
بسم الله الرجمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أعضاء وزوار ومشرفي كووورة مغربية

ܓܨ مفهوم المحلــية والعالميـة والجهـل المغربــي المقرف..!!! ܓܨ

إن فهمنـا الشـاذ للعالمية من أحد الأسباب التي جعلتنـا نتذيل جميع القوائم الصادرة عن المنظمـات الإجتماعية أو الرياضية أو الإقتصـادية . بل إننـا نجهل جهلا تامـا ماهية المحلية ودورهـا الأساسي في رسم معالم العالمية . لقد علمنـا التـاريخ وعلى مدى سنوات خلت أن الرجـال العالمين الأكثر شهرة أو إبداعـا وأحد اللذين لم يستطع التـاريخ أن ينساهم هم الأكثر إنغلاقـا حدا الثمـالة في محليتهم . لقد إستطاعوا بطبيعة الحـال تسخير محليتهم في أفق الهيمنة المستقبلية على العالمية بكل معانيها الجميلة و المختلفة . لا يعني الإنغلاق في المحلية هي رجعية وتخلف وضـلام بل العكس فهي أحد مفاتيح النجـاح فالمنطق يقودنـا إلى طرح تساؤل بارز ومشروع كيف يمكننـا أن نصبح عالميين ونحن لم نستطيع بالكـاد أن نفرض محليتنـا ؟ فالعمل بعكس القاعدة يطبع على عقولنـا خاتم الغبـاء والسذاجة في أحلك تجلياتها بل إنه العشق اللامحدود للهواية والإنحراف.

نحن دائمـا ما نلعن الضلام صباح مساء في صور حزينة ودراماتيكية ولا نحـاول حتى أن نضيئ ولو شمعـة لنطرد به هذا الضـلام البائس والخفافيش التي تتطفل على رياضيتنـا حيث قلدوا علينـا أنفسهم رغمـا عن أنفونـا وفرضوا ووضعوا أجندات حمقـاء خدمة للرياضة كمـا يدعون حيث أن بين هذا الإذعاء والأفتراء على المواطنين تبقى شمس الحقيقة ساطعة وعلى مرأى الجميع . لا يستطيعون أن يخفوا قصص النجـاح التي تملأ العالم بأسره والشـاهدة على عظمة السياسات والرجالات الذين وضعوا خطط نموذجية ومثـالية يطبعها الضمير الإنسـاني والعملي والمواطنة الحقة خدمـة لأوطانهم وتراب أجدادهم .إستطاعوا أن يخرجوا أوطانهم من العدم إلى الوجود أو يخلقوا لشعوبهم مسـاحات من الأمـل والرغبة في العيش .أصبحوا كالألات التلقائية المبرمجة التي تعمـل في ظل منظومـة متكاملة ذات أسس علمية دقيقة . إستطاعوا بإمكاناتهم أن يجعلوا الرياضة إحدى العلوم الدقيقة وكذبوا كل من سبقوهم في هذا المجـال.

هؤلاء الأشخـاص الذين يمكن أن نشكك في إنسية أفكـارهم وضمائرهم في ظل تشبعنـا بثقافة الهزيمة بمفهومهـا السلبي والإنهزامية التي تسيطر على شخصيتنـا التي إستطاع صناع القرار أن يجعلوا منها شخصية مريضة غير سوية. أصبحنـا أشخـاص غير عاديين وإفتراضين في عالم حقيقي .تبـا لهم !! إن الجهل المغربي المقرف لمفهوم العالمية والمحلية هي سبب ألالامنا وأوجعنـا وجروحنـا الدامية والتي لازالت تسيل بغزارة أمام مرأى أصحـاب القلوب القوية ومصاصي الدمـاء و"دراكيولات" المغرب النافع دون أن تأخد بهم بنـا رأفة أو شفقة ودون أن يصلوا إلى مستوى إشباع غريزي لشهواتهم الحيوانية المتوحشـة اللامحدودة والأبدية والتي يمكن أن تعفينا ولو لحظيا من هذه الإبادة الجمـاعية والتطهير العرقي المتعمد.

عندمـا تفرض كينونتك الذاتية في محيطك الجغرافي المحدود وتستطيع بذالك أن تبلور مهاراتك الفردية وتستطيع بذالك أن تفرض فلسفتك الشخصية على الأخرين من أبنـاء جلدتك فإنه من المحـال والبديهي أنذاك أن تتخطى حدودك الجغرافية الضيقة إلى حدود جغرافية أوسع وأكبر بل إلى فرض أسلوبك وشخصيتك وإسمك على العالم بأسـره بل إنك سوف تصبح درسـا ومثـالا للكثيرين الذين لا يزالون تائهين بين مصطلح العالمية بين الحقيقة والإفتراء.

تحياتي لكم أخوكم محمد

|