
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أعضاء وزوار ومشرفي كووورة مغربية

ܓܨالشباب والتسير الرياضي ܓܨ

الكل سئم من الصورة النمطية والكلاسيكية التي تعودنـا عليها منذ الصغر لصانع القرار, فمن المسلمات التي إعتبرناها حقائق بديهية هي أن صانع القرار هو ذلك الإنسـان الذي إشتعل رأسه شيبـا بسبب تراكم الخبرات أو على الأقل مرفولوجيـا يبدوا لنا في منظر الحكمـاء الذين زادهم الزمن زهدا وحكمـة وسدادة الرأي الثـاقب. هو أيضا ذالك الإنسان الذي لا يخطوا خطوة خارج إطار العقل, بصراحة إنها بالفعل أشياء جميلة تثلج الصدر وتزيدنـا ثقة بشيوخنـا الذين سئمت منهم كراسيهم الجامدة التي تحملت أوزانهم الثقيلة لسنين عدة ولزالت القصة مستمرة لحد الأن.
ولقذارة وتقلب الزمن, لازال بعض شيوخنا المقدسين جاثمين أبدى الدهر على قلوبنـا دون أن تقوم ضمائرهم الميتة من الأموات, وتأنبهم وهم سائرون بنـا بفخر نحو أسفل الدركات السفلى, دون مراعاة ألامنا وأهاتنا التي لا تساوي لديهم ذرة واحدة في مجرات إهتمامتهم الشخصية . بل أكثر من هذا فهو يخوضون حرب ضروس ضد كل من يهدد تواجدهم أو يشكك في قدراتهم التقليدية, بل إنهم مستعدون إلى التواضع والنزول من برجهم العالي و تقمص دور رجال المطافئ, لإخماد الثورات في المهد وسياسة كم الأفواه والتحريض ضد هذا وذاك.

كل هذه النوايا الخبيثة من باقايا حقبة الهواية اللعينة والتي لم ولن نستطع أن نطوي صفحاتها السوداء الحالكة بهذه السهولة إن لم نفجر عليها عيون لاتنضب من الدمـاء الشريفة, فبالأمس سارا أجدادنا على هذا النهج وطردوا فلول الفسـاد ,وخلقوا لنـا فسحة من الأمل التي أوجدوها من العدم, وها نحن إذن بفضلهم هنـا نعبر بكل أريحية عما يخالحنـا صدورنـا وتفكيرنـا.
إن الشباب هم تلك المشكاة التي يعول عليهـا أن تنير لنـا الطريق وتعلن القطيعة عن زمن الهواية والتطفل على الإختصاصات, وتحويل مؤسساتنا الرياضية إلى مملكات صغيرة , نظام الحكم فيها وتناقل السلط أشبه بالنظام الوراثـي. والإنفراد بالقرارات ولجم أي جهة تسعى إلى التمرد على الواضع القائم المزري. إن إشـراك الشباب في التسير الرياضي هي تلك الفرصـة الأخيرة لنجـاة والسعي نحو رسم مستقبل وردي للأجيال القادمـة, فإن فشلوا فقد إكتسبوا بذالك الخبرات ,فبدون مسؤولية لا وجود للتجربة وإن نجحوا وهذا الأرجح نكون قد غيرنـا قدرنـا الذي يحاول البعض أن يجعله لنا مصيرا محتومـا .

إن عقدة الشباب متأصلة ومتجدرة عند الكثيرين فنوادينا وألواننـا ليسوا ملكا لهم وجماهيرنـا ليسوا عبيدا لهم .فنحن من نحدد مصيرنـا .فالأشخـاص الأكثر تفوقـا ليسوا بالضرورة أنهم أذكيـاء بل هم أقوياء في تحديد مصيرهم ورسموا حزمة أهذاف لتحقيقها وسارو على نهجهـا وبلغوا المجد ولامسوا السحـاب بفضلها رغم ضعف الإمكانيات, لكن نحن مدمنين على خطابتهم المنومـة المتجعدة بفعل الزمن.
إننـا نحن كجمـاهير رياضية عاشقة للنجـاح لا نؤمن بالشباب, ولا نعرف أن المستقبل لا يصنعه إلا الإسثتنائين في أفكارهم وهواجسهم , أصحاب الشجاعة والإقدام,فمتى نرى شبابنا يتحمل أكبر المسؤوليـات بدل النفور وعدم الثقـة.
مودتي تحياتي لكم
أخوكم محمد عضو في مجموعة الشعلة

|