بسم الله الرحمــان الرحيم
أعضـاء وزوار كووورة مغربية السلام عليكم ورحمة الله وبركــاته

تكتيك المنتخب المغربي وأخطاء الطاوسي بالكان
سنوات ممكن أن ألخصها في بضعة أيام نظرا للوقت الذي يكاد يمر في رمشة عين وأنا أهتم بما هو تكتيكي في كرة القدم وصرت أعشق قراءة المباريات أكثر من انتظار الأهداف المسجلة هنا وهناك وشئ طبيعي أن تختلف زاوية الرؤية لشخص يبحث عن خبايا تكتيك مدرب ما ومتابع أخر ينتظر أن تصل الكرة للشباك لكي يفرح بهدف أو يحزن بأخر مسجل عليه .
التكتيك كلمة تم استخلاصها من الحروب وهي التي غالبا ما كنا نسمع فيها تكتيك وهي تعني تنظيم وحسن تسيير وحتى كرة القدم قبل مدة في أيام الأبيض والأسود كانت تعرف عشوائية لا في خطط المدربين ولا حتى في تحركات اللاعبين وكنا نرى فرق أو منتخبات تلعب بخطط غريبة بمدافع واحد ولاعب وسط والبقية في الهجوم لأن الإهتمام كان منصب على التسجيل ولم يكن شئ يعرف بالتنظيم في كرة القدم وهكذا مع الوقت بدأ التنظيم يسود كرة القدم وبالتالي شيئا فشيئا تحولت الخطط تدريجيا إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الأن وصارت أكثر تنظيما مما جعلها تأخذ لقب التكتيك .
من خلال متابعتي للكان كأي مغربي غيور على بلده ومتابعتي للطاوسي تكتيكيا وجدت أنه مشوش تكتيكيا ولا يعرف من أين يبدأ وسبق وأن تحدثتت في أحد مواضيعي عن تكتيكات الطاوسي مع المنتخب في المباريات الثلاث وبالتالي سألخص كل هذا بأن السيد رشيد لم يجد التكتيك المناسب لما يملكه من كتيبة ومارس لعبة التجريب خاصة في المبارتين ضد أنجولا والرأس الأخضر ففي المباراة الأولى لعب بأداء محتشم واحترم كثيرا أنجولا لدرجة تقديسها وكأنه يلعب أمام البرازيل أو إسبانيا أو أحد عمالقة العالم لكي يلعب بظهيرين بمهام دفاعية الكاوثري وشاكير ويلعب بثلاثي في الوسط الاحمدي وهرماش وبرادة اثنين منهما يلعبان بمهام دفاعية أكثر مما هي هجومية هذا ما حصل في المباراة الأولى أما المباراة الثانية فقد أصلح هذا الخطأ بخطأ أخر بحيث لعب بظهيرين هجوميين ولكن على حساب لاعب وسط ارتكاز دفاعي وهذا ما أعطى للرأس الأخضر فرصة للإختراق من الوسط بسهولة أكبر مما دفعنا ثمنه غاليا بتعادل كان أن يكون هزيمة لولا بعض التدخلات الشجاعة من المياغري . أما في المباراة الثالثة فقد لعب بتشكيلة هجومية وكان محق في ذلك ولحسن الحظ هذه المرة لم يخطئ في التشكيل ولكن لسوء الحظ تدارك الأمر وأخطأ في التغييرات وخاصة خاصة تغيير بلغزواني ببرغديش فقد قوى الجبهة اليسرى للمنتخب المغربي في الدفاع حتى وإن كان برغديش دخل في مركز جناح أيسر إلا أنه كان يساند الكاوثري أكثر شئ في الظهير الأيسر ولكن إذا ما قلت لكم أن أبرز المحاولات الخطيرة للمنتخب الجنوب إفريقي في الشوط الأول والثاني كانت من جهة شاكير أي الجهة اليمنى للمنتخب الوطني فكيف للطاوسي أن لا يتفطن للأمر ويقوم بتغيير عكسي .
