لست أدري السبب صراحة!!!
بقلمي : أسامة
لست أدري السبب ,..عنوان يعبر عن ما يخالجني من استنتاجات حينما أحاول البحث عن السبب إلا أنني أصطدم بحواجز تمنعني عن الإستمرار في التفكير بحثا عن السبب .
إفريقيا تعاني , سقوط حر لإفريقيا , إفريقيا تحتضر وغير ذلك من عناوين محاكية لما تمر به الكرة الإفريقية في السنوات الأخيرة , مشكلة كرة القدم بإفريقيا لم تعد ترتبط بالأساس على البنية التحتية والجماهير والمرفقات ولكن المشكلة أكبر بكثير من هذه الحيثيات البسيطة .
إفريقيا أصبحت تعرف عزوف أو ما أشبه بأداء سنة بمقارنة مع فريضة فاللاعبين نادرا ما يلبون طلب منتخباتهم ويعزون ذلك لإصابات وهمية أو أن فرقهم بأمس الحاجة إليهم في تلك اللحظة أو مشاكل وهمية مع مدرب يعتبر صيد سهل يمكن أن يشكل واقي قوي من أصابع الإتهام التي نادرا ما تخطئ الرأس الحقيقي لكي تؤشر عليه . تاعرابت المغرب أو ما سموه تاهرابت رفض طلب المنتخب الوطني لتلبية واجب وطني وأضع كلمة واجب حاليا بين قوسين يمكن أن نعتمدها أو نزيلها ولن يتغير في المفهوم شئ طالما أن تلبية نداء الوطن أصبح من الفواكه المزينة للكعكة فتلك الكعكة يمكن أن تهضم بدون تلك الفواكه وبالتالي فغالبا ما يتركون المنتخب الوطني كحل ثانوي وهذا ما فعله تاعرابت حينما ضحك علينا ووزع لنا وهم يقال أن فريقه في أمس الحاجة إليه حتى لا يسقط للدرجة الثانية وكأنه رونالدو أو ميسي حتى لا نبالغ ونقول مارادونا أو بيلي ولكنه نسي أن المنتخب أكبر منه وأكبر من أي فريق في العالم بالنسبة لنا وهذا الرفض وجد صدرا رحبا من الطاوسي الذي خرج للإعلام قبل يومين وقال أنه يفتح الباب لعودته بشرط أن يعتذر له شخصيا بسبب عدم مقابلته في لندن ..فعلا أنت محق يا سيدي الطاوسي فقد حولت المسألة إلى أمر شخصي وصارت مشكلة تاعرابت مرتبطة بك شخصيا وتناسيت الضرر الذي صنعه بنا حينما رفض تمثيل منتخبنا والوقوف أمام الراية الوطنية ولم يعز بك غير موعدك معه وعدم تلبيته لذلك ... أعيدوه فلابد أن نكمل المثل الشهير الثالثة ثابتة فبعد مباراة الجزائر بمراكش وكأس إفريقيا خليه يكملها بكعية ثالثة .
تاعرابت لم يكن الوحيد الذي وقف مستديرا لنداء الوطن فحتى لبيض وامسيف فضلوا المكوث في فرقهم عوض المنتخب ولو أن أمسيف لا يلام فقد تلقى تهديد من فريقه بتحويله للرديف إذا ما سافر مع المنتخب و حتى ايسيان وبواتينغ وايو من غانا ثلاثي ذهبي وجدوا نفسهم في فرقهم عوض ان يستنشقوا هواء امم إفريقيا ببلاد البافانا بافانا ومن الجزائر وجدنا كريم الزياني واخرين مستبعدين بقرار تقني ومنتخبات أخرى ذاقت نفس الطعم حينما وجدت نجومها يستمتعون بأجواء أوروبا ويتشبتون بفرقهم عوض تمثيل منتخباتهم في أمم إفريقيا هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد لاعبين كبار مع فرقهم لا تجدهم في الملعب إلا بأسمائهم فهم لا يمثون بصلة لما نراه منهم في أوروبا فيايا توري أو بلهندة أو دروغبا , العربي , مساكني ...كلهم لعبوا بروح انهزامية , لعبوا بتحفظ كبير وكأنهم يؤدون واجب عادي فقط , لعبوا بلا روح ولا هوية حتى يحافظون على لياقتهم لفرقهم وحتى لا يفقدون مكانتهم بسبب الإصابات أو أي شئ يعيق تألقهم مع فرقهم حينما يعودون إليهم فهؤلاء سأضعهم بنفس خانة الغائبين فالأخرين غابوا جسدا وروحا وهؤلاء غابت الروح عن جسدهم وبالتالي فالإثنين بخانة واحدة .... خيانة الواجب .
عن أي كأس إفريقيا نتحدث بالله عليكم ؟ كأس إفريقيا هاوية , كأس إفريقيا مهمشة , كأس إفريقيا ثانوية ... كأس قد نسميها أغريقيا مستقبلا إذا ما استمرت سفينتها في الغرق , ففي أوروبا وكمقارنة بسيطة رونالدو البرتغال مثلا يلبي دعوة المنتخب للعب مباراة ودية وهو مصاب !!! ميسي لا يغيب عن أي مباراة للأرجنتين حتى وإت كان عادية , أغلب النجوم في العالم تجدهم يتحدون المصاعب وحتى وإن كان الجدول مزدحم بالمباريات إلا أن الأولوية تبقى لمنتخباتهم لأن تمثيل تلك المنتخبات تشكل لهم أولوية ومسألة مبدأ .
لست أدري سبب هذا العزوف ولست أدري سبب هذا الصمت الرهيب فإفريقيا بدأت تتساقط أوراقها واحدة تلو الأخرى وأخاف أن تتحول لغابة مهجورة تبقى تحتفظ ببعض الذكريات ... ذكريات صنعها رجال لم يكن لهم شئ غير تمثيل منتخباتهم جسدا وروحا وأي تمثيل فشتان بين هذا وذاك وشتان بين لاعبين يلعبون من أجل المتعة ويحولون مباريات المنتخب إلى مهمة وطنية ولاعبين لا يعرفون حتى كلمات النشيد الوطني فشتان بين رجال وأسماء عابرة ....لست أدري السبب صراحة ؟!!
