

كثيرة هي الأسئلة التي تحضر بقوة اذا ما أردنا الحديث عن المشهد الرياضي في بلادنا , من قبيل ماذا نعني بالمشهد الرياضي , وماذا نريد منه و ماهي مؤسساته اذا كان فعلا يملك مؤسسات , تم أي أليات وتصورات يمكن استحضارها , وما هي المنهجية التي ينبغي اتباعها في هذا الرصد ,. فالرصد قد يتعدد اعتمادا على تحليل حصيلة , وعليه يمكن حصر هذا الموضوع ضمن خانات , كفصل اجرائي في التناول .
المتتبع لشأن الريضة المغربية , وكرة القدم على الخصوص , يرى في الجامعة المغربية لكرة القدم مجرد مؤسسة رياضية متطفلة لاديمقراطية , ذات تضخمات فلكلورية في الطعاطي مع الشأن الرياضي .يتجلى فيها حضور الدولة , في مقابل غياب الرياضيين الحقيقيين الممانعين للاحتواء والتدجين والتهجين .
كل المؤشرات تشير الى فشل الجامعة في تدبير المنظومة الكروية ,باتباعها سياسة تفتقد الى سبل التدبير العلمي , وهي نفسها لاتعرف ماذا تريد من كرة القدم . هل مزاولة كرة قدم لاشباع رغبات وشغل اوقات الفراغ , أم تريد كرة قدم انجازات .لا يوجد إلى الآن مفهوم واضح في طريقة التعاطي مع الرياضة لا من قبل الوزارة الوصية , ولا على مستوى الجامعة ,ولا حتى على مستوى العصب .

لهذا لايمكن القول أن هناك هوية للكرة الوطنية في غياب تخطيط سليم على المدى البعيد , ما عدى عناوين فضفاضة وعريضة تغري المهتمين بالشأن الرياضي،بعد كل نكسة ,إلا أنها غير قادرة على تحويلها الى واقع ملموس عن طريق الدعم والمساندة والمتابعة. فمنذ زمان وفترة طويلة نسمع عن برامج وخطط ومشاريع التطوير في مجال كرة القدم ,ولكن كل ذلك مجرد كلام و عبارات للاستهلاك اليومي والظهور على صفحات الصحف والقنوات الفضائية لايهام الشارع الرياضي بوجود مخططات نموذجية ستعطي أكلها مستقبلآ.

كرة قدم انجازات لا تقتصر على انشاء ملعب , لاعب,مدرب واداري , وكفى . الأمر يتطلب دراسة علمية ومستفيضة لكيفية النهوض بالمجال , وماهي الآليات التي يجب إتباعها للوصول لأفضل النتائج التي لايمكن أن تأتي الا بتحديد الأولويات وخطوط بيانية لكل المراحل,وكل الفئات العمرية للمنتخب الوطني بالتدرج من الفتيان والشبان الى الكبار .,وهذا لن يتم دون استشارة أصحاب الخبرة من مدربين أكفاء وأكاديميين,وتشكيل لجنة عليا من مختصين لدراسة الواقع الكروي , بما يحمل من ايجابيات والاستفادة منها , وسلبيات لمعالجتها بعيدا عن المجاملات , ومقولة العام زين والقاعات المغلقة , بوجود حوارا مفتوحا ومعلنا امام الملأ، وقبل هذا وذاك , تحت غطاء ديمقراطي وليس بالانزال , كما يحصل في الانتخابات , والتي في أفضل الأحوال يمكن وصفها بغيرالمهنية لأن الولاء الشخصي يطغى على الكفاءة والمعايير الفنية .

أنا الحقيقة استوقفني وأخجلني كلام السيد الفاسي الفهري بعد مهزلة جنوب افريقيا , حين تبجل وقال , ان بقائي أو رحيلي عن الجامعة يتوقف على الملك محمد السادس . أليست هذه أكبر وقاحة رياضية وسخافة فهرية المتمثلة في الهروب الى الأمام , ( ليختاشو ماتو ) كما يقوال اخواننا في مصر . هذه هي مشكلتنا , لأن أي واحد وجد نفسه في مأزق يلجأ الى الاستعطاف الملكي ,. وما يجهل هؤلاء أن الملك يجب أن يبقى رمزا وطنيا بعيدا عن المزايدات , . وعموما لايمكن للملك أن يبارك سياسة رياضية فاشلة, لأن الأمهات المغربيات لم يلدن الفاسي الفهري فقط وانتهى الأمر .

مع تحيات لجنة كتاب المنتدى .
مداز