تشكيلة المنتخب أمام المنتخب الأنجولي
تشكيلة المنتخب أمام الرأس الأخضر
تشكيلة المنتخب أمام جنوب إفريقيا

في الثلاث تشكيلات الطاوسي قام ب8 تغييرات على التشكيلة الرسمية أي بين المبارتين الثانية والثالثة نسبة 4 لاعبين في كل مباراة وهو عدد يعتبر تقريبا نصف التشكيلة الأساسية وهو عامل أثر بشكل كبير على الإنسجام عامل فقد معه المنتخب المغربي الإيقاع المتوقع في المباريات والطاوسي لم يجد غير مباريات كأس إفريقيا لتجريب تشكيلاته والتلاعب بها كما شاء . هي ثمان تغييرات كأسماء ولكن إذا ما حولناها للمفهوم التكتيكي فسنجد أن التغييرات كانت أكثر خطورة من الثمانية التي ذكرت وخصوصا في تمركزات اللاعبين , عدوة مثالا حينما تحول من قلب دفاع إلى وسط ارتكاز فقد ترك بنعطية مع شريك جديد بعدما لعب مبارتين مع بعض وهنا بنعطية والقنطاري وجدا مشكلة في الانسجام مع بعض بعدما لم يلعبا من مدة جنبا إلى جنب ومن جهة اخرى فان تواجد عدوة في الوسط كان مغامرة اخرى من الطاوسي على الرغم من نجاحها فان تتحول بلاعب مدافع ولو انه يجيد اللعب في الوسط الدفاعي فهذا التحول يجب ان لا ياتي فجائي بعد مبارتين في الدفاع يلعب به كوسط في المباراة الثالثة ومثال عدوة وبنعطية ليسا سوى مثالين من عدة تغيرات اخرى شهدتها تشكيلة المنتخب في المباريات الثلاث .
التكتيك ليس أي مفهوم ممكن أن نتلاعب به متى شئنا وبالتالي فهو يمكن أن نعرفه بما يلي
1-تنظيم دفاعي
2-تسيير جيد في الوسط
3-نجاعة هجومية
وبالناسبة للطاوسي فلم ينجح للاسف في أي نقطة من النقاط التي ذكرت , بخصوص التنظيم الدفاعي فقد جعله أكثر تشتيت وديناميكي من مباراة إلى أخرى , مباراة اعتمد فيها على رباعي دفاعي ثابت جامد وقتل حركيته وهنا كانت الحركية الدفاعية في مجالات محدودة مما جعلهم بمثابة كيور يحاولون خلق فضاء لهم داخل مجال او بالاحرى حيز ضيق , أما في المباراة الثانية فقد حاول خلق التوازن الدفاعي الهجومي من الخلف واعطى الحرية للظهيرين بالتقدم للأمام لمساندة الهجوم إلا أنه فتح ثغرات كثيرة في الوسط الدفاعي بحكم غياب المساندة الدفاعية من الوسط . وفي المباراة الثالثة عدل شيئا ما الاعضاء الدفاعية وتواجد عدوة خفف شيئا ما من اعباء الدفاع في حين انه لعب بالكاوثري وهو الذي نعرف انه مدافع بميزة دفاعية اكثر من هجومية في مباراة كنا نبحث فيها عن الفوز للتاهل .
التسيير والتنظيم الهجومي من الوسط كان غائب عن المنتخب المغربي , هنالك اسماء كانوا من المفترض ان يحملوا المنتخب على اكتافهم الا اننا تفاجانا بمستوى هزيل منهم مما جعلنا نفقد حلقة الوصل بين الوسط الهجومي وصار لعبنا يعيش عشوائية مستمرة في البناءات الهجومية وبالتالي اعتمدنا على بعض الفرديات من برادة للبحث عن جزء من هويتنا في صناعة اللعب
النجاعة الهجومية غابت علينا وبين الحمداوي والعربي سجل الاثنان هدف وحيد في ثلاث مباريات في حين ان حمدالله دهب للكان كمتفرج وليس كلاعب وفي مباريات احتجنا فيها الى رفع الفعالية الهجومية وجدنا رعونة في تحويل الفرص الى اهداف .