

تحية طيبة ممزوجة بكل التقدير والإحترام لكم جميعا أعضاء زوار ومشرفين

كل مرة نوفق فيها للوصول لنهائيات كأس أمم افريقيا إلا ونرسم لأنفسنا أحلاما مستحقة في التتويج أو على الأقل تحقيق
أبعد مسير ممكن وغالبا ما نستند لسمعة كرتنا المغربية قاريا في السابق وقد تحاشيت ذكر كلمة تاريخ لأن التاريخ لا
يعترف سوى بالنتائج وكلنا يعلم أن المغرب لم يفز سوى بلقب يتيم لكنه مع ذلك فالمغرب فرض احترامه بحكم
تحقيقه لنتائج غير مسبوقة لا داعي لذكرها لأننا كلنا على علم تام بجوانبها لكننا في مجمل المشاركات نخرج من
الأبواب الضيقة للأدوار الأولى مبتلعين مرارة لعاب الصدمة والألم مكرهين لا راضين لنجد أنفسنا أمام نفس
التبريرات والتي لا تختلف إلا باختلاف من تصدر عنهم مدربين كانوا أو لاعبين أو مسؤولين .
التفاؤل أمر لا محاد عنه وبدونه نفقد الكثير من مقوماتنا ومن فرصنا في اللعب بالثقة في نفوسنا دون غرور وأظن أننا
يجب هذه المرة أن نتعلم ونعلم علم اليقين أن المنتخب الضعيف في افريقيا لم يعد له وجود وعلينا أن نأخذ حذرنا في كل
الأحوال وألا نسقط في الفخ مرة أخرى فقد سئمنا العودة دائما بأخفاف حنين فنحن لم نكتف بخفين بل كلما التقانا
حنين هذا في الكثير من المشاركات إلا و منحنا خفين جديدين نعود بهما نجتر ذيول الخيبة والحسرة.
وقصة حنين وخفيه قصة جميلة جدا إذ يقال أنه كان في العراق اسكافي كان يتقن صناعته وذات يوم مر عليه
أعرابي فأعجب بخفين بدكانه فأخذ يساومه بشدة في الثمن حتى غضب حنين فقرر ألا يبيعه إياهما فاغتاظ
الأعرابي وسب حنين وشتمه فقرر الأخير الإنتقام منه حيث سبق الأعرابي في طريقه ووضع خفا في الطريق وعلى
مسافة منه وضع الخف الآخر واختبأ ينتظر نتيجة حيلته .
فوجئ الأعرابي بالخف الأول في طريقه نزل وأمسكه وقال ما أشبهه بخف حنين ثم رماه مقتنعا أنه لا فائدة منه ما دام
مكمله غير موجود فاستمر في سيره إلى أن وجد الخف الآخر فندم على تركه للأول وهنا قرر ترك راحلته بما تحمل
وعاد للعودة بالخف الأول وهنا أسرع حنين للراحلة وأخذها إلى حيث لا يراه الأعرابي الذي واصل سيره على القدمين
حتى وصل قومه فسألوه بم عدت فأجابهم عدت بخفي حنين ههه.

رسالتي للطاوسي وللاعبين
كنت أتمنى ألا تحدد أي هدف في مشاركتنا القادمة بجنوب افريقيا سواء بالتأهل للدور الثاني أو لأي دور
كان فالأهداف لا تحقق بمجرد تحديدها بل بالعمل والمثابرة والجدية وهي أمور لمسناها فيك بدون شك
لكن أحيانا وحتى في وجودها قد نفشل لأننا قد نترك ما قد يبدو لنا بسيطا وقد يقف سوء الحظ حينا
وسوء التحكيم أحيانا وتهاون بعض اللاعبين أحيانا وقد تأتيك الصدف أحيانا بما لا يكون عندك في
الحسبان لذلك نحن لا نطلب منكم ما يفوق طاقاتكم نطلب اللعب بالروح الوطنية العالية نطلب اللعب
بقتالية الرجال الذين يتنكرون لذواتهم لا لشعبهم نطلب أن تقدموا كلما لديكم من جهد وطاقة دون أن
تبخلوا بها لأي سبب كان أن تلعبوا بالانسجام الجماعي الذي يضع الفرد في فلك الجماعة وليس الجري
وراء رفع الأسهم الخاصة نطلب أن تحافظوا على اللحمة بالملعب وبالفندق دون التفريق بين لاعب
وآخر أن تكونوا جسدا واحد سواء من لعب رسميا أو احتياطيا أو حتى دون ذلك .
وأكيد أنه حتى ولو لم تأت النتائج لا قدر الله فلن نلومكم لو قدمتهم المستوى الذي نريد وقدمتم كل
طاقاتكم ففوقها لا تلامون فكروا في الوسيلة أولا وسيلة النجاح وسبله لكن النجاح أو الإخفاق فهو
في علم الغيب هيؤوا أسباب النجاح واتركوا ما تبقى على من بيده كل شيئ ليكن أيمانكم قويا بالله أولا
وبأنفسكم ثانيا واعلموا أن دعوات المغاربة معكم والله ولي التوفيق.
دمتم في رعاية الله سالمين