
أحيانا يحتاج المدربين إلى وقت ودقة في الملاحظة لتحليل المباريات سواءا في نفس وقت المباريات أو بين الشوطين أو حتى قبل المباراة كدراسة للخصوم , ولكن قراءة اللعب وهذا التحليل يمكن أن نقسمه إلى عارضتين أساسيتين وهما
- التحليل الجوهري
- التحليل على الملعب
1- التحليل الجوهري
التحليل الجوهري يكون الغرض منه الوصول الى قاعدة أساسية بعد دراسة ظاهرة أو مجموعة من المفاهيم الكروية المتعلقة بفريق ما وهذا الأمر يحتاج إلى إحصائيات وأرقام ذلك الفريق ,والإرتكاز على عدة هينات من الدراسات مثل :
- التركيز على اللعب الهجومي أو الدفاعي وذلك بدراسة بعض الأمثلة لحركات اللاعبين الهجومية والدفاعية
- التركيز على تحليل الفريق ككتلة
- التركيز على تحليل مباراة واحدة للفريق
- التركيز على تمرين معين وهو غالبا ما يكون نقطة ضعف الفريق مثل الكرات الثابتة أو المشاكل الدفاعية في العمق أو الأطراف .
هذا التحليل في الغالب يكون بمثابة محاضرة من المدربين وهو يكون بعيد كل البعد عن الملعب أي يعتمد على ما هو نظري وليس تطبيقي ولكن تبقى أهميته كبيرة خاصة وأن التركيز يكون مطلوب من الجميع وأيضا يكونون مطالبين بطرج خلاصة لما جرى من تحليل من المدرب ويستنتجون المغزى وراء ذلك التمرين أو التحليل بمصطلح أخر فهذ العمل لهو بحث عن تقوية الجانب الخاص بالملاحظة عند اللاعبين وهو بحث عن خلق الإنسجام بين قدرة اللاعبين البدنية وقدراتهم العقلية لاستخلاص أهم المشاكل ومعالجتها .
2- التحليل على أرضية الملعب
هذا الإختبار الثاني للمدربين أو ما قلت عنه بالتحليل فهو يكون ميداني وهو يسمح بتحديد أبرز المؤهلات التي تساعد الفريق في النجاح على مستوى الموسم وأيضا يعطي للمدرب نظرة خاصة عن ما يملكه من لاعبين وما مدى قدرتهم على المنافسة طوال الموسم الكروي . المدرب يكون مطالب بعمل معاينة للفريق وإعطائهم التعليمات لعمل مباراة فيما بينهم ويلعب هو دور الملاحظ لكي يستخلص أهم نقاط القوة في الفريق وأيضا نقاط الضعف وبعد ذلك التمرين يكون المدرب مطالب بالحديث مع لاعب لاعب ومحاولة البحث عن تحسين تحركاتهم وأيضا البحث عن التطوير في نفس مركز اللاعب أو تغييره بمركز أخر يراه ملائم له .
وهذا الإختبار الميداني ممكن أن نقسمه إلى :
- اختبار تجهيز مباراة وهو الذي يكون الغاية منه العمل المكثف تجهيزا لمباراة حاسمة للفريق وفيه يلعب المدرب دورين أساسيين في هذا الإختبار يكمنان في الدور النفسي وهو اللعب على تحفيز الفريق معنويا ومحاولة رفع الضغط عليهم وأيضا دور ميداني يكمن في العمل على تقوية نقاط القوة وتخصيص تمارين تتعلق بنقاط ضعف الخصم والتركيز عليها .
- اختبار تكوين فريق وهو اختبار لطالما نراه حينما يكون هنالك مدرب جديد بالفريق وفيه يبحث المدرب عن دراسة أحوال الفريق وعن التكتيك المناسب الذي ينفعه لذلك الفريق فضلا عن بحثه عن تطوير مراكز اللاعبين وتغيير بعضها اذا ما اقتضى الأمر .
