

ان الحـــمد لله نحــمده و نســــتعينه و نســـــتغفره و نعوذ بالله من شـــــرو ر أنفســـنا و من سيئات أعـــــمالنا، من يهـــــده الله فلا مضــــل له و من يضــــــلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شـــــريك له و أشهد أن محــــــمدا عبـــــده ورســـــوله صلى الله عـــــــليه و على آله و صـــــــحبه و مــــن تبـــعه بإحـــــسان إلى يوم الدين.
السلام عليكم اخواني أعضاء منتدى كووورة مغربية الكرام

بعد إقصاء مرير و إخفاق ضرير ، تكرّر وفاءنا و تجدّد ارتباطنا الجدير بسيناريو المغادرة المبكّرة ، ملتزمين بمبدإنا الأساسي " الله يرحم من زار و خفف " ، رغم أن المنطق و العقل كانا يشدّدان على التأكيد أن لا الوقت يسمح لبناء أسوار متينة لمنتخب جديد ، ولا الظرف ساعد على تصفية جسم المنتخب من "فيروسات" نخرت و ما فتأت تتوقف على نخر خلاياه و تدميرها في مشاهد دراماتيكية لطالما انهمرت لها الدموع و تشتّت من جرّاءها الجموع ، فبعد عهد الطموح غيرتس أتى زمن طويل اللسان الطّاوسي ، كلاهما مدرّبان لهم إمكانياتهم و تجاربهم ، مما لا يسعنا إلاّ أن نحترم شخصهم و نشكر سعيهم ...
بعد "الكان" ذرفت العين دموعها بالدوام مثلما كان ، حتى جفّت من دمعها ، و خرس اللسان بعدما تاهت كلماته دون أن تجد آذانا صاغية و عقولا واعية ...
دعونا نرجع للوراء قليلا لندركـ ما حدث ، وبالضبط أثناء إعلان القبطان رشيد لأعوانه المكوّنين من 24 لاعبا عوّل عليهم ليصححوا المسار و يحموا الدار من شبح الإنهيار ، لائحة أعقبتها انتقاذات الجماهير فكل يضع لنفسه لائحة تخصه و تمثل فكره و رأيه ، ولو ربطنا لائحة كل واحد من هؤلاء الجماهير لتمدّدت اللائحة النهائية إلى ما يقارب 100 لاعب ، فلماذا طال لساننا في وقت التركيز ذاكـ ؟ و لماذا لا نملكـ مبدأ احترام رأي المدرب و لنحتفظ لأنفسنا برأينا ؟ و إن كان ضروريا التعبير عنه فلما لا نستطيع أن نعبر عن رأينا دون إقصاء اختيار المدرب الذي اعتمد على معاييره الخاصة ؟
وبعد تقليص اللائحة إلى 23 لاعب بدا إقصاء الحافيظيأو بالأحرى إعفاءه كارثة في نظر البعض ، خاصة من حزب "عشاق الخضرا " وكأننا أبعدنا ميسي ، و تحججوا بأن المدرب سيذمر مسيرة الشاب ، و كأنهم ينتقصون من شخصية الفتى الشجاع ، و بعد أن قدّر الله و ماشاء فعل ، أصيب رجل شهم آخر ـ النملي ـ و وضع طي النسيان دون مساندة ، و كأنه ليس منّا ، رغم أنه كان أحوج للمأزرة مقارنة بفتى الرجاء المدلّل ...
توالت التعادلات الثلاث ، و خرجنا من بابنا المعهود ، ليعود شبح الزاكي متلاوحاً في الأفق ، لينقسم المغاربة بين جزّارين حملوا سكاكنهم لقطع رأس الطائر الطاوسي ، متناسين أنه أخذ زمام أمور المنتخب لأيام قليلة لم تكن كافية ولو لأخذ النفس ، و بين من احتكم للعقل و المنطق و نادى بمنح الفرصة كاملة لرشيد قصد تصحيح الطريق و إرجاع البريق و تأسيس فريق عريق ...
لكن مهما غيرنا المدرّب و أتينا بغيره ، لن تتوقف إخفاقاتنا إلا بالتركير على أسس و تصحيح مبادئ لطالما فرضت أمرها ، كل ذلكـ ملخّص في عوارض دقيقة كل واحدة ستحقق التي تليها في شكل متسلسل :
ـ إبعاد الرياضة عن السياسة : و لطالما ارتبط هذان المجالان ارتباطاً أبى أن ينشق ، و كلنا نتحسّس القرارات التي تؤخذ في الظلام ' من الفوق ' ، و لن يتأتى عن ذلكـ إلاّ عشوائية في التسيير و غياب المحاسبة و التغيير و غيرها من الإبر التي تغرز في قلوب الشعب ..
ـ حلّ الجهاز الجامعي : وذلكـ بإعطاء كل مسؤوليته عن جدارة و استحقاق ،الرياضة لأهلها ،،،
ـ الإهتمام بالتكوين القاعدي : فبعدما عشنا عقما من إنجاب خلف لخير سلف وجب أن نقف وقفة تأمل للإنقباض على مكمن الخلل و نصحح ما يجب تصحيحه قصد إنتاج لاعبين قادرين على تحمل مسؤولين الكرة المغربية و أطر ذات كفاءة محترمة ، و لنكف عن الإستهلاكـ الذي دمر كرتنا و أهان كرامة المنتخب بسبب توسلنا الدائم لأشباه لاعبين قصد حمل القميص الوطني ، الذي كان شرفا حمله و فخرا الدفاع عنه ..
ـ الإهتمام باللاعب المحلي : ليكون النواة الكبرى للمنتخب ، وكما لاحظنا جل المنتخبات التي تفوز باللقب الإفريقي مكونة من لاعبين محليين ، وفي ذلكـ آيات لأولي الألباب ،،،
خطوات تحتاج لعقل مدبر و رجل شجاع كلنا ننتظره أن يأتي حاملا سيفه ليقطع رؤوس كل مختال محتال ، ويضع قطيعة مع زمن المحسوبية و عشوائية التسيير ، فوالله ضقنا ذرعاً من شخاص يعاملوننا كأغبياء لا نسمع و لا نفهم و لا نعي و لا نسأم ، بلى أذاننا تسمع بسبب لسعات الزمان ، و عقولنا تفهم جرّاء غدر الأهوان ، وقلوبنا تعي لأننا نخاف من فوات الأوان ، لكننا عجزنا أن نحلم مخافة الصدمات ، و عجزنا أن نفرح لكثرة الكدمات ، و لم نقدر على الوقوف لكثرة الضربات ،،،
الرّأيُ قَبلَ شَجاعةِ الشّجْعانِ هُوَ أوّلٌ وَهيَ المَحَلُّ الثّاني
فإذا همَا اجْتَمَعَا لنَفْسٍ حُرّةٍ بَلَغَتْ مِنَ العَلْياءِ كلّ مكانِ
وَلَرُبّما طَعَنَ الفَتى أقْرَانَهُ بالرّأيِ قَبْلَ تَطَاعُنِ الأقرانِ
لَوْلا العُقولُ لكانَ أدنَى ضَيغَمٍ أدنَى إلى شَرَفٍ مِنَ الإنْسَانِ
تحياتي لكلّ مغربيّ لا يرضى برأية رياح الفساد تهبُّ ، تحية لكل مغربيٍّ يقدر على حمل سيفه دفاعا عن أرضه ، تحية لكلّ مغربي يتفاءل بالغد ، تحية لكل مغربي لا يتوقف إصراره مع أولّ حفرة و موضع ، مــــغـــاربــة حــتـى المـــوت