صديق غريب الأطوار ابتلاني الله بزمالته في العمل، تصرفاته تجعلني أحس أنه يسبق الزمن بساعات..
قليل الكلام أم ثرثار لدرجة التخمة، لحد الآن لم أفهمه..
نخرج سويا لتناول وجبة خفيفة في البيزيريا القريبة من مكان عملنا.. يدخل مبتسما، يحدث فوضى بمزحاته التي
يعتبرها البعض أثقل من جبل.. يسترق النظر إلى الفتاة الوحيدة الجالسة في زاوية..
نظرة، نظرتان.. يتركني وحيدا ويقفز ليجلس برفقتها دون إذن.. ويباشر الكلام..
- مرحبا.. رأيتك تنظرين إلي..
- لا أبدا.. كنت أنظر إلى المشروبات المعروضة..
يقاطعها بمكر:
- أعرف أنك لن تعترفي.. نظرت إلي ونظرت إليك.. وسيتكرر هذا مرات ومرات مع مرور الأيام
نلتقي في مكان آخر، تحسين أنك رأيتني من قبل وأحس كذلك.. نلتقي مرة أخرى، فنحيي بعضنا البعض
ثم نسأل عن أحوالنا، نتبادل أرقام الهواتف.. نتحدث أحاديث عامة، بمرور الوقت تتحول إلى أحاديث خاصة
أدعوك للخروج للتفسح، فتقبلين أو ترفضين.. ما رأيك؟
تقع الفتاة في موقف لا تحسد عليه، من أين وقع هذا الإنسان، تصمت للحظات فيقول:
- ما أريده هو أن نختزل كل هذا الوقت الذي قلته، إنه مجرد ترهات ومقدمات ديبلوماسية وبروتوكلات نحن في غنى عنها
ما رأيك؟ ما دمنا سنصل إلى تلك النتيجة، فلماذا ننتظر، لماذا نضيع الوقت؟؟؟
في بعض المرات يأخذ صفعة على وقاحته، وفي بعضها يتلقى وابلا من الشتائم، ولكنه في كثير منها
ينال مراده ويفوز بالغنيمة..
أسأله من أين أتيت بهذا الجنون فيقول:
- أنا أعمل في إدارة من إداراتنا المصونة، ولكني كما ترى أقول دائما هات من الآخر..
ربيع