السلام عليكم

منذ أيام قليلة وأنا أنتظر الفرصة المناسبة للعودة لمنتدى بلدي الغالي ، وكنت أتحين لحظة سعيدة أجعل منها بوابة لعودة مواضيعي المتواضعة ، واعتقدتُ أن مباراة منتخبنا الوطني مع البفانابفانا ستكون بغير ما انتهت إليه، وبالتالي ستكون خطوطي بألوان الفرح الكبير ، غير أن الله عز وجل قدر وشاء أن تنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي الذي أخرجنا من كأس عصية على الأسود الأطلسية ...

شكرا رشيد الطاوسي ... شكرا نادر لمياغري ... شكرا عصام عدوة ... شكرا عبد الإله الحافظي ... شكرا يوسف العربي وعبد العزيز برادة ... شكرا للحمداوي وبلغزواني وشاكير والبقية ...
لقد أثبتم جميعكم أنكم دافعتم بشرف واستماتة ووطنية عالية عن القميص المغربي ، ولا لوم عليكم فيما آلت إليه النتائج لكون غالبيتكم تفتقرون للتجربة الإفريقية والمنافسة في هكذا أدغال التي لها طقوس ليست جميعها رياضية ...
نعم أشعر كما الكل بغصة وببعض "الشمتة" لكوننا كنا قريبين جدا جدا من حجز تذكرة لدور الربع ، يشهد العدو قبل الصديق أن منتخبنا الرائع يستحقها أكثر من جنوب إفريقيا والرأس الأخضر ، ولكن الحمد لله كثيرا والشكر له كثيرا على كل حال وفي كل حال ...

ربحنا منتخبا وطنيا كبيرا ةيحتاج منا اليوم أكثر من أي وقت مضى للدعم اللامشروط والمساندة اللامحدودة ، لكون هذه العناصر الشابة والمعطاءة ، هي من ستحملنا بحول الله وقوته بعد سنتين من الآن لهودج الحلم الذي نطارده منذ زمن غير قصير في المونديال الإفريقي الذي ستنظمه بلادنا 2015 ، وقبله سنعول كثيرا وباطمئنان كبير على نفس العناصر التي واجهت اليوم جنوب إفريقيا في أن تحقق لنا الصعود إلى مونديال البرازيل 2014 ...
كنت دوما من المدافعين الشرسين عن عودة العملاق بادو الزاكي لدفة التدريب الوطنية ، ولكني اليوم سأحمل نفس روح الدفاع والمساندة لاستمرار رشيد الطاوسي ، على اعتبار أنه أثبت لنا في هذه الكأس الإفريقية أنه شجاع في اتخاذ قرارات قد تبدو للبعض أنها مقامرة كما هو حال دفعه بسبعة عناصر جديدة في تشكيلة مباراة اليوم الكبيرة ، ولكني أراها نظرة تقنية عميقة ومدروسة لما تتطلبه كل مباراة على حدى ، وهو بذلك أظهر لنا أنه يحتاج فعلا لأن نضع فيه الثقة المطلقة ونتركه يعمل بهدوء ،لكون الرجل يعي جيدا عمله وما يتطلبه منه ...
أرجو أن لا نقسو عليه وأن لا نحمله فوق ما يحتمل ،وأن تتركه الجامعة الفهرية في سلام حتى يعيد كرتنا لسكة النصر ،الذي تبدو ملامحه قريبة جدا جدا ...
يا أسود الأطلس عودوا إلينا مرفوعي الرأس وشامخين ، فإنكم فعلا أبلوتم البلاء الحسن ، وأعطيتموننا صورة مشرفة ولامعة عن الإنتماء والصدق في الدفاع عن الألوان الوطنية ...

إنها المرة الأولى في حياتي التي أكتب فيها موضوعا أو ردا أو نقاشا يهم منتخبنا الوطني في لحظة إقصاءه ، وهذا يعود بالأساس في كوني أشعر أن هكذا منتخب أعطى كل شيء وفعل كل شيء ولكن التوفيق جانبه ليس لضعفه ولا لتخاذله...
فخور أنا اليوم بالمنتخب وبعناصره ومدربه وأتمنى أن نكون جميعنا بذات الفخر والإعتزاز ، وستكون المرحلة القادمة إن شاء الله مرحلة الأسود لأن العمل الجاد والقويم لا بد أن يعطي الثمار الطيبة ...

مع كل الود والتقدير لكم أيها الأفاضل