السلام عليكم تابعت ليلة أمس لاعبنا الدولي برادة وهو يتألق بشكل لافت مع ناديه خيطافي حيث كان وراء التمريرتين الحاسمتين التين جاء منهما الهدفين الذين فاز بهما ناديه على ديبوريفو لاكورونيا ، وقد سرني ذلك كثيرا لأن نجمنا ذاك يستحق كل ألق ووهج وتميز، مثلما أثبت لنا جميعا ذلك خلال مشاركته الأخيرة في المونديال الإفريقي رفقة الأسود ، وعلى ذكر الكأس الإفريقية التي انتهت بالنسبة لنا مبكرا فسنطوي صفحتها ونعود مجددا لعشقنا القديم الأبدي وهو البطولة "الإحترافية" الوطنية لنفتح قوسا نناقش فيه بعض الأمور ... تعالوا معي لنفكر كلنا بصوت مرتفع بداية علينا أن نُقر في كون بطولتنا ليست بذاك السوء الذي يمكن للبعض تصوره ، ولا هي بذات الجودة التي نحلم بها ،ولكنها مع ذلك تبقى في منزلة بين المنزلتين ،ولعل لكل ذلك أسباب ومسببات ،ربما نعلم ما ظهر منها أما ماخفي ففي علم رب العالمين والقائمين على الشأن الكروي في مختلف مركزيا وجهويا ... ففي عموم الأشياء تظل بطولتنا من بين أحسن البطولات على الصعيد القاري وهي مازالت تنتج لاعبين جيدين قادرين على الوصول لأبعد مدى احترافيا أو على صعيد المنتخب ، كما أن ملاعبنا هاته السنة أصبحت محجا للعديد من الجماهير التي ماكانت لتفعل ذلك لولا علمها بكون الفرجة مضمونة ولو في حدها الأدنى ... إذن هذه كلها مؤشرات على كون البطولة "الإحترافية" تسير في النهج القويم ولكن هل من خلل ما يجعلنا هنا وفي المقاهي والصالونات النقاشية نطرح على الدوام علامات التعجب والإستفهام ؟؟ ... !!! إن الحقيقة التي ندركها جميعا هي كوننا نكاد نُجمع على أن مشكلتنا الأولى والأخيرة لا توجد في اللاعبين ولا في الأندية ولكنها قابعة ومستتبة في الإدارات المسيرة للشأن الكروي ، انطلاقا من الجامعة بكل مافيها وليس في رئيسها فقط ، وكذا في المكاتب المسيرة لأنديتنا التي هي على كل حال صورة طبق الأصل لقمة الهرم التسيير والتدبيري ، وبالتالي فنجن نكاد نُجمع على معرفتنا بمكمن المشكل ،ولكن الذي يعوزنا هو أننا لا نعرف كيف نبتر هذا الداء ولا كيف نتخلص منه ، على اعتبار أنه داء سرطاني مستشري في كل دواليب حياتنا الكروية ... ما العمل إذن؟؟؟  سؤال صعب جدا جدا ، بل أصعب مما يتصوره أعظم المحللين والدارسين والفاهمين ... فما العمل إذن؟ هل نترك الحال على ما هو عليه ؟ ومن نحن حتى نترك الحال أو نغيره ؟ من نحن حقا ؟ آآه استعصت الأمور ودخلت للجد في أسمى تجليات الجد ...!!!! طيب لنكمل الحوار والنقاش بالصوت المرتفع ... ذات زمن قريب وبعدما أدمت قلوبنا الجراح من المدرب غيريتس ، انتفضت الجماهير في كل الملاعب الوطنية ضد الجامعة وضد المدرب ،وبدأ الخناق يضيق عليهما رغم محاولاتهم المستمية في الإدعاء أنهم غير مهتمين ولا مبالين حتى سقط المدرب وتم إخراجه ذليلا من بلادنا ، ولكن الجامعة ظلت متشبثة بالكراسي والمقاعد بعدما جعلت منه كبش فداء لخطاياه وخطاياها... والصحيح أنه كان على الفهري ومن معه أن يرافقا غيريتس خارج أروقة الجامعة ويتركوا للمجال لأهل المجال ... ولكن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ردا على تلك اللكن القابعة فوق هذا السطر سأطرح سؤالا آخر سهلا وممتنعا، وهو من تراه اليوم يستحق أن نضع ثقتنا فيه بديلا لهؤلاء الذين أبعدوا النوم عن جفزننا طيلة عقود وعقود ؟ من ؟ ياترى من ؟ الغريب أن كل الأسماء التي نعرفها لا تكاد تخلو من نواقص وشوائب ، حتى الذين نُقر بخبرتهم وتجربتهم الكروية !!!!! !!! يبدو أنني أوغلت في التشاؤم والسوداوية ... لذا علي أن أعود لبعض الواقعية حتى أجد وإياكم قبسا من نور نضيء به مسلكنا الرياضي وطريقنا نحو الإنعتاق من براثن العشوائية والغوغائية ، وبالتالي علينا كجماهير تماما كما فرضنا على الجامعة الفهرية التخلص من البلجيكي ، علينا أن نطالبها في كل ملاعبنا الوطنية وفي كل فرصة تتاح ولو على قدر ثقب إبرة ، بأن تكون ديموقراطية الصناديق الزجاجية هي الفيصل في وصول رؤساء أنديتنا والعصب والجامعة إلى كراسي المسؤولية ... أعي تماما أنه في البداية سيصل فقط الإنتهازيون والوصوليون وأصحاب "الشكارة" الملئى بالمال الحرام ، ولكن لا بأس فلكل بداية دهشة وزلات وأخطاء وربما خطايا ،غير أنه مع توالي الأيام وربما السنوات القليلة ، سيظهر "أولاد الناس" الذين لهم غيرة حقيقية على كرتنا ووطننا وجماهيرنا... نحن من بيده تغيير سياساتنا الكروية ، ولا يجب أبدا أبدا أن نستصغر أنفسنا ولا قدرتنا على تحقيق أهدافنا النبيلة ، فأنا وأنت ونحن  وأولئك وهؤلاء هم النواة والنموذج لكل جماهيرنا الكروية... والآن بعدما فجرت ما في قلبي من أصوات ، سأطرح القلم وأرفع يدي عن الحاسوب في انتظار نقاشكم الراقي والهادف أيها الأفاضل مع كل الود والتقدير لكم أيها الأفاضل