الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات

 أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد

اليوم و نحن بعد أسبوع من إقصاء المنتخب المغربي من نهائيات الكأس الإفريقية, تشهد الساحة الوطنية ما يمكن تسميته بالحملة الإعلامية الممنهجة الساعية لتصوير الإقصاء على انه أمر عادي, و أن المنتخب و الإطار الوطني رشيد الطاوسي في السكة الصحيح لإعادة الأسود لسكة الألقاب...

 

هذه الحملة جعلت من الإقصاء قدرا و سوء حظ, كأن الإنجازات تحقق بالتمنيات و الدعوات, الغريب أن الجميع على دراية تامة بالمسؤول عن كل هذه الإخفاقات و النكاسات اللامتناهية, فلا يختلف اثنين أن المسؤول الأول و الأخير هو رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم و مكتبه الساهر على تسير شؤون الكرة, و هنا سوف نناقش هذه القضية بمنظور بعيد عن العاطفة و بمنظور قانوني خاصة و نحن في بلاد جعلت من الحق و القانون شعارا لها...

 

في 2009 و بالضبط في شهر مارس, تم عقد الجمع العام للجامعة الملكية لكرة القدم, الجمع الذي عرف ترشيح الرئيس الحالي على الفاسي الفهري كمرشح وحيد و لا تتوفر فيه شروط الترشيح, فالقانون الأساسي للجموع العامة يتحدث عن تشكيلة الجمع العام المفروض أن يتكون من أعضاء مكتب مجموعة النخبة الوطنية, و التي قام الفهري بحلها مباشرة بعد تعيينه, بالإضافة إلي مكتب مجموعة الهواة التي حلها بعد دلك, بالإضافة إلى رؤساء العصب الجهوية, بمعنى أخر فالقانون الأساسي لا يحق للفهري أن يغير القانون الأساسي, بل لا يحق له أصلا أن يحضر أشغال الجمع العام استثنائي فما بالك أن يكون مرشحا لمنصب الرئاسة...

 

كانت هذه أولى الأخطاء التي تجعل من الجامعة الملكية لكرة القدم مؤسسة غير شرعية, أما ثاني الأخطاء فكان تجاهل الكفاءات و تكوين مكتب جامعي على المقاس, بالإضافة إلي خلق لبغض المناصب دون مهام محددة تحث اسم أو تحث غطاء مستشاري الرئيس, عشوائية الرجل استمرت و تمخض عليها تعين أربع مدربين او ما بات يعرف بالتركيبة الرباعية, و لإن المصائب لا تأتي فرادى فقد تعاقد الرجل مع مدرب أجنبي بمبلغ خرافي مع تسجيل تأخر التحاق المدرب بالمنتخب لأكثر من 8 أشهر, حيث أصبح المتتبع المغربي يتابع الدوري السعودي و أسيوي منتظرا نهاية الدوري السعودي و إقصاء الهلال من دوري أبطال أسيا لنتمكن من رؤية المهدي المنتظر, لكن هذا الأخير حقق مع المنتخب انتكاسة جديدة في الغابون...

 

قبل ان يقوم الرجل بتعيين غيريس كان قد عين مدرب عالمي أخر هو فيربيك كمشرف عام على المنتخبات الوطنية, المدرب الهولاندي نجح في خلق صراعات شخصية و كوارث رياضية, دون نسيان مطالبته بمكافآت عن أي انجاز حتى و لو لم يساهم فيه, بل جعل المنتخب الأولمبي منتجع لمعطلي عائلة فيربيك, و النتيجة كان إقصاء منتخب الشباب, و خروج مدل من الألعاب الأولمبية رغم الترسانة الرائع من اللاعبين...

 

كل هذه الأخطاء أضاف إليها الرجل توقيع للمدرب الوطني رشيد الطاوسي قبل ان تتم إقالة المدرب البلجيكي حسب ما صرح به المدرب الطاوسي في إحدى خرجاته الإعلامية, و أجدد التذكير بمسرحية تعيين المدرب الوطني, و تلاعب بالمدربين وازنين وطنيا (فاخر- العامري – الزاكي ) رغم ان الفهري كان قد اختار الاسم الذي يراه مناسبا...

 

هذه الأخطاء يمكن ان تجعلنا نقر بأن الجامعة الحالية غير شرعية, لكن سوف أضيف نقطة مهمة أخرى, فحسب قانون الأساسي للجموع العامة, فالجامعة مطالبة بعقد جمع عام بصفة سنوية, لكن و منذ مارس 2009 لم تعقد الجامعة أي جمع عام عاديا كان آو استثنائي, فهذه النقطة لوحدها تجعل الجامعة غير شرعية و تواجد الفهري غير قانوني أساسا...

 

 

نص دستور 2011 بالحرف في الفقرة الثانية من الفصل 1 ، على أن من بين أهم مقومات النظام الدستور بالمغرب، مبادئ الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة...

 

هنا نجد من الصعوبة تطبيق هذه الفقرة في أرض الواقع, فهناك سؤال محير صراحة, فمن المخول له محاسبة المسؤول ؟ فقد حاول ممثلوا الأمة في مجلس النواب عرض مطالب الشعب المنادية بإقالة رئيس الجامعة و مكتبه, هذا دون أن ننسى تصريحات وزير الشباب و الرياضة التي وصفت الجامعة على أنها غير شرعية, لتكون ردة فعل رئيس الجامعة هو أنا جندي من جنود صاحب الجلالة, هنا استغربت كثيرا من هذا التصريح, فأقل ما يقال عنه أنه غير مسؤول, فحتى و لو كان الأمر كما قال رئيس الجامعة فكان عليه عدم إقحام اسم الملك في هذه القضية, فرئيس الجامعة تناسى أن الدستور المغربي هو بمثابة عقد يربط الشعب بملكه و حكومته و كل مكونات الدولة, و الدستور واضح في هذه النقطة, فالرئيس تولى مهمة في قطاع عمومي, و فانتخابه غير قانون و مساره تميز بعدم الحكامة في التسيير و أخطاء تسيريه, يعني ان المحاسبة ضرورية في حالته, رغم أن المطلب الأساسي و الوحيد حاليا هو طلب إبعاده فقط, و إن استمر تعنته فقد تتعالى أصوات أخرى تطالب بالمحاسبة و التدقيق في كل كبيرة و صغيرة تهم الجامعة....

لكل الحالـــمين معنا في ركن كلام الليل

لهم منا هذا الوسام :