دق جرس المنبه...فتحت عيناي المغمضتين بتكاسل رهيب يعلن عن رفض لمغادرة الفراش الدافئ....يا الله كم يصعب مفارقة ذلك العالم الجميل الذي لا تكلفنا تذكرة الرحيل عبر عوالمه شيئا....ازلت الغطاء من على جسدي المتهالك المتعب....كان الضجيج المنبعث من الحارة اسفل يعلو شيئا فشيئا....اصوات الدرجات و السيارات و صراخ الاطفال و النساء...سمفونية غريبة مقاطعها تنسجم بشكل رهيب....حاولت تتبع احداث الصباح دون نجاح...لم استطع مقاومة رغبتي في احتساء كوب من القهوة لعله يطرد رغبتي في العودة الى الفراش من جديد.......احتسيته بعجالة...كانت عقارب الساعة تدور بعجالة....ارتديت ملابسي ارتداء شخص يجهل كل تناسق للا لوان..كان تركيزي منصبا على المنبه..عقاربه كان تضغط على اعصابي بشكل غريب...نزلت السلم و افلت الباب بشكل اضاف الى سمفونية الفوضى نغمة اخرى..ظهر الامتعاظ على وجهي و ضغطت على شفتاي كانني اعتذر من شخص مجهول.......
كانت خطاي تفلت بعضها..و عيناي تدققان في ساعتي و رفيقة دربي...علاقتي بها غريبة كانت اول هدية احصل عليها و اخر الاشياء التي يمكن ان استغني عنها...اغير اشكالها ...يذهلني ذلك الدق الذي تنسجم معه دقات قلبي...غريب كيف ترحل عبرها احزاننا و الافراح.......كانت خطاي المتسارعة التي لا تلوي على شيء تقودني بدون هوادة نحو مقر العمل.....وجوه كثيرة تنقاد هي الاخرى نحو المجهول..لا اعرف ان كان احساسها بالوقت يماثلني....خطاها يلفها الغموض...عيون وسنانة تبحث عن الراحة في دوامة الحياة التي لا تتوقف....هبت ريح غريبة وشمت الوجوه بصفرة باهتة جعلتها اقرب الى القناع من الحقيقة....اه لو استطيع ان اجعل الزمن يتوقف قليلا لاكشف عن هذه الاقنعة...عن هذه الوجوه..ان احيل هذه الصفرة الى حمرة قانية..الى نبع فياض للحياة...حياة بدون عقارب للساعة.....اه دق جرس المؤسسة يعلن عن زمن دخول الفصل و بدون شعور توجه نظري الى عقارب الساعة.........احسست بيد تتحسس ذراعي ..كانت احدى زميلاتي تحييني و تسالني عن الساعة..انسقت في هستيرية من الضحك...غريب امر الساعة.....
