بسم الله الرحمــان الرحيم
أعضـاء وزوار كووورة مغربية السلام عليكم ورحمة الله وبركــاته

كثرة الهم...!
مـايزال الكثير منـا غير مصدق للسناريو الذي خرج به المنتخب الوطني من الدور الأول من أمم أفريقيا بعدمـا وضعتنـا القرعة في أسهل مجموعة ممكنة في تاريخ مشـاركاتنا بهذا العرس القــاري، فلعل بعضنـا مـازال يتخيل تلك المبـارة الغريبة ضد منتخب البلد المنظم ويتحسر على الهدف الذي سجله منتخب الٍرأس الأخضر في اخر انفـاس مبـارتهم ضد انغولا ذلك الهدف الذي ابعد المغرب نهـائيا من 'الكــان' وهكذا فأن الحظ كـان احد ابرز المتهمين بالتسبب بهذا الأقصـاء عند الٍرأي العـام المغربي،وهنـاك من يتخيل مؤامرة حيكة في الخفـاء بين منتخبات المجموعة وربمـا بمباركة من نيلسون مانديلا للأطـاحة بمنتخبنـا المتهـالك خـارج حسابات المونديال الأفريقي..،
كل هذا من صميم الخيال الخصب الذي يتمتع به غالبية المغاربة، لكن شخصيا اعتقد ان السبب وراء الأقصـاء هو ان الطـاوسي كـان 'يظن فقط' خلال هذا الكـان فالرجل دائما ما يصرح انه 'يظن بأنه' اي ان جميع اختياراته البشرية مبنية على "الظن" و'ان بعض الظن اثم ' وحتى قراءته للخصوم كـان مبينا على الشك والحدس الظني الذي يتميز به رشيد الطـاوسي فهو دائمـا يظن بأنه، لقد ظن ان انغولا اقوى منتخبات المجموعة وبناء على ذلك دخل مبـارته الأولى بكل حذر وترقب ولكنه اكتشف اخيرا ان انغولا كـان اسهل خصم في المجموعة وانه كـان من الممكن تجـاوزه لو احترم مكـانة المنتخب الوطني وتاريخه وبـادر للهجوم والضغط على الغزلان التي عرفت كيف تفلت من قبضة الأسود بل كـانت الأسود في حالة يرثى لهـا حينمـا كانت الغزلان على وشك اقحـام قرونهـا الشجرية الحـادة في بطن الأسد الجريح لترديه قتيلا في اول اختبــار لكن الألطـاف الالهية حالة دون ذلك ليخرج مروض الأسود بعدهـا يصرح "أنه يظن".
رشيد الطـاوسي ظن ايضا ان الرأس الأخضر هو فريق متواضع يسهل تجـاوزه وظن انه يتميز بالدفاع الصلب وان نقطة قوته دفاعه، وهكذا فقد دخل المبـارة بنزعة هجومية في أعتقاده وذلك باقحـام 'بركديش' مكـان 'الكوثري' وهكذا ترك الأول مسـاحات كبيرة مـاكانت لتوجد لو حضر الأخير الشيئ الذي تسبب في تمزيق شباك الأسود من طرف القرش 'بلاتيني' وهكذا ظن الطـاوسي لم يكن في محله مرة اخرى واكتشف متأخرا ان الفريق' الأخضري' يتميز بأمتلاكه لمهـاجمين افداد كـادو ليمطرو شباك المغرب بأهداف غزيرة لولا سوء الحظ وافتقادهم للخبرة الكـافية في مثل هذه المسابقات التي يدخلونهـا لأول مرة في تاريخهم، وهكذا فبعد نهـاية المبـارة صرح رشيد بأن ظنه لم يكن في محله بل وجدد ظنه بانه بعض اللاعبين خدلوه وظن ان الأحمدي هو سبب الخسـارة والسعيدي سبب النكسة والمرابط سبب الجلطة، وهكذا أستمر ظنه وظن بانه سيفوز ضد جنوب أفريقيا لأنه ظن انه يحس بشعور ايجابي لكونه يظن بذلك..!
للأسف مرة اخرى يدخل مبارته الأاخيرة بشعـار اظن بانه فهو اكتشف اخيرا ان ظنه السابق بوضع عدوة في منطقة الدفاع لم يكن صائبا لهذا فهو الأن يظن بأن وسط الميدان الدفاعي هو المكـان الأنسب لهذا اللاعب ورغم انه كـان يظن ان الحافيظي لاعب صغير في السن وليس له تجربة كـافية ما جعله يتسبعده عن 'الكان' في وقت سابق فهو الأن يظن ان الحافيظي لعب قادر على خلق الفـارق بل وأستطـاع ذلك واحرز هدفا مهمـا في اخر انفـاس المبـارة لم يستطع منتخب 'اظن بانه' الحفاظ عليه بالنظر لأنعدام شخصيته ولأن مـا بني على الظن لا يمكن ان يصمد امـا ما بني على الثقة والأ يمان بالقدرات.
وهكذا خرج الأسود وبقي الطـاوسي يظن انه المغرب قدم كأس أفريقيا قوية ويظن انه خرج مرفوع الرأس كمـا ويظن انه السبب الحقيقي وراء الأخفـاق هو بعض اللاعبين الذين خدلوه ويظن انه لم يحسن الأختيارات ولا عجب ان يخرج يقول انه يظن بانه شـارك في بطولة امم افريقيا بجنوب القارة ووو... ،وكثير من الظنون التي لاتنتهي مع الداهية الطـاوسي ولا ندري متى يكون الطـاوسي واثقا ممـا يفعله دون الحـاجة للظن والشك في خطواته، ولهذا فأنني اقول للجمهور المغربي لا تحزنو لهذا الخروج المبكـر كالمعتاد فالأستـاذ الأكاديمي رشيد الطـاوسي كـان فقط يظن بأنه فوقت الجد لم يبدأ بعد فهو فقط كـان يجرب ظنونه والأن قد توصل لا محـاله لنتائج مهمة بعد المشاركة التي ترفع الٍراس والهـامة لدرجة استغرابه من عدم وجود استقبال شعبي له في المطـار، وهكذا فأن الطـاوسي سيظن انه قد نجح في الأختبـار وصحح الكثير من القناعات وأستنتج الكثير من الخلاصات المهمة والتي سيعمل على ضوئهـا على بنـاء منتخب قوي قادر على الذهاب بعيدا في تصفيات المونديال وهكذا فأننـا سنستمع مجددا للطـاوسي يردد في جميع وسـائل الأعلام المرئية المسموعة والمقروءة بأنه يظن انه قد نجح في الأمتحـان وانه يظن ان المستقبل سيكون ورديا مليئ بالنجـاحات لأسود الأطلس..،
فافرحو وامرحو ورددو 'اظن بانه'.

|