بدأ الصخب والضجيج والكلام من كل حدب وصوب ، وانتشرت الإشاعات كالفطر في كل مكان ، وكان الزاكي هو المطلب الرئيس للشارع المغربي ، واختارت الجامعة كعادتها دوما منطق "السوسبانس" وبدأت تخرج تصاريح محتشمة من كواليس أهل الدار ، وبعد مضي وقت يسير عادت الجامعة لحبها القديم حين أعلنت عن ترشيحات رباعية ،تماما كمدربيها الأربعة الذين عينتهم ذات زمن على رأس منتخبنا الذي جعلت منه فأرا كبيرا للتجارب بعدما كان أسدا يلتهم كل الفئران ...
محمد فاخر ... العامري ... الزاكي ورشيد الطاوسي .... كان التنافس العلني بين هؤلاء الأربعة الكبار ، وكان القرار محسوما سريا لصالح رشيد لاعتبارات يعلمها الله وحده ورئيس الجامعة ومستشاريه ... المهم تسلم الطاوسي الدفة التدريبية ،وكان في انتظاره لقاء فاصل بحمولات شعبية ورياضية ضخمة ،وانتصر الرجل في المباراة وكان الفوز مقنعا إلى حدما وربما لعب الأمور السيكولوجية دورها الكبير في العبور نحو جنوب إفريقيا ...
بدأ رشيد الطاوسي مهامه الرسمية استعدادا للنهائيات ،وكان مشتت الذهن بين ناديه الجيش الملكي المتألق في البطولة والواصل لنهائي كأس العرش، وبالتالي لم يكن ذهن مدربنا الوطني بالصفاء الذي تتطلبه مرحلة الأسود ، واعتمد على مساعديه بنمحمود خليجيا والركراكي أوروبيا ، ليقنعوا ويناقشوا لاعبينا الدوليين !!!
وأصيح رشيد الطاوسي ضيفا دائما على كل البلاطوهات الإعلامية ،مدافعا عن خياراته ومتحفزا لمهامه العويصة ، وكذلك ليعوض الإعلاميين عن كل ذاك الجفاء الذي لقوه من غيريتس ...
وكأنني بالطاوسي أتى ليمحو كل الخيبات وكل الحفر والنعرات التي خلقها سلفه ،ولربما كانت كل تلك الأشياء من إملاءات الجامعة الفهرية ومستشاريها عساها تجد لنفسها موطئ قدم في شرعية مفقودة قانونيا وجماهيريا...!!!
اليوم ، وقد مرت العاصفة بكل ما مرت به وعليه، علينا أن نحتكم للعقل ونعطي للطاوسي حقه كاملا مكمولا ليقوم بواجبه كما يلزم لا كما يمليه عليه الآخرون ، وأكاد أجزم ، أن المدرب الوطني لم يجد ذاته إلا في المباراة الأخيرة أمام جنوب إفريقيا ،حيث أنني شخصيا شعرت أن تلك التشكيلة التي لعبت ذاك اليوم هي تشكيلة الطاوسي الحقيقية بينما ما سبقها كان من إنتاج الجامعة الفهرية والمستشارين والسماسرة والوكلاء والتماسيح والخفافيش الظلامية ...!!!

نحتاج جميعنا للهدوء والرزانة والروية ،فالمرحلة اليوم هي مرحلة فارقة بين زمن وزمن ،سائلين الله عز وجل أن يكون زمننا الجديد هو عنوان الألق والوهج والعنفوان لكرتنا الوطنية بكامل مكوناتها ...
وسيكون من نافلة القول أن أول خطوة نتمنى سماعها ورؤيتها بعد أيام هي ذهاب الجامعة وتعويضها بأخرى أكثر مصداقية مكونة من رجالات الخبرة الكروية لا أي خبرة أخرى مهما كانت تلك الخبرات اللارياضية ، بالإضافة أن تكون جامعتنا الجديدة قابلة للمساءلة والمحاسبة وكذا للجزاء والعرفان عند التفوق والنجاح...

مع كل الود والتقدير لكم أيها الأفاضل