- اختبار انسجام في هذا الإختبار المدرب يحاول أن يلم شمل الفريق وخاصة إذا ما كانوا يعانون من مشاكل في الإنسجام فيما بينهم وخاصة حينما يكون هنالك انقسامات بين الدفاع والوسط والهجوم وهنا المدرب يركز كثيرا ويكثف من تمارين اللعب بالكرة وبدونها ويركز على تقليل المساحة بين كل فترة وأخرى حتى يعطي للفريق أكثر إنسجام وحتى ينمي عندهم قدرات التحرك بالكرة وبدونها وأيضا الإسنجام والمرونة في الملعب .
- اختبار خاص وجزئي ويتعلق بجزء من مباراة ما , هذا الإختبار كما تحدثت عن جزء منه في السابق فهو يعني التدريب على خلل ما في الفريق إما في الكرات العرضية أو الدفاع او في الوسط او الهجوم وبالتالي فان المدرب وبعض المرور من المرحلة النظرية يحاول ان يطبق ما فات في الميدان وبالتالي فهو يبحث عن ما يمكن أن يستخلصه اللاعبون مما سبق في التمارين النظرية .
بعد ما قلناه هو الدور الجوهري للمدربين والعمل النظري والتطبيقي بالتمارين فقد حان الوقت للإنتقال لوقت الجد أي وقت المباريات ودراسة بعض الحالات التي يمكن أن يسقط فيها أي مدرب لكل القدم في المباراة سواءا في شوطها الأول أو بين الشوطين أو في الشوط الثاني حتى لا نتعلق بالأساس بالمقولة التي تقول شوط اللاعبين وشوط المدربين وهي التي لا أرى لها أي صحة بحيث المباراة كلها للمدربين واللاعبين ولا يوجد أي تقسيم والمدرب قادر على قلب المباراة في الشوط الأول أو الثاني أو بين الشوطين ةذلك ارتكازا على المشكلة التي قد يقع بها وتركيزا على رد فعله السريع أو البطئ . |

لدراسة كل تلك الحالات التي سأتكلم عليها سوف أخذ المنتخب المغربي كمثال لفريق يلعب وسأحاول أن أضع عليه كل التغييرات التي سأتحدث عنها
لمياغري
برغديش بنعطية كوثري شاكير
الاحمدي عدوة
السعيدي بلهندة مرابط
الحمداوي
الاحتياط
- الخاليقي
- القنطاري
- هرماش
- القديوي
- العربي
-بلغزواني
- الشافني
- الحافيظي
الحــــــالة الأولــــــى : الفريق محاصر في منطقته والخصم مركز هجوماته عليه ولا يسمح للفريق بالخروج وبناء الهجومات .
في مثل هذه الحالة فإن المدرب يكون مطالب بالتدخل السريع وبالتالي فهو يلعب على رفع البلوك الدفاعي للأمام لأن أي استمرار لتلك الحالة والعمل على التشتيت العشوائي للكرات خارج منطقة الجزاء يعني أن الخصم سيسجل لا محالة , وهنا المدرب يكون أمامه عدة حلول للخروج من هذا المأزق ومنها
- تغيير مراكز اللاعبين وخاصة أولئك الذين يعانون من مشكلة الضغط في الملعب وغالبا ما يركز الخصم على جهة من الملعب لبناء هجوماته وهنا تكون تعليمات المدرب صارمة لتغيير المراكز فيما بين اللاعبين فمثلا لو كان الأمر يتعلق بالجانب الأيسر لدفاعات المنتخب المغربي فيمكن للطاوسي أن يطلب من الكوثري التحول لظهير أيسر ويتحول عدوة إلى قلب دفاع ثالث قريب من الوسط أي ممكن أن يعطي تعليمات للسعايدي بتشكيلة زيادة عددية في الدفاع ومساندة برغديش في الدفاع .
