حكاية الصحفي ويوم من الحكم
آخر
الصفحة
Next Coach

  • المشاركات: 96011
    نقاط التميز: 10717
مشرف سابق
Next Coach

مشرف سابق
المشاركات: 96011
نقاط التميز: 10717
معدل المشاركات يوميا: 13.1
الأيام منذ الإنضمام: 7317
  • 23:00 - 2013/01/25

 


 
 
 
  قبل أيام قليلة وأنا أتجول في التلفاز بحثا عن الخروج من ملل الجلوس في البيت توقفت عنذ فلم هندي وكان للممثل أنيل كبور وقد لعب فيه دور 
الصحفي في مدينة مومباي التي كانت تعيش حالة من الفوضى والضوضاء والشغب وبالتالي فمع كل تنقلاته لمتابعة الأحداث وإلا وعاين أحداث 
مروعة من الشغب والقتل وعدد كبير من الجرحى . 
  مع توالي الأحداث فقد فكر الصحفي باستضافة رئيس الوزراء لدولة الهند وبالتالي فقد عمل معه حوار صحفي على الهواء مباشرة عرف متابعة 
شبه كاملة من الساكنة وذلك لمعرفة المخرج لهذا المأزق الذي وقعوا فيه والذي يعايشونه كل يوم والذي تمثل فيما قلت من نهب وسلب وأحداث شغب 
وبالتالي ومع محاورة الصحفي لرئيس الوزراء كان من البديهي أن يتساءل عن أسباب تفشي هذه المشكلة وهل يوجد حل ولو ترقيعي لحل هذه الأزمة .؟

وكما هو معروف فقد كان جواب رئيس الوزراء دبلوماسي وقال أنه بصدد التصدي لهذه المشكلة وأنه مع الوقت سيكون كل شئ على ما يرام وستعود 
الأمور لطبيعتها...ولكن وطنية الصحفي وغيرته على أبناء بلده جعله يخرج من البريتستيج الذي كان يعامل به رئيس الوزراء وبالتالي تحدث معه بوثيرة عالية وحمله مسؤوليه ما يحصل في البلد . 
ومع هذا الشد والجذب من الصحفي والوزير فقد اقترح هذا الأخير على الصحفي ساخرا  أن يكون رئيس الوزراء للبلد ليوم واحد وليرى ما يمكن أن يفعله لتغيير أحوال البلاد في ذلك اليوم , المفاجأة هي أن الصحفي قبل هذا التحدي وقد فاجـأ الجميع بمن فيهم المتابعين ورئيس الوزراء والمتابعين ...
الصحفي لم يخسر أي دقيقة من التحدي المخصص له وبالتالي ومع منتصف الليل لذلك اليوم انطلق في البلاد وبدأ بتصفية أي خلل يجده وحاول أن يوازن الكفة ويخرج البلاد من الفوضى التي تعيشها وهكذا فقد أصبح في ظرف ساعات قليلة الرجل الذي قام بمجهود كبير في سبيل إعادة البلاد للطريق الصحيح وخلق سياسة عمل جديدة وأعاد لتلك البلاد النشاط والحيوية التي افتقدتها في الماضي ولكن للأسف ومع نهاية المهلة التي خصصت في يوم واحد عادت الرئاسة لرئيس الوزراء وبالتالي فقد أعاد كل شئ كما كان وضرب بمجهود الصحفي عرض الحائط وأثبت أن مجهود يوم واحد يمكن أن يمحى في دقائق وما قام به من أعمال صار في خبر كان ...

قصة الصحفي الهندي والوزير لهي مثال لما يعيشه الطاوسي اليوم مع المنتخب المغربي , الطاوسي وحينما تولى المهمة كان يجب أن يعرف أن الوقت لا يكفي لكي يصنع استراتيجية جديدة للمنتخب ومن الأول كان يجب عدم إقالة غيريتسفي ذلك الوقت الحساس , نعم أنا كنت مع إقالته ولكن ليس بذلك الوقت المتأخر وبالتالي فإن الضحية بالدرجة الأولى هي الطاوسي ولكي نعمم الناخب الوطني , أي هفوة وأي خروج من كأس إفريقيا بخفي حنين سيثبت فشلنا السابق وسيعيدنا للأسطوانة التي مللنا منها واليوم الذي عاشه الصحفي في الهند سيكون بمثابة الفترة التي سيعيشها الطاوسي في المنتخب لأن أي إخفاق سفقد الجميع ذاكرة الماضي مع الطاوسي , ذاكرة الأيام التي عاشها مع المنتخب كمدرب وأيضا سيجهض حلم هذا المدرب في النجاح مع المنتخب وسنعود إلى نقطة الصفر التي لم تتغير منذ 1998 بإستثناء طفرة 2004 التي صنعها الزاكي وليس من المفاجئ أن يتكرر إسم الزاكي بعد أي إخفاق جديد للمنتخب وهكذا فسنعود لتكرار تجربة أخرى مع مدربين أخرين وعدم الصبر على الإطار الوطني ومحي وإجهاض كل مشروع قيد البناء , مشروع مغربي قابل للنجاح ولكن ليس قابل للتسريع لأن أي نجاح يعني سنين من العمل في الماضي وسنوات من الكحط تنبئ بأمطار خير في المستقبل ولهذا أتمنى أن لا نضغط على الطاوسي في حالة الإقصاء لا قدر الله وأن نتركه يعمل لما هو قادم فأنا مع أن نخرج من الدور الأول ولكن بالموازاة مع بناء منتخب مستقبلي قوي وجبار .
 

 حكاية الصحفي ويوم من الحكم
بداية
الصفحة