السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل موعد العرس الافريقي الذي  بدأ العد العكسي للافتتاج , لا صوت يعلو في الشارع المعربي على صوت هذه البطولة  التي استحود ت على النقاش ثنائيا وجماعيا, سواء في البيوت أو في المقاهي أو مقرات العمل   أو,,,,,,,,.هذه الكأس التي تمردت واستعصى فك شفرتها مغربيا لعدة أجيال . ترقب وخوف من تكرار المأسات السابقة التي تنتصب أمامنا كأبي الهول كلما اقترب هذا الموعد . هذا الموعد الذي ينتظره الجمهور بآذان صاغية وعيون خاشعة وقلوب وجلة وأعناق خاضعة , فأي مفاجأة تخبئ لنا جنوب افريقيا ؟

لو كنت أتمنى شيئا قبل الكان فسيكون من قبيل = حبذا لو صام التقنيون والمختصون  الرياضيون المغاربة عن الخرجات الاعلامية ,واعطاء تحليلات فضفاضة , يصدرون من خلالها أوهاما  زائفة ليست في صالح المنتخب الوطني عن قصد او بغير قصد .
مبعث الكلام  وما دعاني لكتابة هذه الدعوة هو ما لاحظته من افراط في التفاؤل على أعمدة الصحافة والمنتديات , ولهذاأحببت تذكير هؤلاء ,أنه في حالة الانكسار لاقدر الله -   كيف ستكون ردة فعل الشارع؟ فالمنتخب الوطني تنتظره منازلات شرسة ويحتاج وقفتنا معه في الفوز والخسارة, ولا نكون جمهور فوز فقط  ,وتنعكس آثار سلبية على المنتخب في المستقبل القريب والمتوسط ونحن مقبلون على تنظيم البطولة.

يجب أن نكون واقعيين و قادرين على أن نقيم بموضوعية و طريقة عملية المسائل  , ولا يعني هذا أن  نرى كل شيء بمنظار أسود قاتم.  نعم فالحكمة تقتضي أن لا نكون متشائمين ولا نتداعى , ونسلم , وعلينا أن نومن بحظوظنا حتى وان كانت ضئيلة, ولا متفائلين متحمسسين بافراط .فالافراط هو تجاوز الحد من جانب الكمال ,والتفريط تجاوز الحد من جانب النقصان  .وقد لا نختلف أن المنتخب الوطني يمتلك لاعبين مميزين لا يقلون شأنا عن قرناائهم الأفارقة .ولن نختلف أيضا في كون الاطار الوطني السيد الطاوسي من خيرة ما أنجبه التأطير الوطني , ولكننا قد نختلف في ما اذا كان المنتخب المغربي يحمل مواصفات البطل . ليس لأن المدرب لم يوفق في اختيار اللاعبين ولا لأن الجامعة لم توفق في اختيار المدرب , ولكن المدة التي استعد فيها منتخبنا غير كافية لخلق أوركيسترا منسجمة ,خصوصا بعد التغييرات التي طرأت على التشكيلة .ومن المعلوم بأن المبالغة،من ناحية الوصف والتبجيل والتطبيل، وتصدير الأوهام  ستنشئ تراكمات تفتقر إلى الاستقرار،  وعليه فإن الانعكاس السلبي لدى المتلقي سيصبح أول رد فعل حينما تتضح الصورة بجلاء، مما يؤدي إلى نتائج سيئة في الكيفية التي سيتم التعامل من خلالها مع الموقف ,لأن الشارع الرياضي قد يبني في خياله تصوراً مغلوطا  .

المطلوب من جميع المكونات الرياضية الوطنية من اعلام وأطر وجمهور اليوم توصيل رسالة الى المدرب الطاوسي والذي بالمناسبة لا أحد يود أن يكون مكانه في هذه الأوقات , مفادها ,أن المشاركة في هذه الكأن نعتبرها اعدادا للكأس التي ستقام ببلادنا , فان توفقتم وهذا ما نتمناه  فستحققون حلما راودنا مند حوالي أربعة عقود , وان كان غير ذلك , فلن تخسروا حب المغاربة في ظل الظروف التي مرت بهاالكرة الوطنية  والتي أثرت بشكل سلبي على اعداد منتخب قوي , وسنركز  جميعا على ابقاء هذه الكأس في المغرب خلال الكان القادمة ان شاء الله . وهذه الرسالة قد يكون مفعولها أقوىوأحسن من العبارات والألقاب التي تتطلق على الطاوسي بالخصوص من طينة الترياق وسوبيرمان والكوموندو  والتي تزيد ه ضغطا ليس الا .  نعم هذا حبا في المنتخب الوطني, ولكن  من الحب ماقتل .بالتوفيق للأسود ان شاء الله .

تحياتي
مداز