انا لا اقوى على شيء....كل الاشياء التي احبها تنهار من حولي .....تاخذ ابعادا اخرى ......لا ارغب في شى ء.....احب ان اغير كل شيء...ان اسمح لداخلي باختراق كل الحدود ....بالسفر بعيدا حيث لا حواجز لا اسقام .....يا ا الله كم احب ان احمل بين أحضاني طفلا اهدهد فيه احلامي الضائعة المقبورة منذ زمن .......ان اصادف شخصا ترحل اليه كل الاحاسيس المكبوتة داخلي...منذ زمن بعيد كنت مخلوقا صغيرا يبحث عن الحب ....يبحث عن دفء حرمنيه الزمن في لحظة قاسية.لحظة خالية توقف معها الزمن ليرمي بي بعيدا حيث الخوف و حيث اللا عودة......مات والدي لترحل معه كل الابتسامات البلهاء من على محياي .....كبرت قبل الاوان ..تعلمت ان اكبت مشاعري كطفلة ...ان لا اعبر عن رغباتي احتراما للحزن المرسوم على وجه امي الحائرة كيف ستدبر امورنا وهي التي تعودت ان تكون سيدة بيتها....موت والدي كان مفاجاة للجميع....كنا صغارا و في حاجة اليه ..الى وجوده ..الى تواجده معنا .....يوم وفاته شعرت بخوف رهيب شعور ترجمته الى صراخ حار فيه الجميع.............................

كنت امي تحتضنني بقوة في محاولة لتهدئة روعي..والناس من حولها يقدمون التعازي .....ظل منزلنا ممتلئا بالناس لمدة كبيرة ...بعدها رحل الجميع لندخل دوامة الحياة بكل تفاصيلها ....تحولت حجرة والدي الى حجرة للضيوف ...وانتقلت انا و امي للنوم مع إخوتي في الحجرة الأخرى....اجتماعنا داخل تلك الحجرة كان حاجزا ضد الخوف الذي أضحينا نشعر به.........تطور الخوف بداخلي ..بدأت أدخل في اختناق أرعب أمي كثيرا...كانت تبكي..تصلي ..تدعو..تتساءل عن سبب هذا الاختناق...كانت أنفاسي تتقطع فأخنق أمي أمسك برقبتها ...كنت خائفة ....موت والدي ترك فراغا كبيرا لم أستطع تجاوزه ....حتى هذه اللحظة وبعد مرور زمن طويل أشعر بأنني بحاجة إليه...أنا بالفعل في حاجة إليه... في حاجة الى تلك القوى المنبعثة من عينيه العسليتين الدافئتين اللتان لطالما احضنتني....كان طبيعيا ان اشعر بالخوف... عقلي الصغير لم يكن يستوعب الفراغ الذي تركه والدي في حياتي...