- التنويع في التكتيك أو ما يصطلح عليه بالمرونة وهنا يلعب المدرب على حركية اللاعبين داخل الملعب وبالتالي فإنه يطالب من لاعبي الوسط البحث عن مساندة الدفاع من الخلف بالاضافة الى فتح الملعب من المهاجمين وخاصة قلب الهجوم الأول الذي سيكون مطالب بالبحث عن اخراج الخصم من مناطق دفاعات المنتخب المغربي وذلك بالبحث عن أخطاء قريبة من منطقة جزاء الخصم وهنا المدرب سيبحث عن تكسير اللعب ولربما يلجأ أحد اللاعبين بالتوهم بالإصابة حتى يكسر الرثم .
ومن الممكن أن يلجأ المدرب لإقحام مهاجم إضافي مثل العربي بجانب الحمداوي وذلك بحثا منه عن زيادة عددية هجوميا وهنا سيواجه ضغط الخصم بتكتيك هجومي مضاد أو سيبحث عن إقحام صانع ألعاب إضافي أو لاعب في الوسط مهاري يجيد الإحتفاظ بالكرة في المساحات الضيقة وذلك بحثا عن تحرير المدافعين من ذلك الضغط الرهيب وتغيير إيقاع اللعب وممكن أن يكون الخيار بلغزواني في الوسط أو البحث عن لاعب سريع عبر الاطراف وتحول اما السعيدي او لمرابط للوسط الهجومي وبالتالسي سيكون الاختيار بين الحافيظي والقديوي .
هذا الإختيار او المجازفة الهجومية من المدرب يجب أن يتبعها تغيرات تكتيكية عالية المستوى في الفريق لأن إقحام مهاجم إضافي يعني سحب جناح أو لاعب وسط مثله مثل الوسط الهجومي وبالتالي سيكون هنالك دور كبير مضاعف على لاعبي الوسط من الناحية الدفاعية حتى لا يختل توازن الفريق .
الحــــــالة الثـــــــانية : الحظوظ متساوية في الملعب ولكن لا يوجد أي خطورة من الفريق
الحل هنا يكمن في تحسين الفعالية الهجومية والتنويع في الهجومات , التراتبية التي يمكن أن يدخل فيها الفريق لا من ناحية بناء اللعب ولا حتى تشكيل الهجمات قد يعطي للخصم مناعة في التصدي للفريق والتقليل من خطورة هجماته وهكذا مناعة حينما تتكرر مثل هذه الهجمات بنفس الحدة ونفس الطريقة فإن الخصم يرفع البلوك الهجومي عنه شيئا فشيئا إلى أن يصل الى مرحلة الند للند وبالتالي يتحول من الدفاع للهجوم .
المدرب في هذه الحالة يطلب من المهاجمين حركية أكثر ويعطي لخط الوسط تعليمات بالتنويع في التمويل الهجومي وصناعة اللعب من العمق والأطراف وأيضا إذا ما استعصى الأمر على المهاجمين فهم مطالبين بتجريب التسديد من خارج منطقة الجزاء أيضا إذا ما عانوا أمام كثافة الدفاع في منطقة الجزاء أو البحث عن الكرات العرضية كمحاولة لفتح اللعب من الأطراف .
هنالك حل أخر يلجأ إليه المدرب وهو الذي يكمن في تغيير أماكن المهاجمين والبحث عن الخروج من الخمول داخل منطقة الجزاء , خلق الحركية في منطقة الجزاء يعني تشويش خطوط الدفاع وفتح ثغرات وجلب المدافعين إلى خارج منطقة الجزاء مما يفسح لمهاجمين أخرين باستغلال تلك الثغرات .
هنالك حل ثالث قد يلدأ إليه المدرب وهو تغيير لاعب بلاعب وبالتالي يسحب لاعب من الوسط ويقحم مهاجم أو يضيف لاعب أخر بمواصفات هجومية في الوسط وهذا الحل قد يشكل مجازفة هجومية ولكنه مع هذا التغيير سوف يغير الحالة الدفاعية للفريق وسيطلب منهم رفع البلوك الدفاعي للأمام حتى يضيق المساحات على الخصم ويغطي على نقاط ضعفه التي قد تنتج بسبب سحب لاعب الوسط الدفاعي وأيضا حتى يسيطر أكثر ويقترب أكثر من منطقة دفاع الخصم .
