعين حين تأهلنا لكأس العالم بأمريكا 94 وفرنسا
98 وكأس افريقيا ببوركينا فاصو 98 ، وتذكروا معي جيدا نجومنا حينذاك كماتشو
بصير مصطفى حجي أحمد البهجة وووو وابحثوا عن أين كانوا يلعبون ،هل في بطولتنا
المحلية أو في الإحتراف ؟؟؟ ووزعوا بعدها أيها الموزعون صكوك الغفران على الشرق
والغرب وستكتشفون بعد فوات الأوان أنكم أعطيتم صكا لمن كنتم تعتقدون أنه من
الذين عنهم تدافعون فتبين لكم غير ما كنتم تظنون ...

في كأس إفريقيا 2004 والتي تألق فيها منتخبنا ألقا لا ينسى ولن تمحوه ذاكرة الأيام ...
عودوا أحبتي الكرام للبحث في غوغل إن نسيتم بعض الأسماء ،فستجدون أن الجهد والعرق
والدفاع المستميت عن اللونين الأخضر والأحمر قام به لاعبون لم تسنح لهم ظروف الأيام
أن يزدادوا في كنف الوطن ولكن الوطن ما خرج من ذواتهم ولا أنفاسهم ولا سحنات وجوههم
الحاملة لكل عبق المغرب وروح المغرب وتراب المغرب وشمس المغرب التي لفحت
وجوههم أثناء تكوينهم في بطون أمهاتهم خارج الديار ...

اليوم نتوفر حامدين الله وشاكرين له فضله ومنته وعطاءه على المئات من اللاعبين المحترفين
وفيهم الغث وفيهم السمين ، وفيهم الألمعي وفيهم ما دون ذلك ، ولكنهم جميعا جميعا جميعا
يموتون حبا وعشقا ووفاء وعطاء لأرضهم الأم ... صحيح أننا في بعض الأحيان نغتاظ من
العطاء الكروي لهذا أو ذاك ولكن علينا أن نظل مركزين وواعين في كون لا أحد باستطاعته
أن يكون دوما في قمة العطاء ... وهاكم مثالا ساطعا منذ أيام حين التقى الميلان مع البارصا
هل شاهدتم كيف تاه ميسي وإنييستا وتشافي ... هل في كل عالم الكرة لاعبون بمستوى
هؤلاء ؟ أكيد أنهم الأروع والأمثل والأكمل ولكن تأتي أيام سود يغيب وهج هؤلاء ويصبحون
في منتهى التواضع وقلة العطاء ...
فهل نلوم نحن الحمداوي إذا نقص عطاؤه يوما ؟ وهل ننسى مافعل ذات زمن غير بعيد؟
هل ننكر أن بوصوفة كان نجمنا المدلل إلى حدود الأمس القريب؟ هل ننكر ما فعله الرائع
الكبير الشماخ طوال مسيرته مع المنتخب؟ ما السبب في إبعاد وإقصاء النجم الفذ نبيل درار.؟
وهنا سيذهب بي الحديث لأسباب أخرى لكثير من الحيف الذي يلحق بعض كبار نجومنا في
الإحتراف ؟ ألم يكن نجمنا الأول في الكان الأخير هو برادة وعدوة والحافظي وبن عطية
ولمياغري ؟ فمع من ستكونون ؟ مع المحلي أم مع المحترف؟

نحتاج لللجميع وعيب كل العيب أن نقصي أيا كان لمجرد أنه هنا أو هناك ؟؟
إنني الآن وأنا أكتب هذا الموضوع تذكرت اللاعب الفذ عادل تاعرابت الذي أعتبر مكانه موجودا
في المنتخب وهو يحتاج فقط لبعض التوجيه النفسي والسيكلوجي لصغر سنه واندفاعه الشبابي
الكبير الذي لاعلاقة له بالمطلق بحبه أو عدم حبه لبلده وألوان بلده ... ولعل لنا في
الرائع ريغاتان خير مثال على الإنتماء حيث أن هذا الشاب الصغير لا يترك فرصة مهما
كانت الصغيرة على التعبير عن لهفته التي ليس لها حدود في حمل قميص الأسود ...

رجاء أيها المحترمون كفانا فتحا لهكذا نقاش لن تستفيد منه كرتنا غير الشتات والتفريق
والشك الذي لا معنى له إطلاقا
فنحن نحتاج لكل أبناءنا وإخوتنا في كل وقت وحين
ونحمد الله كثيرا أننا نتوفر على محليين قادرين على العطاء الكبير وعلى محترفين يحسدنا عليهم
الجميع ...
أتمنى صادقا أن أكون قد وفقت في إيصال فكرتي الصادقة للجميع

مع احترامي وتقديري لكم جميعا أيها الأفاضل |