₪|| لــجــنة كــتاب المـنــتدى : ماتت أنديتنا دون أن نحرك ساكن ... !!! ₪||
آخر
الصفحة
mansah

  • المشاركات: 29221
    نقاط التميز: 109459
خبير المواضيع الهادفة بكووورة مغربية
مشرف سابق
mansah

خبير المواضيع الهادفة بكووورة مغربية
مشرف سابق
المشاركات: 29221
نقاط التميز: 109459
معدل المشاركات يوميا: 5.2
الأيام منذ الإنضمام: 5654
  • 06:40 - 2013/02/14

 

السلام عليكم

بعيدا عن الإنتماء الضيق لهذا النادي أو ذاك ، وبعيدا عن التعصب الذي لا علاقة له بما

يُفترض فينا من روح رياضية ، وبعيدا عن كل تجاذبات لا نجني منها غير النفور والتباعد

والحساسيات والمنغصات ، سأحاول قدر الإمكان نبش بعض من ذاكرتنا عساي أجد عندكم

بعض الإجابات عن أسئلة قد تكون مرت بخاطركم أو لعلكم الآن وأنتم تطالعون هكذا موضوع

بسيط تستحضرون بعضا مما تختزنه أعماق التذكر الذي قد يطوله النسيان ... 

وأنا أتجول في مدينة أكادير الساحرة ، لفت انتباهي في شارع يسمى مراكش بالحي

الحسني مقر مكتوب عليه "مقر رجاء أكادير" وهو عبارة عن عمارة صغيرة أو إقامة صغيرة

لها بعض المحلات التجارية التابع لها ، فسألت بعض الإخوة المتواجدين هناك عن التسمية

هل هي مرتبطة بالنادي الأكاديري تحببا فيه أم هي في ملكه ؟ فكان ردهم بأن ذاك هو مقر

النادي الأكاديري وقالوا في كونه النادي المرجعي والتاريخي للمدينة عكس ما كنت أعتقد

ولعل منكم من كان تفكيره يسير وفق ظني في اتجاه الحسنية ... وهنا عادت بي الذاكرة

مرة أخرى لسنوات عشرين مضت حين كنت طالبا في جامعة القاضي عياض بمراكش الرائعة

والساكنة دوما في الفؤاد ، حيث كنت أسكن في واحدة من سنواتي الدراسية بحي شعبي

مليئ بالحياة والضجيج المحبب إلى القلب ويسمى حي الداوديات "الوحدة الرابعة" وبالقرب

من سكناي كان يوجد ملعب لكرة القدم خاص بأندية القسم الوطني الثاني ،ولعله إن لم

تخني الذاكرة يسمى ملعب الحي المحمدي أو شيء من هذا القبيل ، المهم أن ذاك الملعب

كان هو معقل النادي المراكشي العريق "مولودية مراكش" وكان أهل المدينة الحمراء

يؤكدون لي دائما وأبدا في كون المولودية هي النادي المراكشي الأكثر عراقة والأكثر تغلغلا

في الذاكرة الشعبية عكس ماكنت أعتقده ويمكن أن يظنه الكثير منكم في كون الكوكب

هي النادي الأكثر شعبية في مراكش ...

في مدينتنا العملاقة الدار البيضاء ، لا حديث اليوم كما الأمس إلا عن الرجاء والوداد ، غير

أن شبابنا اليوم في تلك المدينة وفي خارجها يكادون يجهلون تماما ، أن هذين الناديين

العملاقين كانت لهما دوما روافد يجلبون منها النجوم واللآلئ ، ولكنها اليوم اندثرت أو تكاد ...