أما في الحالة التي يكون فيها فريقك متخلف في النتيجة وعلى الرغم من كل هذا لا يوجد أهداف فإن المدرب يكون مطالب برد فعل سريع وهنا سيظهر بمجازفة أكبر وبالتالي ممكن أن يلعب فقط بثلاثي في خط الدفاع عدوة والكوثري وبنعطية ويخرج كل من برغديش وشاكير ويقحم بلغزواني والحافيظي وهنا المدرب سيلعب ورقة الكل للكل وستحول من الـ4-2-3-1 إلى 3-4-3 هجومية بحيث سيتحول بلهندة للخلف ليشارك بلغزواني والاحمدي مهام وسط الميدان بينما سيتقدم كل من الحافيظي والسعيدي للأمام بجانب الحمداوي في حين أن لمرابط سيلعب حر في الوسط الهجومي حتى لا يفقد المنتخب نكهة صناعة اللعب من الأمام بالموازاة مع الخلف في الوسط الدفاعي .
الحالــــــــة الثالــــــثة : الفريق متقدم ويعاني من هجومات الخصم وبحاجة للحفاظ على النتيجة
في هذه الحالة سيلعب المدرب بكل تأكيد على تقوية الجانب الدفاعي واللعب على المرتدات الهجومية ولكن يبقى التوقيت الذي يوجد به الفريق في المباراة
إذا كان الوقت قريب من النهاية فلا مشكلة أن يسحب المدرب مهاجم ويقحم مدافع لانه سيكون أمامه وقت قصير للدفاع وحتى وإن لجأ للتشتيت والكرات العشوائية فهي استراتيجية للحفاظ على النتيجة من جهة وتضييع الوقت المحدود من جهة أخرى . اما في الحالة التي يكون فيها الوقت طويل أمام الفريق فعلى المدرب التفكير في شيئين خاصين بالفريق الخصم ويحدد هل هذا الضغط هو :
ناتج عن مجهودات جبارة من الخصم وبالتالي يعتبر وقتي ولن يدوم لمدة طويلة
أو أنه ضغط سيرتفع نسقه كلما استمر من الخصم .
اذا كان الأمر يتعلق بالحالة الأولى فعلى المدرب أن يطلب من الفريق الإستمرار في المقاومة دون أن يغير شئ في تكتيك الفريق لأنه يعلم أن هذا الضغط سيتلاشى مع الوقت أما اذا كان الحالة الثانية فسيكون على المدرب الرفع من وثيرة الدفاع وبالتالي سيطالب من الجميع المشاركة في الدفاع انطلاقا من المهاجمين وهطذا فان البلوك الدفاعي للفريق سيكون منخفض وسيكونون مطالبين بالاعتماد علىا لسرعة في التنقل من الدفاع الى الهجوم او ما يقال عنه بالهجمات المرتدة لانه سيبحث في المرتدات عن قتل حماس الفريق وانهاء المباراة .
الخطأ الذي يقع فيه أغلب المدربين والشائع هو أنهم يقوون الجانب الدفاعي بإخراج مهاجم وإقحام مدافع وحينما يعود الخصم في النتيجة فإن ذلك التغيير يعود بالسلب على الفريق ويفقدون مهاجم فعال في الأمام وسيكون هذا المدرب مطالب بتغيير جديد هذا إن تبقى له وبالتالي ليس من العجب أن يقحم المدرب مهاجم أو لاعب يجيد التحكم بالكرة في تلك الفترات التي يعاني فيها الفريق من الضغط حتى يخرج من مشكلته الدفاع لا يعني الإمثتال للخصم في منطقتك وكما قالوا خير وسيلة للدفاع فهي الهجوم .