فأين نادي نجم الشباب الذي أعطانا النجم اللامع والمدرب القدير فتحي جمال ، وأين نادي

عين السبع الذي كان من بين أروع أندية القسم الوطني الثاني ، وأين الطاس وما الذي

حل بالرشاد البرنوصي  ؟؟؟ ما سبب أفول كل هذه الأندية التاريخية ؟ 

كنت إلى زمن قريب ، وعندما أقول قريب فأنا أتحدث عن عشرين سنة مضت ، كنا نتمتع

بمباريات كلاسيكية غاية في الروعة على شاشتنا التلفزية ، وهنا تحضرني مباريات الكاك

وارزوزي ، هذا الأخير هو التسمية المعروفة إن لم أخطئء في كتابتها لنادي قنيطري يسمى

النهضة القنيطرية ، والتي لعبت ذات زمن في تلك الفترة مباراة نهائية في كأس العرش

ضد الرجاء البيضاوي حيث تألق فيها حارسها الكبير آيت صالح الذي انتفل بعدها للرجاء

وانتهت المباراة فيما أذكر بهدف لصفر للرجاء سجله المرحوم بكار ، فأين هي النهضة

القنيطرية اليوم ؟؟

ما الذي يأكل أنديتنا ؟ هل هي عاديات الزمن ؟ أم الغول المادي المتوحش ؟

إلى الرباط العاصمة نشد الرحال الآن ، ولأسألكم عن نادي رائع كان هناك اسمه الشرطة ، والذي

لعب في القسم الوطني الثاني وكانت له عناصر رائعة ومميزة ، وأين رحل نادي القرض الفلاحي

المشهور بفروعه الرياضية الممتازة في كرة القدم والسلة والطائرة وغيرها ...

في الرباط يحتار المرء ،حين يرى النادي التاريخي للمدينة الفتح وهو يلعب أبد الدهر أمام جمهور

يعد على رؤوس الأصابع ؟ بينما جاره الجيش تتدفق عليه الجماهير من كل حدب وصوب ؟؟؟

أين نادي اتحاد تواركة الذي تخرج منه النجم محمد التيمومي ؟ أما زال  ذاك النادي موجود 

أم ذهب لذات المصير الذي لقيه رجاء أكادير ومولودية مراكش والنهضة القنيطرية ؟؟ 

قبل أن أبتعد عن العاصمة سأعرج على جارتها سلا لأسأل صديقي الغالي التيباري إن كان يتذكر

نادي كان هناك اسمه نجاح سلا والذي تخرج منه مدرب حراس الأسود الآن سعيد بادو شقيق

الحارس الكبير الزاكي ، وهل الجمعية السلاوية أصابها الوهن ولم تعد قادرة على مسايرة التيار

بعدما كانت منجما لكبار اللاعبين والنجوم ؟

ستطول الرحلة كثيرا كثيرا إن أردنا النبش في كل ذاكرتنا الكروية بحثا عن المفقودين من

أنديتنا ، ولكني وقبل الختام لا بد لي من التطرق لأنديتنا في شرق البلاد ، لأرى أي مآل

ذاك الذي وصلت له المولودية الوجدية والإتحاد الإسلامي الوجدي والنهضة البركانية ، وهلال

الناضور ، فجميعها أندية تاريخية وخاصة المولودية ، فما سبب كل هذا التواري عن الأنظار

أما عادت الكرة هناك تحظى بنفس اهتمام الأجيال السابقة والمسيرين السابقين ؟؟؟

أخاف بعد عقد من الزمن أو أقل أو أكثر من ذاك بقليل أن نجد أنفسنا أمة بلا تاريخ وبلا

ذاكرة رياضية ، وبالتالي نصبح فقط استهلاكيين لما هو موجود ، ونرمي بكل أنديتنا التي

هي السباقة لنشر ثقافة اللعبة الكروية والعشق الجماهيري  في مزبلة التاريخ ...!!!

أمة بلا ذاكرة هي أمة ميتة ، فاليعيدوا الحياة لأندية مازالت تعيش في قلوبنا ..

مع كبير تقديري واحترامي للجميع

 ₪|| لــجــنة كــتاب المـنــتدى : ماتت أنديتنا دون أن نحرك ساكن ... !!! ₪||
بداية
الصفحة